وفق صحيفة «جيروزاليم بوست» شكّل اليمن تحديًا استثنائيًا لاسرائيل، نظرًا لطبيعته الجغرافية الواسعة وتنظيم الحوثيين اللامركزى. وافتقاد المعلومات الاستخباراتية، ولكن يبدو من التحول النوعى الذى شهدته الضربات الأخيرة أن إسرائيل حققت اختراقاً استخباراتيا بالفعل حيث أفادت القناة «12» العبرية بأن الطائرات الإسرائيلية شنت 12 غارة بعضها استهدف لقاء جمع كبار المسؤولين الحوثيين فى اليمن، بمن فيهم وزير الدفاع ورئيس الأركان، بالتزامن مع خطاب زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثى.. فى الوقت نفسه نفت جماعة الحوثى استهداف قادتها فى الهجوم الإسرائيلى وقالت إن الغارات شملت العاصمة صنعاء وأهدافًا فى محافظتى حَجّة وعَمْران شمالى البلاد. اقرأ أيضًا | جيش الاحتلال: حاولنا اغتيال رئيس أركان الحوثيين ووزير دفاعهم ويرى المحللون، أن الهجمات النوعية المتبادلة بين الحوثيين وإسرائيل مؤخرا، تشير إلى مرحلة جديدة من التصعيد وتغيّر قواعد الاشتباك.. فالأسبوع الماضى استخدمت جماعة الحوثى فى عمليتها الهجومية على أحد الأهداف الإسرائيلية فى تل أبيب، تقنية حديثة، عبر صاروخ «فرط صوتى» يحمل رأسا حربيا عنقوديا متشظيا، حال دون تمكّن منظومات الدفاع الجوى من اعتراضه، وأعلن الجيش الإسرائيلى فتح تحقيقات فى أسباب فشل عمليات التصدى.. لترد إسرائيل بعملية جوية واسعة فى صنعاء. طالت أهدافا ومنشآت عسكرية حوثية بصورة مباشرة للمرة الأولى فى محيط المجمّع الرئاسى وقاعدة «الحفا» العسكرية، إلى جانب محطات للطاقة ومنشأة لتخزين الوقود.. ويرى محلل الشؤون الأمنية، عاصم المجاهد، أن القصف الإسرائيلى الأخير على صنعاء، يفتح صفحة جديدة من المواجهة، ويمثّل رسالة واضحة تُشير إلى أن قواعد الاشتباك قد تغيّرت، وأن قادة الحوثى لم يعودوا بمنأى عن الاستهداف المباشر، بعد الموجات السابقة التى كانت تطال الموانئ وتكتفى بضربات محدودة فى العاصمة. وأضاف فى حديثه ل «إرم نيوز»، إن قصف الحوثيين إسرائيل بالصاروخ الانشطارى «يعكس رغبة الجماعة تثبيت نفسها كجزء من معادلة الردع الإقليمى، لا مجرد فصيل يطلق صواريخ باليستية تقليدية أو طائرات مسيّرة وحسب». وبحسب المجاهد، فإن المرحلة المقبلة «ستكون أشبه بحرب استنزاف طويلة بين الحوثيين وإسرائيل، قد تفتح بابا لتدويل أكبر للملف اليمنى، فى ظل عدم قبول إسرائيل لتحوّل اليمن لقاعدة صواريخ تهدد أمنها أو أمن ممراتها البحرية، وإصرار الحوثيين على المُضى فى هذه المواجهة، باعتبارها وسيلة لتثبيت شرعيتهم محليا وإقليميا كجزء من ما يسمى بمحور المقاومة».