هناك إناس يعيشون فى عالم وقد وهبوا حياتهم لله سبحانه وتعالى يعيشون فيه وله وسيلتهم إلى ذلك العبادة، فهم ينفذون ما أمرهم الله به من فروض وما قدمه الرسول لهم من أسوة حسنة فهم يسيرون فى هذا الطريق بالإضافة إلى طريق كتاب الله وسنة رسوله وقد ساقنى الحظ إلى كتاب ألفه المرحوم صديقى وزميلى الكاتب الكبير مأمون غريب الكتاب بعنوان المسافرون إلى الله ويتحدث عن التصوف والصوفية ويقول فى مقدمته حينما نتحدث عن الصوفية والتصوف فنحن نتحدث عن هؤلاء الذين صنت قلوبهم وتابوا إلى الله توبة نصوحا لأن أول الطريق إلى الله هو التوبة الصادقة والعزم على أن تصفوا نفوسم من صدأ الحقد والحسد والضفنين والتطالب على مطالب الدنيا فليس هناك ما هو أجمل وأروع من الاطمئنان بالله فما دمت تحس بأنك إلى جواره فلن تخشى شيئًا ولن يضرك ولا ينفعك مخلوق إلا بأمره تعالى ويقول الكاتب رحمه الله فى تعريف الصوفية بأن التقرب من العلم والمعرفة هى أهم الوسائل لمعرفة الله ولكى تسير فى هذا الطريق فليكن رائدك إلى ذلك كتاب الله وسنة رسوله وإن الإسلام جاء ليفتح عيون الذين كانوا يعيشون فى ظل الحضارة الرومانية أو الفارسية فى الشام والعراق وغيرهما فتح الإسلام عيونهم إلى حياة جديدة، حياة تدعو إلى العلم والتوحيد والتطهر من الرذيلة والأوثان ويدعوهم إلى التقرب من الله وعدم استخدام القوة والجاه والسلطان بل أوصاهم بالتقوى وأن العبد يكون أقرب وأحب إلى الله مادام متمسكًا يقيم الدين وسنن الرسول وقدم له الرسول حياة تقوم على عدم بكائه على الدنيا بل هى جسر إلى عالم خالد عالم الآخرة.. الكتاب يحتوى على الكثير والكثير فلعل العمر يطول لنكشف عن معلومات أخرى فيه.