تبرع عدة قرى مصرية فى زراعة العنب المصرى الشهى وتحويله إلى زبيب وتصديره إلى دول العالم، وتأتى قرية «شنراق» مركز السنطة محافظة الغربية على رأس هذه القرى، فى هذا الوقت من كل عام تزدان أكثر من 15 ألف فدان من أراضى مركز السنطة بعناقيد العنب من كل لون وصنف فى مشهد جمالى يسر الناظرين. يستحوذ مركز السنطة على النسبة الأكبر على مستوى الجمهورية فى إنتاج مختلف أنواع العنب، وأجود أنواع الزبيب فى الأسواق متفوقا على الزبيب الإيرانى من حيث الجودة والطعم. ويوجد بقرية «شنراق» قرابة ال300 مصنع وفاخورة تقوم بتحويل العنب لزبيب ليتم بيعه فى السوق المحلى وتصدير الفائض منه لدول العالم المختلفة.. ويعمل بهذه المصانع جميع أهالى القرية والقرى المجاورة بالإضافة لطلبة المدارس حيث يقوم شباب القرية فى فصل الصيف بالانتشار فى حقول العنب للعمل فى جمعه وتجفيفه. وعن مراحل تصنيع الزبيب يقول ابراهيم عبدالمقصود - صاحب مصنع ومبخرة زبيب بقرية شنراق - «نقوم بشراء كميات كبيرة من العنب الطازج فور قطفه، وتعبئته فى صناديق صغيرة يتم نقلها إلى المصنع لتبدأ عملية التصنيع، يتم سلق حبات العنب فور وصوله للمصنع، ثم يقوم العمال باستخراج العنب من الماء الساخن إلى الماء البارد مباشرة بغرض التبريد المفاجئ ثم يتم وضع العنب فى صناديق صغيرة كل صندوق لايستوعب أكثر من عشرة كيلو لتبدأ المرحلة الثانية والتى تسمى بعملية التبخير، وهى عبارة عن وضع صناديق العنب المسلوق فى غرفة بلاستيكية محكمة الغلق لكى يتم حرق مادة الكبريت الزراعى فى تلك الغرفة ويتم غلقها وترك العنب فيها 24 ساعة. مضيفا ان العمال يقومون باخراج صناديق العنب وتنشيره على مناشر فى الشمس لمدة 7 أيام على ان يتم تقليبه صباحا ومساء، بعدها يتم تنظيف العنب المبخر يدويا بفصل حبات العنب عن العنقود، ثم تجميعه وغسله ليدخل المبخرة مرة أخرى، ويتم تبخيره لثانى مرة باستخدام مادة الكبريت الزراعى ثم يتم تنشيره مرة أخرى لمدة 3 أيام وبعدها يتم تجميعه فى صناديق ويذهب إلى الغربال الآلى الذى يقوم بفرز الحبوب السليمة الصحيحة عن بقية الاعواد والقشور التى يتم استغلالها كعلف للمواشى، ثم يوضع الزبيب فى كراتين مغلفة ليتم بيعه إلى مصانع الحلويات، والباقى يتم تصديره إلى الهند والدول الاوروبية مثل إيطاليا. ويقول محمود صبحى «مستثمر» انه يمتلك العديد من مزارع العنب ومصنعا للزبيب ولكنه يفضل أن يحول كل كميات العنب التى تنتج من مزارعه إلى زبيب، تطلعا للمكاسب المادية الأكبر حيث إن كل 4 أطنان من العنب تتم تصفيتها لطن واحد من الزبيب، سعر ال 4 أطنان العنب 25 ألف جنيه بينما يصل سعر طن الزبيب إلى 250 ألف جنيه، مؤكدا أنه بصدد استيراد ماكينات حديثة يتم ادخال حبوب العنب فيها من اتجاه ليخرج حبوب زبيب من الاتجاه الاخر، وهذه الطريقة رغم سهولتها إلا ان ماكينات تصنيع الزبيب باهظة الثمن بالإضافة إلى أنها موفرة للأيدى العاملة، مطالبا الدولة بتقنين أوضاعهم وترخيص مصانعهم ومباخرهم، وعندما طالبنا بصرف المخلفات فى مشروع الصرف الصحى الخاص بالقرية رفضت هيئة الصرف بحجة أنها مياه ملوثة للبيئة، مؤكدا أن مصانع الزبيب مصدر دخل لجميع الأسر فى القرية وتدر عملة صعبة ودخلًا كبيرًا للدولة. بينما قالت هانم خليل - طالبة - انها تعمل فى فصل الصيف هى وشقيقها فى تجفيف العنب لأنه بمثابة الموسم السنوى المنتظر لتلبية كل متطلبات حياتهم، وهو ما ينطبق على العديد من أصدقائها من الطلبة، لان صناعة الزبيب تتطلب عددًا كبيرًا من العمالة وجميعهم من أهل البلدة أو القرى المجاورة لها.