د. أسامة أبوزيد يكتب: الحقيقة الغائبة

من الآخر

أشفق ‬جدا ‬على ‬جماهير ‬الزمالك ‬التي ‬تشعر ‬بغضب ‬كبير ‬تجاه ‬مجلس ‬إدارة ‬ناديها ‬بعد ‬سحب ‬أرض ‬النادي ‬بفرع ‬6 ‬أكتوبر ‬الذى ‬كان ‬ظهوره ‬للنور ‬حلما ‬لكل ‬عشاق ‬الفارس ‬الأبيض ‬أملا ‬في ‬إيجاد ‬متنفس ‬جديد ‬لأعضاء ‬النادي ‬وموردا ‬ثابتا ‬يدر ‬ملايين ‬الجنيهات ‬للإنفاق ‬على ‬الفرق ‬الرياضية.
المؤكد ‬أنه ‬منذ ‬تخصيص ‬أرض ‬لنادي ‬الزمالك ‬بمنطقة ‬6 ‬أكتوبر ‬قبل ‬22 ‬عاما ‬والجميع ‬يركز ‬في ‬الصفقات ‬والمنافسة ‬القوية ‬مع ‬الأهلى ‬على ‬استقدام ‬لاعبين ‬لإرضاء ‬المدرجات ‬البيضاء ‬التى ‬تتوق ‬دائما ‬للفوز ‬بالبطولات ‬رغم ‬الأزمات ‬المالية ‬وتغير ‬مجالس ‬الإدارات ‬وعدم ‬الاستقرار ‬الإداري‬، ‬وبالتالى ‬عانت ‬أرض ‬أكتوبر ‬من ‬التجاهل ‬والإهمال ‬وعدم ‬الجدية ‬فى ‬إقامة ‬منشآت ‬خدمية ‬عليها ‬أو ‬ملاعب ‬رياضية ‬تستقبل ‬الأبطال ‬فى ‬مختلف ‬اللعبات ‬بدلا ‬من ‬التكدس ‬والزحام ‬فى ‬المقر ‬الرئيسي ‬بميت ‬عقبة .‬
■ جهاز حدائق أكتوبر يسحب الأرض من نادي الزمالك.. والدولة لم تقصر أبداً في حق القبيلة البيضاء
الدولة ‬المصرية ‬لم ‬تقصر ‬مع ‬الزمالك ‬ومنحته ‬بدلا ‬من ‬المهلة ‬اثنين ‬وثلاثة ‬ولكن ‬الواضح ‬أن ‬المسئولين ‬كانوا ‬يرون ‬أن ‬التعاقد ‬مع ‬النجم ‬الفلاني ‬أو ‬اللاعب ‬العلاني ‬أهمية ‬أكبر ‬من ‬بناء ‬فرع ‬جديد ‬، ‬ولم ‬يستفزهم ‬المنافس ‬التقليدي ‬والقطب ‬الآخر ‬الأهلي ‬وهو ‬يبني ‬بدلاً ‬من ‬الفرع ‬ثلاثة ‬بخلاف ‬مقره ‬الرئيسي ‬بالجزيرة ‬وبالتالي ‬أصبحت ‬الفجوة ‬كبيرة ‬في ‬توفير ‬موارد ‬مالية ‬واستثمارات ‬قوية ‬صنعت ‬الفارق ‬للفارس ‬الأحمر ‬حتى ‬في ‬صراع ‬الصفقات ‬المزعوم .‬
أتصور ‬أن ‬صفقات ‬كثيرة ‬ارتدت ‬الفانلة ‬البيضاء ‬وبالعملة ‬الصعبة ‬لم ‬تقدم ‬أى ‬إضافة ‬ورحلت ‬بدون ‬بصمة ‬مثلما ‬جاءت ‬ولكنها ‬كلفت ‬الخزينة ‬البيضاء ‬ملايين ‬الجنيهات ‬والدولارات ‬واليوروهات ‬كانت ‬كفيلة ‬ببناء ‬الفرع ‬الجديد ‬بأكتوبر ‬وهو ‬ما ‬يعكس ‬الرؤية ‬الإدارية ‬التى ‬نتج ‬عنها ‬فى ‬النهاية ‬سحب ‬الأرض ‬من ‬الزمالك ‬بقرار ‬من ‬وزارة ‬الإسكان ‬وجهاز ‬حدائق ‬أكتوبر ‬الذين ‬كشفوا ‬فى ‬بيانهم ‬أن ‬الدولة ‬منحت ‬فرصا ‬عديدة ‬لمجلس ‬الزمالك ‬لإثبات ‬الجدية ‬فى ‬بناء ‬الفرع ‬ولكن ‬‮«‬ريما ‬لم ‬تتخل ‬عن ‬عادتها ‬القديمة» ‬‮‬.‬
والغريب ‬أن ‬حسين ‬لبيب ‬رئيس ‬نادى ‬الزمالك ‬لم ‬يخرج ‬للحديث ‬عن ‬الأزمة ‬التى ‬جعلت ‬الجماهير ‬البيضاء ‬‮«‬تضرب ‬كفا ‬بكف‮»‬ ‬تاركا ‬بعض ‬أعضاء ‬مجلسه ‬يدغدون ‬المشاعر ‬برسائل ‬غير ‬مفهومة ‬ونقص ‬فى ‬المعلومات ‬كشفته ‬التصريحات ‬المتضاربة ‬ولكن ‬المؤكد ‬أن ‬الدولة ‬على ‬حق ‬من ‬الآخر ‬لأن ‬الشواهد ‬والدلائل ‬واضحة ‬للجميع ‬وعودة ‬الأرض ‬لأحضان ‬القبيلة ‬البيضاء ‬يحتاج ‬لمعجزة .‬
أثق ‬كثيرا ‬أن ‬الدولة ‬المصرية ‬فى ‬الجمهورية ‬الجديدة ‬لا ‬تظلم ‬أحدا ‬ولا ‬تخرق ‬قانونا ‬وإنما ‬تتعامل ‬مع ‬مكتسبات ‬الشعب ‬المصري ‬بمنتهى ‬الحزم‬، ‬لا ‬تجامل ‬ولا ‬تداهن ‬ولا ‬تنحاز ‬لأحد ‬على ‬حساب ‬أحد ‬، ‬لذلك ‬استعادت ‬هيبتها ‬وأضحت ‬عملاقة ‬بين ‬بلدان ‬العالم ‬بعدما ‬عانت ‬من ‬الخراب ‬والدمار ‬في ‬عام ‬الإخوان ‬المجرمين ‬وقضت ‬بفضل ‬قواتنا ‬المسلحة ‬الباسلة ‬وشرطتنا ‬الأبية ‬على ‬براثن ‬الإرهاب ‬ودحرت ‬مخططات ‬أهل ‬الشر ‬للقفز ‬على ‬مقدرات ‬شعبنا ‬الأصيل.‬
المشاريع ‬القومية ‬التى ‬تقوم ‬الدولة ‬المصرية ‬بتدشينها ‬تهدف ‬فى ‬المقام ‬الأول ‬لخدمة ‬جموع ‬الشعب ‬المصرى ‬وإيجاد ‬موارد ‬جديدة ‬تعود ‬بالنفع ‬على ‬المواطنين ‬فى ‬صيغة ‬خدمات ‬بشتى ‬المجالات ‬وبالتالي ‬أى ‬طرح ‬آخر ‬غير ‬مقبول ‬وينم ‬عن ‬محاولة ‬بائسة ‬لتغيب ‬الحقيقة ‬والهروب ‬من ‬المسئولية ‬من ‬الآخر.