دموعى اختلطت بالفرحة بمروءة وشهامة المصريين الذين تجاوبوا مع نداء مواطن مطلوب له 106 ملايين جنيه على وجه السرعة لإنقاذ حياة ابنه.. وأصارحكم القول بأننى لم أكن متفائلا بامكانية جمع هذا المبلغ الكبير، ليخرج الرجل الشاب معلنا اكتمال التبرع، وكانت المفاجأة السارة ان يتم خلال 48 ساعة وكأنه ضغط على زر ماكينة الصراف لتتساقط الرزم متدافعة نحوه.. وأشعر بالسعادة والفخر بالمعدن المصرى الذى حيّر العالم بمواقفه الشجاعة ومبادراته عندما يوضع أمام مسئوليات كبيرة.. ومنهم من تحمسوا وشاركوا ولو بالقليل من أصحاب المعاشات او الدخول القليلة وربما ساهموا بكل ما لديهم.. الأعمال والمبادرات الجليلة كثيرة وتحدث داخل الوطن وخارجه، وأقرب مثال الشاب الذى كاد أن يفقد حياته بامتلاء أمعائه بالمياه وتمزق عضلاته، فى سباق مع الزمن لإنقاذ ضحايا قارب الرحلات، والحمد لله انه تجاوز المحنة واستعاد عافيته بدعاء الناس.. النماذج الإنسانية والبطولية تتوه بكل اسف بين صخب السوشيال ميديا ولو على حساب حياة المواطنين وأعراضهم.. وكان لابد من وقفة من الدولة مع الباحثين عن الترند بأى شكل وأى ثمن.. ومع الهبة الإنسانية مع نداء والد الطفل يجب أن أتساءل عن هذا الجانب عند نجوم الرياضة وخاصة كرة القدم الذين أصبحت عقودهم بالملايين ولم نسمع عن أى مبادرة فردية او جماعية إلا من رحم ربي.. وأتذكر بكل الحسرة مكالمة من لاعب كان ملء السمع والبصر قدم الكثير لناديه ومنتخب بلاده يطلب مناشدة المسئولين صرف الفتات من صندوق رعاية قدامى اللاعبين لشراء الأدوية بخلاف الالتزامات الأسرية. ما احوجنا فى الوطن الى البر والتراحم.. وأقسم بالله اننا اغنى شعوب الارض لو اخرج كل مستطيع زكاته وتم تحصيل الضرائب بعدالة وفى مقدمتهم الاغنياء.. ان كتالوج المواطن المصرى غاية فى الصعوبة والبساطة بشرط أن تعرف مفتاحه.