الموساد اغتال «عياش» مهندس العمليات الاستشهادية فى حماس بعبوة ناسفة فى هاتفه المحمول
في الثلاثين من أكتوبر عام 1991، عقد مؤتمر مدريد للسلام في العاصمة الإسبانية، مدريد، بعد أشهر قليلة من انتهاء حرب الخليج الثانية، وبعد تكرار الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دبليو بوش، الحديث عن السلام، حيث شاركه فيه كل من سوريا ولبنان والأردن والفلسطينيين، وبرعاية الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، على أن ينتهي النزاع في الشرق الأوسط وفقًا لقراري مجلس الأمن الدوليين ( 242 و 338 )، أي الأرض مقابل السلام، وغيره من القرارات المُلزِمة للكيان الصهيوني، وهو ما لم يتحقق حتى الآن! وعلى الرغم من توقيع اتفاقات صهيونية منفصلة مع الجانبين الأردني والفلسطيني، الأردني في اتفاقية وادي عربة للسلام، في العام 1994، والفلسطيني مع اتفاق أوسلو، في العام 1993، فإن إسرائيل لا تزال مستمرة في رفض المبادرة العربية للسلام ( المبادرة السعودية )، التي خرجت إلى النور في القمة العربية ببيروت، في العام 2002، لتستمر تل أبيب في ذبح وقتل الشعب الفلسطيني، وبشكل دائم، جسديًا ومعنويًا، ويسقط معها آلاف الشهداء والجرحى، وغيرهم ممن اغتالتهم الأيادي الصهيونية معنويًا، بالإضافة إلى ما يجري من عملية حصار اقتصادي للفلسطينيين في قطاع غزة! ومع حلول الثلاثين من أكتوبر الجاري، وبمناسبة مرور ربع قرن كامل على مؤتمر مدريد للسلام، فإن “ الأهرام العربي “ تستعرض المذابح الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني طيلة هذه الأعوام. بداية، يستند الكيان الصهيوني في حروبه الدائمة على القسوة، والعنف، والوحشية، والتي غالبًا ما تكون ظواهر عارضة على مجتمع ما أو دولة ما، ولكن إسرائيل تعتبر أن هذه الظواهر ما هي إلا سلاحًا تقتحم به المجتمعات الأخرى، وتخترقها من خلالها، وتغتصب حقوقهم، وتستولي على أراضيهم، ما يعني أنها نسيج فكري، وثقافي، وديني لدى الصهاينة الذين تلفَّحوا بالدين، واعتبروا أن الإرهاب سلاح وعقيدة دينية! وبحسب الدكتور عبد الحليم عويس المفكر والمؤرخ الإسلامي، في كتابه المهم “ الفكر اليهودي بين تأجيج الصراعات وتدمير الحضارات “، فإن همجية الكيان الصهيوني تعزى في التعامل مع العرب بوجه عام، والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص، إلى أن العدو الديني والتاريخي لأتباع المعتقد التوراتي، سواء كانوا يهوداً أم متهودين؛ هم العرب، نصارى ومسلمين، برغم أن العرب جزء كبير وأساسي ممن يسمى ( الشعوب السامية )، أي شركاء لمن يدعون أنفسهم ب ( شعب الله المختار ). وعند قراءة كتاب “ العهد القديم”، تطالعنا، منذ البداية، فكرة أو فلسفة الحرب لدى الإسرائيليين، إذ نجد أن التوراة تطبَّع العقيدة الصهيونية برباط وثيق بين “حرب إسرائيل”، و “رب إسرائيل”، حيث يصبح هذا الرب هو “رب الجنود”، الذي يمهد لبني إسرائيل السبيل لتحقيق مآربهم في الغزو، والاحتلال، وطرد الشعوب. كشفت الفتاوى اليهودية الأخيرة والمستمرة في كل حرب أو عملية عسكرية إسرائيلية، أن الإرهاب، والعنف، والقسوة جزء من البنية العقلية، والفكرية، والاجتماعية، والنفسية لإسرائيل، لتعكس بدورها حقيقة الكيان الصهيوني القائم على اغتصاب حقوق الآخرين، سواء كانوا فلسطينيين أم غير فلسطينيين، وليتأكد للعالم أن إسرائيل جعلت من العنف عقيدة، وإرهاباً، باسم الدين. الإشارة إلى أن قوانين الحرب في “ العهد القديم “ جمعت في سفر التثنية، وهي تحدد لهم أسلوب الاستيلاء على المدن، وأسلوب التعامل مع أهل البلاد، في إصحاحات مختلفة، وهذه القوانين هي التي يتسلمها القادة الإسرائيليون، كمصدر وحي، وكشريعة مقدسة لاستئناف البعث الإسرائيلي في فلسطين، على أساس أن كل جريمة تصبح شرعية وقانونية، من أجل تحقيق وعد الرب.
لقراءة المزيد من موضوعات الملف:
مذابح واغتيالات ما بعد مؤتمر مدريد الاحتلال الإسرائيلى ينفذ إستراتيجية شاملة للسيطرة على المياه العربية شيخ المصورين الفلسطينيين محفوظ أبو ترك: سنظل نصور حتى يعرف العالم أننا شعب يقاوم لحماية أرضه