هل يمكن أن يتوقف العدوان الصهيونى على غزة مؤقتا حتى يحصل دونالد ترامب على جائزة نوبل للسلام.أى فى نوفمبر القادم موعد إعلان الفائز بالجائزة. ثم تعود حرب الإبادة سيرتها الأولي. وهل يستحق ترامب أساسا جائزة نوبل بعد أن أشعل الدنيا نارا فهو يدعو لوقف الحرب بغزة فى نفس الوقت الذى يرسل فيه ذخائر لإسرائيل ب510 ملايين دولار. اعتقد أن هذا هو عشم إبليس فى الجنة. حل ترامب بالبيت الأبيض يناير الماضى مرتديا مسوح السلام، معلنا إيقاف الحرب فى غزةوأوكرانيا، وفعلا أوقف العدوان على غزة لأقل من شهرين ثم عادت حرب الإبادة أعنف من الأول ومتواصلة حتى اللحظة، أما فى أوكرانيا فقد أحضر ترامب زيلنسيكى رئيس أوكرانيا للبيت الأبيض وأطلق العنان لنائبه جى دى فانس ليهاجمه لرفضه التنازل عن معادن بلاده لحساب أمريكا مقابل الحصول على الدعم العسكرى، الذى علقه ترامب لتمنى أوكرانيا بخسائر فادحة. بعدها ضغطت أوروبا على ترامب ليستأنف الدعم الاستخباراتى لكييف، دون أن تتوقف الحرب إلى اليوم. وهو ما جرى بكل بؤر الصراع فى الكون: من أوكرانيا شمالا لإيرانوغزة ولبنان وسوريا وسطا، وحتى اليمن جنوبا وكلها إما مارست أمريكا فيها العدوان بشكل مباشر كما حدث بقصف إيران واليمن، أو بشكل غير مباشر بتوريد أسلحة هلاك شامل لإسرائيل حتى يدوم عدوانها على غزة. وأصبحت مراكز توزيع الغذاء التى أقامتها أمريكابغزة مصائد للموت، فبدلا من أن يحمل الغزى كيسا للدقيق، يعود به لأهله، يرجع حاملا رصاصة بقلبه. فهل لو توقف العدوان على غزة بعد أسبوع أو شهر، يستحق وقتها ترامب جائزة نوبل بعد شلال الدم الذى غطى ربوع الكون. فوصل عدد شهداء غزة لحوالى 57 ألفا وعدد قتلى أوكرانيا لمليون وروسيا لحوالى 200 ألف. أى جائزة سلام هى التى قد تأتى ملطخة بدماء الأبرياء.