لأن فكرهم متهافت، وبنيانهم ساقط، ولأن دعاواهم زائفة، وحججهم وهمية، يرتعب الخوارج فى كل زمان ومكان من الأقلام التى تكشف عوارهم، وتفضح خداعهم، فبناؤهم يستند إلى العقول المغيبة، ولا يقوم إلا على أكتاف السذج والمستلبين، وكل كلمة مضيئة جسورة تقلق مضاجعهم، وتزلزل مخادعهم، لذا يسارع الخوارج دائما لإسكات أى صوت يهدد وجودهم الهش، ومشروعهم القش، فعلها الخوارج القدامى، فحرضوا على قتل عثمان بن عفان، الخليفة الثالث، وباشروا بأيديهم اغتيال الإمام على بن أبى طالب.. الخليفة الرابع، وعلى دربهم مضى الخوارج الجدد من عصابة الإخوان المتأسلمين المنحطين، وذيولهم من جماعات الشقاق، والفتن، حيث راح الإخوان السفلة يرهبون المفكرين، وفرسان الكلمة من المتصدين لفكرهم المريض، والقائمة مزدحمة بالشخصيات البارزة التى حاولت الجماعة المنحطة وتوابعها من التنظيمات الإجرامية اغتيالها، وفى صدارتها عملاق الأدب العربى عباس محمود العقاد، الذى تقلد قلمه ليدافع عن الصورة النقية للإسلام الحقيقى الذى تنزل على محمد النبى «صلى الله عليه وسلم «، فى حشد من المؤلفات القيمة الخالدة، ذكرنا بعضها فى المقال السابق، فلم يشفع له ذلك لدى الإخوان السفلة المنحطين الذين لم يروا فى «العقاد» سوى عدو هاجم صنمهم المؤسس، وأزاح الستار عن تحالفاتهم السرية المريبة، و» العقاد « - فى الحقيقة تعرض لأكثر من محاولة اغتيال، مرتين من الإخوان ، إحداهما فى بيته، والأخرى فى سيارته، فقد تصدى المفكر الكبير لكل الأفكار الهدامة التى تتهدد البشرية، وفى مقدمتها: النازية، والفاشية، والصهيونية، حيث أطلق « العقاد « مدفعيته الثقيلة ضد هذه المذاهب، والاتجاهات العنصرية المتعصبة، فى مؤلفات ومقالات صارت علامات، ومنها كتبه: « الصهيونية العالمية « ، و» النازية والأديان « ، و « مذهب ذوى العاهات « ، الذى تصدى فيه للشيوعية، ولأنه كان شجاعا غير هياب، أصدر النازيون حكما بإعدامه، ولكن « العقاد « ظل صامدا مشهرا قلمه فى وجوه كل أعداء الإنسانية، مهما اختلفت الأسماء، وتنوعت اللافتات.