فى مشهد يليق بمجرم حرب مطلوب للعدالة يقود دولة مارقة يدينها العالم كله، تحدث نتنياهو إلى المقاعد الخالية فى قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أن انسحبت الغالبية العظمى من الوفود فى رسالة واضحة وحاسمة تقول: انتهى الدرس أيها المجرم!! «المنبوذ» من العالم كله لا يجد أمامه إلا ترديد نفس الأكاذيب التى لم تعد تجدى بعد أن سقطت كل الأقنعة ولم يعد هناك ما تقدمه إسرائيل إلا الإبادة الجماعية وانتهاك القوانين وقتل الأطفال والمدنيين والقتل الممنهج لملايين من الفلسطينيين الصامدين على أرضهم والمتمسكين بحقهم فى التحرر والاستقلال وإنهاء أحط احتلال عنصرى يقاوم النهاية الحتمية بالمزيد من الجرائم التى ما عاد ممكنا أن تمر بدون حساب عسير!! وسط إجماع عالمى على دعم الحق الفلسطينى وادانة جرائم إسرائيل، يتحدث «المنبوذ» نتنياهو إلى القاعة الخالية فى الأممالمتحدة فلا يعد إلا باستمرار الإبادة فى غزة، والإصرار على رفض حل الدولتين وإنكار كل الحقوق المشروعة لشعب فلسطين وسد كل الطرق نحو سلام عادل لا بديل عنه للمنطقة والعالم، يقدم «المنبوذ» نتنياهو مرة أخرى ما يؤكد أن إرهاب الدولة فى إسرائيل هو الخطر الذى تجاوز كل الحدود، وأن على الإرادة الدولية أن تترجم موقفها الرافض لجرائم إسرائيل إلى عقوبات رادعة ومقاطعة شاملة وإصرار على إخضاع الكيان الصهيونى للقوانين والقرارات الدولية. «المنبوذ» مازال يعيش أسير أوهامه. يتصور أن كل أزمته هى الفشل فى الدعاية أو العلاقات العامة وليس السقوط السياسي والأخلاقى والهزيمة فى معركته المستحيلة ضد عالم بأكمله لم يعد يتحمل جرائمه أو يسكت عليها، وأمام شعب فلسطينى يقدم صورة غير مسبوقة فى الصمود الأسطورى فى وجه دولة الإرهاب الصهيونى. مشكلة «المنبوذ» ومن يدعمونه أن معركتهم لم تعد مع حكومة هنا أو جماعة هناك. معركتهم أصبحت مع العالم كله بحكوماته ومؤسساته وشعوبه، أوروبا رغم الانقسامات تمضى فى طريق فرض العقوبات، وإسرائيل تواجه العزلة فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية والفنية كأى دولة إرهابية وفى أمريكا نفسها تضيق المسافات بين الإدانة «الشعبية» لجرائم إسرائيل وبين الانحياز «الرسمى» لها!! مشهد «المنبوذ» فى الأممالمتحدة كان كاشفا للحقيقة. قد يكون الخطاب الأخير للمنبوذ فى الأممالمتحدة، وقد يكون الحضور الأخير إلى نيويورك، ولكنه «بالتأكيد» الصورة التذكارية لإرهاب دولة معزولة يحكمها مجرم حرب هارب من العدالة وقريب من السقوط الأخير!!