تحمل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى المملكة العربية السعودية أبعادًا متعددة، فهي ليست مجرد لقاء ثنائي رفيع المستوى، بل تعكس استمرار نهج ثابت في العلاقات المصرية السعودية، يقوم على الشراكة الاستراتيجية والتكامل العربي، في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. الزيارة تترجم طبيعة العلاقات الخاصة التي تجمع البلدين، حيث تتجاوز التعاون الثنائي إلى بناء موقف عربي موحد تجاه أزمات المنطقة، في مقدمتها تطورات الحرب في قطاع غزة، والتي باتت تمثل تحديًا مزدوجًا أمنيًا وإنسانيًا للمنطقة. ◄ خطورة المرحلة الراهنة توقيت الزيارة يعكس إدراكًا متبادلًا بين القاهرة والرياض لخطورة المرحلة الراهنة، حيث توجد ملفات عدة تشكل عبئًا على الأمن القومي العربي، أبرزها: استمرار الحرب في غزة، وما تفرضه من تداعيات إنسانية وإقليمية، إلى جانب الأزمة اللبنانية، واستمرار الصراع في سوريا، وتداعيات الوضع الأمني والسياسي في السودان، إضافة إلى التوترات في ليبيا واليمن، وأمن البحر الأحمر، الذي أصبح ساحة تنافس وصراع إقليمي ودولي متزايد. تمثل العلاقات المصرية السعودية، الركيزة الأهم في معادلة الأمن العربي، فالتاريخ المشترك بين البلدين يؤكد أنهما في خندق واحد أمام التحديات الكبرى، سواء على مستوى مواجهة الإرهاب، أو التصدي للتدخلات الإقليمية التي تهدد استقرار الدول العربية، وتطورت العلاقات مع وصول الرئيس السيسي إلى الحكم، من خلال سلسلة من اللقاءات الدورية والتنسيق المستمر، بما جعل القاهرة والرياض بمثابة مركز ثقل يوازن السياسات الإقليمية. ◄ تعزيز الشراكات الاستثمارية من الناحية الاقتصادية والتنموية، تشكل الزيارة فرصة لتعزيز الشراكات الاستثمارية والمشروعات المشتركة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والسياحة، خاصة أن السعودية تنفذ مشاريع ضخمة ضمن رؤية 2030، ومصر تعمل على استقطاب استثمارات كبرى لدعم مسارها التنموي، ولا يقتصر هذا التعاون على تبادل المصالح فقط، بل يقوم على قناعة بأن الاستقرار الاقتصادي أساس لتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي في المنطقة. اقرأ أيضا| استقبله ولي العهد.. وصول الرئيس السيسي لمطار نيوم بالسعودية وتأتي زيارة الرئيس السيسي إلى السعودية في لحظة مفصلية، حيث لا تقتصر أهميتها على ترسيخ العلاقات الثنائية، بل تهدف إلى إعادة صياغة موقف عربي متماسك أمام الصراعات التي تشهدها المنطقة، وإرسال رسالة واضحة بأن القاهرة والرياض متمسكتان بمبدأ وحدة الصف العربي ورفض التدخلات الخارجية.