يستفز البعض تفرد الأمة المصرية بالكثير من المقومات ونتعجب من انتقادات ليس لها مبرر ومقومات تفرد المصريين عن غيرهم كثيرة.. وتُعد اللغة العربية المصرية من أبرز هذه المقومات وهى التطور الطبيعى للغة العربية الفصحى التى جاءت إلى مصر مع الفتح الإسلامى، حيث كانت مصر قبل الفتح تتحدث القبطية وأصبحت العربية اللغة الرسمية للبلاد فى القرن الثامن الميلادى.. واستمرت اللغتان القبطية والعربية تتزاحمان حتى القرن الحادى عشر حيث أصبحت اللغة العربية هى لغة المصريين الذين تعاملوا معها بخصوصية وألبسوها من الروح المصرية الكثير، فظهرت لغة عربية مُدمجة بالكثير من مفردات اللغة المصرية القديمة وطوعوا بعض الحروف وأصواتها فى اللغة العربية لتكون أكثر سهولة فى النطق.. وتحتوى اللغة العربية المصرية على آلاف الكلمات المتواترة من اللغة المصرية القديمة إلى وقتنا هذا. والأمر منطقى، فلدينا حضارة عظيمة مترامية الزمن قوية التأثير فلابد وأن يكون لها روابط قوية بكل ما يأتى بعدها من حضارة بلغتها وثقافتها.. ولم تتوقف اللغة المصرية عند حد التأثر بالحضارة القديمة.. ولكنها مثل أى كأئن حى ينمو ويزدهر بشرط أن يتفاعل مع شعب عبقرى مثل الشعب المصرى استطاع أن يحتوى الحضارات الوافدة عليه وأخذ منها وأعاد إنتاجها بروح مصرية فلم تستطع ثقافة أجنبية أن تفرض ثقافتها ولغتها على المصريين، بل على العكس استطاعت اللغة العربية المصرية فرض سطوتها الثقافية على الشعوب الناطقة باللغة العربية لسهولة استخدامها وقدرتها الفائقة على التواصل وسرعة فهمها.. لذا وجد الفن المصرى طريقه مُمهداً لتحقيق شعبية ضخمة. وكسب الفنان المصرى شهرة وانتشاراً واسعين ودفع ذلك آلاف الفنانين العرب للتمثيل باللهجة المصرية لتحقيق الشهرة والنجاح.. اللغة العربية المصرية نموذج ناجح وظيفة أى لغة وهو سهولة الاستخدام وسرعة التواصل والفهم، فاللغة وسيلة وليست غاية فى حد ذاتها.. والغلو والإفراط فى اللغة يُضعفها ويُدخلها فى عداد اللغات غير الحية.