غزة المنكوبة - وكالات الأنباء: بدأت فى القطاع المنكوب موجة نزوح ضخمة من مدينة غزة باتجاه وسط وجنوب القطاع بعد أوامر إخلاء أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ترافقت مع عملياتٍ عسكرية وقصف عنيف. وشهدت مدينة غزة تصعيداً غير مسبوق من الغارات الإسرائيلية التى استهدفت عشرات المبانى السكنية والأبراج والمؤسسات، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى وتدمير واسع للبنية التحتية. وأفادت مصادر محلية بأن القصف أدى إلى سقوط شهداء فى استهداف مبنى قرب منتزه بحى تل الهوا، إضافة إلى تدمير أبراج وعمارات بارزة منها: الكوثر، الربيع، السمنة، والجندى المجهول، إلى جانب منازل فى أبراج الكرامة وشارع اليرموك. كما طال القصف مخيم فلسطين للنازحين الذى يضم أكثر من مائة خيمة، ومبانٍ قرب مستشفى القدس. وأطلقت وزارة الصحة فى غزة، أمس نداء استغاثة عاجلاً، محذرة من انهيار وشيك للقطاع الصحى فى ظل النقص الحاد فى الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، واستمرار الحصار والتصعيد العسكرى على القطاع. وقالت الوزارة فى بيان لها: إن المرضى والجرحى فى غزة «مُحاصرون ضمن مثلث الرعب: الجوع، القصف، والحرمان من العلاج»، مشيرة إلى أن المؤشرات الراهنة لتوافر الأدوية والمُستهلكات الطبية «تجاوزت حدود الأزمة إلى مستويات كارثية». فى غضون ذلك، كشف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا فيليب لازاريني، عن أن إسرائيل قصفت خلال الأيام الأربعة الماضية فقط 10 مبانٍ تابعة للوكالة بمدينة غزة، بينها: 7 مدارس وعيادتان تُستخدمان حاليًا كملاجئ لآلاف النازحين. جاء ذلك بتدوينة للمنظمة الأممية على منصة شركة إكس الأمريكية، نقلاً عن لازاريني، أوردت فيها أنه لا مكان ولا أحد آمن فى مدينة غزة وشمالها، حيث تتزايد حدة الغارات الجوية ، مما يجبر المزيد من الفلسطينيين على النزوح نحو المجهول. وواصلت طائرات الاحتلال الإسرائيلى قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم ال 710 من الحرب مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى. من جانب آخر، التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو فى مكتبه بالقدس. ووصل روبيو الى إسرائيل لإجراء محادثات مع مسئولين إسرائيليين بشأن الحرب على غزة والاعترافات الدولية بدولة فلسطين خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر .. وعقب الهجوم على العاصمة القطريةالدوحة. وخلال مؤتمر صحفى مشترك، دعا روبيو إلى نزع سلاح حركة حماس وقال: يجب أن ينتهى وجود حماس ككيان مٌسلح يمكن أن يهدد السلام والأمن فى المنطقة. من جهته، قال نتنياهو: إنه لا يستبعد شنّ المزيد من الضربات على قادة حركة حماس أينما كانوا، وذلك بعد أن شنّت إسرائيل هجوماً على القادة السياسيين للحركة فى قطر الأسبوع الماضى. فى غضون ذلك، دعا الرئيس الأمريكى ترامب إسرائيل إلى ضرورة أن تتوخى أقصى الحذر فى إجراءاتها المتعلقة لدولة قطر. ووجه الرئيس ترامب يوم أمس الأول، كلمة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قائلا: إنه يريد «أن يكونوا حذرين للغاية». وأضاف فى تصريحات للصحفيين من قاعدة موريستاون الجوية: «يجب أن يتخذوا إجراء بشأن حركة حماس، لكن قطر كانت دائماً حليفاً ثابتاً للولايات المتحدة». وكتبت وسائل إعلام عبرية أن إسرائيل تراقب القمة العربية والإسلامية الطارئة فى الدوحة للخروج بقرار حول الهجوم الإسرائيلى فى الدوحة يوم 9 سبتمبر الجارى. ونقلت صحيفة «معاريف» عن أن «إسرائيل تراقب عن كثب الحدث المُتوقع، وتستعد لأى سيناريو، وتأمل فى منع المزيد من التدهور فى الوضع السياسى لإسرائيل فى المنطقة».