الدولة هى الوطن والمعنى الأشمل للأسرة، نجتمع فيها جميعًا تحت سماء واحدة، نتنسم هواءها ونعيش على خيرها، ندافع عن أرضها بأرواحنا... نحبها بكل ما فيها وما بها ونعمل على إصلاحها لا هدمها... نعارض، نعم نعارض ولكن لا نهدم، ننتقد النقد البناء وإذا أمكن نضع الحلول، فما فائدة الصراخ على اللبن المسكوب.. نطالب جميعًا بحرية الرأى ولكن الحرية مسئولية، فما نكتبه أو نتفوه به يراه العالم كله الذى يتصيد لنا الأخطاء، فالعدو كالسرطان لا يرحم ويهاجم نقط الضعف فينا.. ولنتخيل الوطن كبيتك الذى تسكن فيه ويسكن كل من فيه إليك.. هل تتخيل أن أحد أبنائه إذا أخطأ، أحدنا يقف على مرأى ومسمع من جيرانك يعدد عيوبك وأخطاءك وهل سنلتزم الصمت أم نقول له عيب؟... أسرار بيتك داخله لا نعرضها على الغرباء، فكأننا نقف عرايا لا ستر لنا ولذلك أتعجب ممن يتشدقون بالحرية ويقول «أنا ضد الدولة» هؤلاء كارهو أنفسهم وأسرهم، فكيف أكون ضد نفسى... نعم لدينا أخطاء أغلبها من عصور سابقة ولهم عذرهم فلم تكن لديهم تكنولوجيا هذا العصر ولكن فى الحقيقة نحن الذين لا نملك العذر فآفاق العالم مفتوحة أمامنا وكان علينا تدارك هذه الأخطاء وعلاجها. ومن هذا المنطلق وبمناسبة حادث حريق سنترال رمسيس والذى ننتظر جهات التحقيق لتعلن عن أسبابه، فقد أوضح لى مهندس شاب مصرى يعمل فى ال«lT» أن فى بداية أى مشروع لابد من وضع خطة لضمان استمرارية الأعمال تتضمن خطة تعافى من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والأعاصير.. هذه الخطط تتضمن توزيع الخدمات فى عدة أماكن مختلفة ومتفرقة بحيث لو حدث عطل فى أحداها لا تتأثر باقى الخدمات خاصة المشاريع الحيوية. كذلك لابد من إقامة نفس المشروع بكل ما فيه من تقنية فى مكان آخر بعيدًا عن المشروع الأساسى بحيث لو حدث مثلما حدث فى سنترال رمسيس يكون البديل موجودًا وبذلك تكون أضرارنا فى فقد المشروع فقط ولكن لا تتأثر باقى المشروعات المرتبطة به كشركات المحمول والبنوك وكل ما يتعلق بالإنترنت. بالمعنى الدارج لا نضع البيض كله فى سلة واحدة... مش كده ولا إيه.