يعرف مجرم الحرب نتنياهو جيداً أن الأيام التى كان قد أصبح فيها «الملك بيبى» المتوج على عرش إسرائيل قد ولت بلا رجعة، وأن أوهامه فى أن يكون صانع إسرائيل الكبرى والمتحكم فى مصير الشرق الأوسط بأكمله قد تحولت «غم المذابح والحروب» إلى أمل يتبدد فى مجرد البقاء فى الحكم، والإفلات من السجن فى الداخل، والهروب من مطاردة العدالة الدولية فى كل أنحاء العالم!!.. يعرف نتنياهو ذلك، وإن كان يبدو فى محاولة دائمة وفاشلة لإنكار الواقع الذى يحاصره، والذى لا يمكن الهروب منه بعد أن أصبح حليفا دائما للفشل وقائدا لأسوأ وأحط الحكومات التى تقود إسرائيل إلى الكارثة، التى حولتها بالفعل إلى دولة منبوذة من كل دول العالم تحاكم رسميا أمام العدل الدولية بأبشع التهم وهى الإبادة الجماعية كما يحاكم هو كمجرم حرب يعرف جيدا أنه لولا الحماية الأمريكية لكانت العدالة الدولية قد وصلت إليه، ولولا تحالفه مع زعماء عصابات الإرهاب فى الداخل لكانت العدالة داخل إسرائيل قد وضعته فى السجن كمحتال ونصاب وخارج على القانون! يعرف نتنياهو ذلك جيدا، ويعرف الأسوأ.. أن لعبة الهروب من حرب إلى حرب أخرى لها نهاية وعليها حساب عسير.. وأنه قد تحول من «الملك بيبى» إلى العبء الأكبر على إسرائيل والخطر الأكبر على مستقبلها، وأنه استطاع «ببراعة شديدة» أن يكتسب عداء العالم كله، وأن يتحول إلى مشكلة لم تعد تحتمل تأجيل التعامل معها لأقرب الحلفاء بمَن فيهم الولاياتالمتحدة الراعى الأكبر والحليف الذى لا غنى عنه للكيان الصهيونى! فى الداخل.. لم يعد خافيا أن أكثر من 70% من الإسرائيليين يريدون إسقاطه اليوم قبل الغد، وأن محاولته لفرض هيمنة اليمين المتطرف على كل مؤسسات الدولة بما فيها القضاء والجيش والأجهزة الأمنية تقابل بمقاومة من كل أطياف المجتمع «ماعدا تحالف اليمين المتطرف»، وأن دعوات العصيان المدنى تتصاعد، وأن استمرار الحروب لكى يبقى فى الحكم أصبح خطرا على الدولة بأكثر مما هو متصور، وأن الكل أصبح يدرك النتائج الكارثية «سياسيا واقتصاديا وعسكريا» لهذا الجنون الذى لم تعد إسرائيل قادرة على تحمل تكلفته.. خاصة وهى تمضى إلى عزلة دولية غير مسبوقة، وعقوبات دولية تأخرت كثيرا لكنها قادمة حتما بعد أن أصبح السكوت مستحيلا على جرائم إسرائيل، وبعد أن أصبح العبء ثقيلا حتى على الحليف الأمريكى الذى أصبح يراه تهديدا مباشرا لمصالح أمريكا وإسرائيل معا! وسط كل هذه الأزمات يحاول نتنياهو إنكار الواقع وبيع الأوهام مرة أخرى، لكنه يصر على أن الحرب المستمرة هى ما يبقيه «وتحالفه اليمينى الفاشى»، فى الحكم. يمضى مجرم الحرب فى ترويج أكاذيبه المفضوحة فى الداخل والخارج، ويمضى فى ادعاء القوة على تدمير كل شىء قبل أن يسقط. يجر إسرائيل المنبوذة عالميا إلى حرب أهلية، ويرفض إنهاء حرب الإبادة بل يحاول توسيعها لاجتياح الضفة الغربية، ويهدد بضرب المنشآت النووية فى إيران لقطع الطريق على اتفاق وشيك مع أمريكا، وهو يدرك أنه لا يستطيع ذلك إلا بموافقة أمريكا، ولا يتحمل نتائج ذلك.. لكنه يمارس الابتزاز حتى مع الحليف الأكبر، ويطلب الثمن على حساب فلسطين، وعلى حساب أمريكا نفسها، يتصرف نتنياهو على أنه ما زال «الملك بيبى»، ولا يدرك أنه مجرم حرب مطلوب للعدالة يحكم دولة منبوذة.. وهذا هو كل إنجازه!