تثبت مصر يومًا بعد يوم تمسكها بموقفها التاريخى الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، فقد جددت رفضها القاطع لكل محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، معتبرة هذه السياسة جريمة حرب وتطهيرًا عرقيًا يخالف القانون الدولى الإنسانى، مؤكدة أنها لن تسمح بأن تكون طرفًا فى مؤامرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية تحت أى مسمى أو ذريعة. هذا الموقف السياسى الحازم وجد ترجمته على الأرض فى الزيارة المشتركة التى قام بها وزير الخارجية والهجرة د. بدر عبد العاطى ورئيس الوزراء الفلسطينى محمد مصطفى إلى معبر رفح مؤخرًا، هذه الزيارة لم تكن بروتوكولية بقدر ما كانت رسالة مباشرة بأن مصر ستبقى شريان الحياة الأساسى لغزة، وأنها تبذل جهدًا استثنائيًا لتأمين تدفق المساعدات رغم التدمير الإسرائيلى المتعمد للجانب الفلسطينى من المعبر، وقد شدد الوزير عبد العاطى خلال المؤتمر الصحفى على أن معبر رفح لم يغلق منذ بداية الأزمة، وعلى تضامن مصر الكامل مع الشعب الفلسطينى وحقه فى إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وبالتوازى مع هذا الدور الإنسانى، تتحرك القاهرة بخطوات عملية نحو التعافى وإعادة الإعمار، فقد أعلنت عن استعداداتها لعقد مؤتمر دولى فى القاهرة مخصص لإعادة إعمار غزة بعد وقف إطلاق النار، إدراكًا منها بأن التنمية وإحياء البنية التحتية هما السبيل الأنجع لمواجهة محاولات فرض واقع الاحتلال والدمار. أخيرًا.. لا شك أن الجمع بين الرفض السياسى الواضح والعمل الإنسانى والإعمار المتواصل يُجسد عمق التزام مصر التاريخى بدعم الشعب الفلسطينى وحماية حقوقه المشروعة.