سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية فى أجرأ حوار صحفى: لسنا حزب السلطة ولن يحكمنا المال السياسى مقاعد البرلمان ليست للبيع ونرفض تمامًا مبدأ «ادفع كى تترشح»
نحمل مشروعًا سياسيًا يخدم الدولة والمواطن.. والشعب يريد تمثيلًا حقيقيًا نرفض شراء صوت المواطن بسلع غذائية.. ومقاعدنا البرلمانية سنكسبها بثقة الناس وبرامجنا الواقعية موقفنا من فلسطين ثابت.. والرئيس السيسى يُعبِّر بوضوح عن ضمير الأمة تجاه المعاناة يبدو أن خرائط النفوذ السياسى والحزبى تتغير داخل المشهد العام.. إذ يبرز على السطح دور الأحزاب الوطنية التى تعد صمّام أمان لمستقبل الشعب والوطن.. وفى قلب هذه المعادلة الشائكة يُطل حزب الجبهة الوطنية بمشروع مختلف.. مشروع لا يغازل الشارع بالشعارات.. إنما ينزل إليه بخريطة عمل وكوادر مدرّبة.. ونبضٍ شعبى لا تُحرّكه المصالح الضيقة ولا الأجندات المشبوهة. فى حوار صريح وشائك ومليء بالتفاصيل الدقيقة والرسائل المُشفّرة والواضحة .. يرسم د.السيد القصير أمين عام حزب الجبهة الوطنية خلال حواره مع «الأخبار» خريطة طريق لحزب يؤمن بأن السياسة ليست مناكفة بل بناء ومشاركة.. وأن البرلمان القادم لا يحتمل المزيد من المقاعد الفارغة فكرياً.. فى هذا الحوار الشائك جداً نُبحر فى كثير من الملفات الساخنة.. من الرهان على الوعى الشعبى إلى المعركة مع المال السياسى.. ومن فخ الشعارات إلى حلم برلمان لا يخاف من قول كلمة الحق.. حوار يضع النقاط فوق الحروف ويُجيب عن سؤال كبير ما زال حائراً: هل يمكن لحزب وُلِد من رحم الناس أن يغيّر معادلة الصوت والمقعد؟ فإلى سطور الحوار وتفاصيله مع د.السيد القصير الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية. ■ بدايةً سألناه: كيف ترى دور الأحزاب السياسية فى دعم الاستقرار والتنمية فى مصر؟ - الأحزاب فى أى دولة ليست مجرد كياناتٍ سياسية، بل هى أدوات أساسية لإثراء الحياة السياسية ودعم استقرار الدولة، ولا يمكن لأى مشروع تنموى أو استثمار أجنبى سواء كان مباشراً أو غير مباشر أن ينجح فى بيئة إلا إذا كانت مستقرة، ولهذا، فإن من أولويات الأحزاب ممارسة دورها فى الحفاظ على الاستقرار الوطني، ودعم كل القوى الوطنية للالتفاف حول الدولة وقيادتها ممثلة فى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى. ■ وكيف يعكس موقف حزب الجبهة الوطنية من القضية الفلسطينية التزام مصر التاريخى تجاه هذه القضية؟ - مصر دولة رائدة وهى أول الداعمين للقضية الفلسطينية على كافة الأصعدة، وليس فقط من خلال تقديم المساعدات، موقفنا التاريخى واضح وثابت، ونؤكد على دعم إعادة فتح المعابر وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين ورسالة الرئيس السيسى للعالم كانت واضحة، ودعوته لوقف المجازر والتدخل لإنهاء الأزمة يجب أن تلقى استجابة فعلية من المجتمع الدولى. ■ بعد انتهاء انتخابات الشيوخ ننتقل لانتخابات النواب القادمة، كيف يستعد حزب الجبهة الوطنية؟ - منذ إعلان تأسيس الحزب، قمنا بسلسلة اجتماعات تحضيرية مع مختلف فئات المجتمع « الشباب، المرأة، المهنيين، العمال، النقابات، وحتى الإعلاميين والرياضيين « .. هدفنا كان بلورة رؤية وطنية تنبع من مطالب الشعب وواقع المواطن. نحن نركز على كرامة المواطن ودعم الدولة والمصالح العليا كما نسعى إلى توفير منصة حقيقية للشباب، الذين نلاحظ تراجع مشاركتهم فى الأحزاب السياسية بسبب عدة عوامل، من بينها: غياب الفرص وسيطرة المال السياسى .. وفى حزب الجبهة، نعمل على تمكين الشباب ومنحهم الفرصة الحقيقية للمشاركة وتحقيق طموحاتهم. ■ لماذا يربط بعض المواطنين بين الأحزاب والمال السياسي؟ - الإشكالية أن الرأى العام كثيرًا ما يختزل الأحزاب فى صورة نمطية مرتبطة بالمال السياسي، ويغفل أن تكوين أى حزب سياسى فاعل يجب أن يستند إلى ثلاثة أعمدة رئيسية، أولاً: الكوادر التكنوقراطية، ثانيًا: القيادات الشعبية الطبيعية، ثالثًا: عنصر التمويل المنضبط. ولا يمكن لأى حزب أن يمارس دوره دون موارد مالية قانونية، سواء عبر تبرعاتٍ أو اشتراكات وفق ما ينظمه الدستور والقانون وهنا نُفرّق بوضوح: التبرع للحزب لا يعنى أبدًا شراء القرار أو التأثير على الاختيارات، فالمتبرع ليس صاحب قرار داخل حزب الجبهة، ولا يُمنح موقعًا سياسيًا مقابل تمويل، فلن يحكمنا المال السياسى واختيار مرشحينا يتم وفق معايير دقيقة، تقوم على الكفاءة، والسيرة الذاتية، والانتشار، والقدرة على التأثير، وليس على حجم ما يُقدمه ماديًا. ونحن نرفض تمامًا مبدأ « ادفع كى تُرشَّح « هذه ممارسة مرفوضة ولا مكان لها داخل حزب الجبهة .. فى المقابل، نحن لا نمانع أن يدعم رجال الأعمال أو الأعضاء نشاط الحزب، شريطة ألا يكون ذلك مشروطًا بمنصب أو تأثير سياسي. وهذا هو الفارق بين التمويل المشروع، وبين المال السياسى الفاسد الذى يُفسد المشهد، ويُقصِى الكفاءات، ويعوق التطور. ■ فى ظل أهمية تحرير القرار السياسى من سطوة المال السياسي.. ما هو الهدف الحقيقى لحزب الجبهة من البرلمان القادم؟ - منذ لحظة تأسيس حزب الجبهة، كان توجهنا واضحًا: نحن لا نسعى للمغالبة، بل للمشاركة المسئولة التى تمثل صوت العقل والتوازن.. نحن لا نضع نصب أعيننا « الأغلبية العددية « أو « الاستحواذ «، بل نستهدف أن نكون حزبًا يُقدّم نموذجًا مختلفًا فى الأداء والمضمون. وما نسعى إليه هو تمثيل مشرف فعّال، يعبّر عن رؤيتنا فى تطوير الحياة السياسية، ويضع حلولًا واقعية لقضايا المواطن، ويسهم فى بناء دولة مدنية حديثة .. لا نرغب فى أرقام بلا مضمون، بل نريد نوابًا قادرين على الحضور، والتأثير، وصناعة الفارق. ■ بصراحة، هناك من يرى أن حزب الجبهة الوطنية وُلد من رحم السلطة، أو يتلقى دعماً مباشراً من الدولة.. كيف تردون على ذلك؟ - دعنى أؤكد بوضوح أن من يروّج لهذه الفرضية لم يقترب من حقيقة ما نقوم به، ولم يتابع كيف نشأ الحزب أو كيف يعمل، لو كنا بالفعل حزبًا مولودًا من رحم السلطة، لما حرصنا على عقد سلسلة طويلة من الاجتماعات التحضيرية المفتوحة مع كافة فئات المجتمع، نستمع خلالها إلى الناس، ونسعى لفهم أولوياتهم وقضاياهم، ونعبر عنهم، لا عن أنفسنا. لو كنا مدعومين بشكل استثنائى كما يظن البعض، لكانت أعداد مرشحينا مُضاعفة، ولخضنا الانتخابات بقوائم ضخمة دون حاجة لبناء قاعدة شعبية تدريجية، لكننا دخلنا السباق السياسى بحجم طبيعي، يعكس تاريخنا وإمكانياتنا الواقعية، ونتقدم بثباتٍ لا باستعجال. ما نسعى إليه ليس مجرد تواجد عددي، بل تقديم نموذج سياسى مُحترم يُكسبنا ثقة المواطن المصرى، هذه أولى تجاربنا فى خوض انتخابات مجلسى النواب والشيوخ، ونرفض أن يتم الحكم علينا من خلال تجارب الآخرين. ■ الشارع المصرى يردد كثيراً أنه «يحتاج من يطبطب عليه»، بينما حزبكم يتحدث عن رؤية سياسية لا تعتمد على تقديم المساعدات بشكل مباشر، كيف تفهمون هذه المعادلة؟ - نحن نؤمن بأن الوقوف بجانب المواطن وتخفيف أعبائه واجب وطنى، لكننا نُفرّق جيدًا بين الدور الحزبى والدور المجتمعى، المساعدات الاجتماعية مطلوبة وضرورية، لكن لها قنواتها وآلياتها من خلال المجتمع المدني، الجمعيات الأهلية، والمنظمات التنموية، نحن كحزب لدينا بالفعل أذرع وشراكات مع كياناتٍ فاعلة فى هذا المجال، ولا نقبل أن تتحول المساعدات إلى وسيلة لاستغلال احتياجات الناس انتخابيًا، نحن لا نمارس العمل السياسى بهذه الطريقة، ولن نفعل ذلك، الدعم المجتمعى يجب أن يُقدَّم من باب المسئولية والواجب، لا من باب الدعاية أو الاستثمار الانتخابي. فالحياة الحزبية الحقيقية تُبنى على البرامج، والرؤى، والمواقف، وليس على كراتين السلع أو الوعود الزائفة، فنحن لا نشترى الصوت، ولا نطلبه مقابل عطاء مؤقت. ■ وما رسالتكم إلى الناخب المصري؟ - رسالتى للمواطن هي: انزل وشارك لا يهم من تختار، ما يهم أن تمارس حقك الدستورى .. مشاركتك فى الانتخابات واجب وطني، وهى التى ترسم مستقبل بلدك، ومكانتك كمواطن، وتُعبّر عن صوتك وإرادتك لا تترك الآخرين يقرّرون عنك، فأنت صاحب القرار، وأنت من تملك مفتاح التغيير. ■ من خلال قراءتكم لسيكولوجية المواطن المصري.. هل تعتقدون أن المواطن لا يزال يثق بالانتخابات كأداة للتغيير؟ - الواقع يُظهر أن هناك بالفعل حالة من التردد والشك لدى قطاع من المواطنين بشأن جدوى الانتخابات كوسيلة فاعلة للتغيير وهذه حالة نابعة من تراكماتٍ، ولا يمكن إنكارها، لكن فى المقابل، هناك أيضًا رغبة متزايدة لدى شرائح واسعة فى المشاركة، خصوصًا فى ظل وجود وجوه جديدة، وأحزابٍ تطرح خطابًا مختلفًا. وهنا أقول بوضوح: الثقة تُبنى بالفعل، لا بالشعارات، والضمانة الحقيقية لنزاهة الانتخابات لا تكمُن فقط فى إشراف الهيئة الوطنية للانتخابات، أو فى رقابة القضاء .. وهى ضمانات موجودة ومُحترمة، بل فى نزول المواطن بنفسه، وممارسته لحقه الدستورى بوعى وإرادة حرة. ■ مع وجود هذا الكم من التحديات، ما الخطوات العملية التى ينوى الحزب اتخاذها لدعم الشباب والمرأة؟ - الشباب والمرأة هما قلب المجتمع النابض، لذا اهتمامنا بهما ليس شعارًا بل ممارسة فعلية.. ولدينا أمانات مختصة تعنى بقضايا الشباب وتمكين المرأة، ونؤمن بأن تفعيل دورهما فى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية أمر حيوى لبناء مستقبل مصر. ■ وما رسالتكم للناخب المصرى فى ظل هذه المرحلة الحساسة؟ - رسالتى للناخب المصرى هى أن ينزل ويمارس حقه الدستورى بكل وعى ومسئولية .. صوتك هو أمانة، وهو من يصنع مستقبلك ومستقبل أولادك وبلدك، فلا تترك لغيرك أن يقرر عنك. ■ فى ظل التطورات الاقتصادية والاجتماعية، ما خطة الحزب لدعم الشباب وتمكين المرأة فى المجتمع؟ - الشباب والمرأة يمثلان جوهر المجتمع وأمل المستقبل، ونحن فى حزب الجبهة الوطنية نضع تمكينهم فى مقدمة أولوياتنا .. لدينا أمانات خاصة تعنى بقضايا الشباب والمرأة، ونعمل على توفير بيئة مناسبة تتيح لهم التعبير عن أنفسهم، والاندماج فى الحياة السياسية والاقتصادية. ■ كيف يمكن للمواطن العادى أن يثق فى العملية الانتخابية ويشارك بفاعلية؟ - الثقة فى العملية الانتخابية تبدأ بالمشاركة الفعلية، عندما يمارس المواطن حقه فى التصويت، يكون له دور حقيقى فى اختيار من يمثل مصالحه، ويضمن أن يُسمع صوته. الهيئات المسئولة عن الانتخابات تضع ضوابط صارمة لضمان النزاهة والشفافية، والقضاء يراقب العملية كاملة ومع ذلك، تبقى مسئولية المواطن هى الأهم فى ضمان نجاح الانتخابات من خلال وعيه والتزامه بالواجب الوطني. ■ ما التشريعات التى يعتزم حزب الجبهة الوطنية دفعها فى البرلمان لخدمة القضايا الاجتماعية والاقتصادية؟ - سنركز على تشريعات تدعم تطوير منظومات التعليم والصحة، وتسهيل بيئة الأعمال للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتنظيم سوق العمل لتوفير فرص أكبر للشباب. كما نعمل على دعم البرامج الاجتماعية التى تكفل العدالة وتوفر الحماية للفئات الأضعف. بالإضافة إلى ذلك، نهدف إلى تشريعاتٍ تعزز دور المحليات لتكون نقطة انطلاق حقيقية لتنمية حقيقية على الأرض، لأنهم الأقرب للمواطنين ويفهمون احتياجاتهم بصورة أفضل. ■ ما الحلم الذى يسكنك كرجل سياسة؟ وهل تؤمن بإمكانية تحقيقه فى ظل الواقع الحالي؟ - الحلم الذى يسكننى ليس مجرد طموح شخصي، بل هو رؤية وطنية تشكّلت بداخلى عبر مسيرة طويلة فى العمل التنفيذي، بدأت فى القطاع المصرفى، حيث توليت مسئولية قيادة عدد من المؤسسات المالية، ثم انتقلت إلى العمل العام كوزير للزراعة، وصولًا إلى موقعى الحالى كأمين عام لحزب الجبهة الوطنية. هذا الحلم يتمثل فى أن أرى تحت قبة البرلمان نواباً يتمتعون بالكفاءة الحقيقية، والإرادة الصادقة فى تمثيل الشعب والتعبير عن تطلعاته، وليس مجرد تواجد شكلي. أطمح إلى حياة سياسية نابضة، تُشرك فيها كل فئات المجتمع، وخاصة الشباب والمرأة، بشكل فعّال ومتساوٍ، وبما يليق بعظمة الدولة المصرية وتاريخها ومكانتها. ■ كيف ترى حزب الجبهة الوطنية بعد خمس سنوات من الآن على الخريطة السياسية فى مصر؟ - أرى أن حزب الجبهة الوطنية سيكون له موضع قدم ثابت ومؤثر فى المشهد السياسى خلال السنوات الخمس المقبلة بعد هذه الدورة البرلمانية، وما سيقدمه الحزب من أداء تشريعى ورقابى فعّال، إلى جانب ما يطرحه من رؤى حول القضايا الوطنية الكبرى، أعتقد أننا نسير بخطى واثقة نحو أن نصبح رقماً فاعلاً فى المعادلة السياسية ونتطلع لدور أكبر فى الدورة البرلمانية المقبلة، سواء من حيث عدد المقاعد أو حجم التأثير. ■ بصراحة، هل يطمح السيد القصير فى أن يكون رئيساً لمجلس النواب أو الشيوخ؟ وما الطموح السياسى لكم بشكل عام؟ - دعنى أكون واضحًا: عندما قررتُ أن أكون جزءاً من هذا المشهد، لم يكن الهدف منصباً أو موقعاً بعينه، بل كان الطموح الحقيقى هو أن نؤسس لحزبٍ يحظى باحترام الناس وثقتهم، ويعبّر عنهم بصدق، ويملك رؤية متكاملة للمستقبل. وأعتقد أننا نجحنا فى ذلك إلى حد كبير، بدليل الزخم الشعبى والتفاعل الواسع الذى نلمسه يومياً من شرائح مختلفة ترغب فى الانضمام إلى الحزب والعمل من خلاله. أما عن الطموح الشخصي، فهو أمر مشروع لأى شخص يعمل فى الشأن العام، لكننى أؤمن بأن العمل فى حزب الجبهة الوطنية هو عمل مؤسسى بالدرجة الأولى، لا تحكمه الرغبات الفردية، بل تحكمه الرؤية الجماعية. القرار داخل الحزب يُبنى على توافق القيادات والمؤسسات، وليس على طموح فردي، مهما كان مشروعًا.