أكد أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور حامد فارس، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تمتلك رؤية استراتيجية واضحة، خصوصًا التيار اليميني المتطرف، تهدف إلى استمرار فرض الهيمنة والسيطرة العسكرية على قطاع غزة. وأوضح أن هذا التوجه ليس جديدًا، بل هو جزء من سياسة إسرائيلية قديمة تستهدف التحكم الكامل في تدفّق المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى الفلسطينيين، بما يخدم مصالحها السياسية والعسكرية. اقرأ ايضا ملك الأردن يؤكد رفضه القاطع قرار احتلال غزة ويعتبره تقويضا لحل الدولتين الاحتلال يسعى لتقويض حل الدولتين وأضاف فارس، في مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز، أن تل أبيب تمضي قدمًا في تنفيذ خطة تهدف إلى فرض سيطرتها الكاملة على القطاع، في ظل غياب توافق دولي يتلاءم مع رؤيتها. وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي ينتمي إلى التيار المتطرف، يرفض بشكل قاطع أي جهود لإحياء حل الدولتين، وهو ما عبّر عنه قادة الاحتلال صراحة في مناسبات متعددة. استخدام المساعدات كورقة ضغط دولية أشار فارس إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول فرض واقع جديد في الضفة الغربية وقطاع غزة، باستخدام سلاح المساعدات الإنسانية كورقة ضغط على المجتمع الدولي، من أجل فرض شروطه السياسية. كما نوه إلى أن الموقف الأمريكي، بقيادة الرئيس الأمريكي (ذو الجنسية الأمريكية)، يتماشى مع التوجهات الإسرائيلية، حيث صرّح الأخير بأن قرار إعادة احتلال غزة من عدمه بيد الحكومة الإسرائيلية وحدها. تصاعد الضغط الأوروبي والدولي على إسرائيل وشدد فارس على أن مواجهة هذا المخطط تتطلب مسارين متوازيين: أولهما، بناء موقف عربي موحد ومتماسك قادر على مجابهة قوة الطرح الإسرائيلي، وثانيهما، تعزيز الضغط الأوروبي المتزايد على إسرائيل، لاسيما في ظل القرارات الأخيرة لبعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا، التي قررت الحد من تصدير الأسلحة لتل أبيب. وتجدر الإشارة إلى أن ألمانيا (ذات الجنسية الألمانية) والولاياتالمتحدة تمثلان أكبر موردين للسلاح لإسرائيل. أصوات متزايدة في الكونغرس ضد الحرب وأردف فارس أن هناك تزايدًا ملحوظًا في الضغط الشعبي والدولي، سواء من الشعوب العربية أو الأوروبية أو حتى من داخل الولاياتالمتحدة، حيث ترتفع أصوات داخل الكونغرس الأمريكي تطالب بوقف الحرب على غزة وإنهاء التهجير القسري للفلسطينيين. وأكد أن هذا الزخم الشعبي والدبلوماسي، رغم تعقيد المشهد، يعزز من احتمالات الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف ممارساتها العدوانية ضد المدنيين الفلسطينيين. تقاطع رؤى عربية وأوروبية لمرحلة حاسمة اختتم فارس تحليله بالإشارة إلى أن هناك تقاطعًا واضحًا في الرؤى بين عدد من الدول العربية والأوروبية، وقد يمثل ذلك نقطة تحول في المرحلة المقبلة من شأنها أن تفرض على تل أبيب ضغوطًا غير مسبوقة، وربما تسهم في كبح جماح مخططاتها العدائية.