حينما يتفق العدو الأكيد والصديق ذو الرحم ووشائج العرق والدم والدين على من يفترض عداوته للأول وصداقته وقربه من الثانى، فالمؤكد أن هناك شيئا خطأ فى الصورة وفى تأويلها وتفسيرها. من هذا المنطلق يمكننا قراءة هوجة التحرش بالسفارات المصرية بالخارج ثم دعوة ما يسمى ب«اتحاد أئمة المساجد فى فلسطين» بالتظاهر أمام السفارة المصرية فى تل أبيب اليوم اعتراضا على ما يزعمونه كذبا أن مصر تحاصر قطاع غزة وتمنع عن أهله الطعام! وبعيدا عن مناقشة هزلية الادعاء والزعم المغلوط فإن مايثير الدهشة حقيقة هو اتفاقه مع زعم الكيان الصهيونى بنفس التعبير والمعنى، وهو ما يثير التساؤل حول ماهية هذا الاتحاد وشرعيته ووجوده الفعلى داخل الأراضى الفلسطينية. فما أثبتته تبعات هذا الإعلان والجدل بين الفلسطينيين أنفسهم حوله هو أنه لا توجد أى معلومات عن هذا الاتحاد سوى أن هذا الكيان يقوده شخص يُدعى الشيخ نضال أبو شيخة، وأنهم أخذوا تصريحا من السلطات الصهيونية بهذا التظاهرة، ضد السفارة الخالية من سفير ترتيبا على أحداث السابع من أكتوبر2023. ولعلنا بقراءة أخرى وربطا بين هذا الاتحاد ومحاولته المريبة وتصريحات الشيخ نضال أبو شيخة الذى يقف وراء هذا الكيان، قد لا نجد إلا تفسيرا واحدا يربطه فقط بما يسمى جامعة تل أبيب الإسلامية المغلقة على قبول اليهود فقط بين طلابها ويقوم الموساد باختيار الأساتذة للتدريس فيها بدقة بالغة من الذين تدربوا على يديه. ومن قبل هذه الجامعة المنشأة عام 1956 يكفينا التعرف على حكاية يهوذا فاضل.. الشيخ الجاسوس.. الذى هاجر من اليمن إلى فلسطين عام 1946.. وجندته المخابرات الصهيونية لحسابها واتخذ الإسلام ستارا لعمله لحساب الموساد وحفظ القرآن الكريم كاملا بتفسيره وعلومه. وليس هذا فحسب بل كان يؤم المصلين فى المسجد الأقصى.. حتى كانت نهايته الإعدام رميا بالرصاص من القوات المصرية المشاركة فى حرب فلسطين عام 1948 بعد أن اكتشفت المخابرات الحربية المصرية حقيقة أمره، وما أشبه الليلة بالبارحة!