في مشهد يترقبه العالم أجمع، تستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر 2025، في احتفالية عالمية يحضرها رؤساء وقادة من مختلف دول العالم. الحدث لا يُعد مجرد افتتاح لمتحف، بل هو إعلان عن انطلاقة جديدة للحضارة المصرية، ورسالة واضحة بأن أرض الفراعنة ما زالت قادرة على إبهار البشرية بروائعها الخالدة. من جانبه، أكد الباحث الأثري تامر المنشاوي أن افتتاح المتحف المصري الكبير سيكون محطة فارقة في تاريخ مصر الحديث، وحدثًا عالميًا استثنائيًا، إذ سيجتمع على أرض الجيزة كبار قادة العالم للاحتفال بصرح أثري ومعماري يجسد عظمة الحضارة المصرية. وأكد أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى ضخم أو تصميم مميز، بل هو مشروع وطني عالمي احتضن رحلة طويلة من العمل الدؤوب، بدءًا من نقل القطع الأثرية العملاقة وحتى تجهيز القاعات المهيبة التي ستضم كنوزًا لا مثيل لها. ◄ ملحمة النقل الأثري أوضح «المنشاوي» أن عملية نقل القطع الأثرية إلى المتحف كانت بمثابة ملحمة وطنية امتدت لسنوات، بدأت بنقل تمثال الملك رمسيس الثاني، أحد أضخم التماثيل الأثرية، من ميدان رمسيس إلى مقر مؤقت، قبل أن يُنقل إلى بهو المتحف عام 2018. وقد سبق ذلك موكب مهيب عام 2006 شاهده الملايين في شوارع القاهرة، في لحظة وطنية محفورة في ذاكرة المصريين. اقرأ أيضا| بعد تأجيل افتتاحه.. متحدث «الوزراء» يكشف سر اختيار موعد افتتاح المتحف الكبير وأضاف أن التمثال تم اكتشافه في منطقة ميت رهينة «منف»، أولى عواصم مصر القديمة. وفي مارس 2018 تم نقل عمود الملك مرنبتاح المكتشف في عرب الحصن بالمطرية، والذي انتقل أولًا إلى قلعة صلاح الدين، ثم استقر داخل المتحف. كما استقبل المتحف مسلة الملك رمسيس الثاني القادمة من صان الحجر بالشرقية، والتي تم تثبيتها بطريقة مبتكرة معلقة، ليتاح للزوار رؤية خرطوش الملك من أسفلها بوضوح. كذلك نُقل تمثال آخر لرمسيس الثاني من حديقة المسلة بالزمالك إلى قاعة العرض، إضافة إلى ثالوث منف الذي يضم الملك رمسيس الثاني مع الإله بتاح والإلهة سخمت، وتمثالين ضخمين للملك سنوسرت الأول من المتحف المصري بالتحرير. ◄ كنوز الملوك الفراعنة وأشار المنشاوي إلى أن المتحف أصبح المقر الدائم لمجموعة الملك توت عنخ آمون، بما فيها الأثاث الجنائزي وخمس عجلات حربية نُقلت من المتحف المصري بالتحرير، بالإضافة إلى العجلة السادسة التي جاءت من المتحف الحربي بالقلعة. وفي أغسطس 2021، تم تنفيذ واحدة من أعقد عمليات النقل الأثري بنقل مركب الملك خوفو من منطقة الأهرامات إلى المتحف، لما تتطلبه من دقة وتقنيات متطورة. ويُعد الملك خوفو أعظم ملوك الدولة القديمة وصاحب الهرم الأكبر، المعجزة المعمارية الخالدة. كما تم نقل الأثاث الجنائزي للملكة حتب حرس والدة الملك خوفو، وتمثال للملك خفرع، وآخر للملك أوسر كاف. ◄ الافتتاح وتزامن الذكرى واختتم «المنشاوي» مشيرًا إلى أن الافتتاح يتزامن مع الذكرى ال103 لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون في 4 نوفمبر 1922، وهو أهم اكتشاف أثري في القرن العشرين. وستشهد الأيام القليلة التي تسبق الافتتاح نقل القناع الذهبي للملك توت وبقية مجموعته النادرة إلى المتحف، ما سيجعل من هذا الصرح مقصدًا عالميًا للسياحة، ووجهة لا مثيل لها لعشاق التاريخ والحضارات.