التيك توك مش مجرد أبلكيشن. مش وسيلة ترفيه بريئة. ده سم رقمي بيسري في عروق المجتمع، أداة هدم بتشتغل بصبر وخبث على تفريغ القيم، تشويه الوعى، وخطف الأجيال من جذورها. اللى بيحصل على تيك توك فى مصر مش ظاهرة دى كارثة. كارثة أخلاقية، ثقافية، أمنية، وإنسانية بمعنى الكلمة. ناس طلعت من العدم، لا موهبة ولا مضمون، وتحولت لقدوات وترندات بيتابعهم ملايين الأطفال والشباب كل يوم. مين؟ أم مكة، أم سجدة مجرد مسرحية تافهة بيقدمها شوية ناس على خشبة الشهرة الرخيصة، وإحنا بنتفرج ونضحك ونشارك لكن ورا الضحكة فى دم، ورا الفيديو فى شبكة، ورا كل بث مباشر فى مصيبة أكبر من التفاهة. زمان الناس كانت فاكرة إن التيك توكرز مجرد شباب تافه بيهزر. لكن الحقيقة انكشفت لما خرجت مروة، المشهورة بلقب «بنت الرئيس مبارك»، ونشرت فيديو كان كفيل يهز البلد. الفيديو زعم وجود شبكة للاتجار في الأعضاء البشرية بتستخدم تيك توك كغطاء. البث المباشر وال «هدايا» اللى بتتبعت؟ مجرد ستار لغسيل أموال مصدرها أبشع جرائم ممكن تتخيلها. الصدمة بدأت ب«لايف» سطحى من أم مكة، وضحكة مصطنعة من أم سجدة. لكن تحت السطح كانت فيه تحويلات مالية مشبوهة، اعترافات، وأسماء بتتسحب واحدة ورا التانية. الناس اتعودت تستهلك الجريمة كأنها كوميديا.. والضحك شغال والتيك توكرز بيشكروا «الفانز».. بس السؤال: إزاى بنت عندها 200 ألف متابع بقت عايشة كأنها مليونيرة؟.. إزاى حسابات غامضة بتمول البث المباشر بآلاف الجنيهات؟ الفلوس دى جاية منين؟ إيه اللى بيحصل فى الخفاء وإحنا بنتفرج؟ التيك توك بقى بوابة جهنم. مش مجرد مهازل على السوشيال، إحنا بنتكلم عن خطر حقيقي، اسمه «تيك توك مصر». إما نتصدى له بحزم، أو نستعد لنبكى على أولادنا، وهويتنا، وجثث قيمنا اللى اتفرجنا على قتلها لايف.