■ إيمان مصيلحى الطريق إلى نوبل للسلام، بالنسبة للرؤساء الأمريكيين، غالبًا ما يمر عبر أروقة السياسة المعقدة فى الشرق الأوسط ومحاولات إحلال السلام فى المنطقة، وتضعهم على منصة التكريم العالمى. فعلى مدار التاريخ حظى 4 رؤساء أمريكيين بجائزة نوبل للسلام، اثنان منهم حصلا عليها لإحلال السلام فى الشرق الأوسط، الرئيس الأول جيمى كارتر الذى مٌنح الجائزة عام 2002 تقديراً لجهوده المستمرة كوسيط للسلام ونجاحه فى قيادة مفاوضات كامب ديفيد التى أنهت الحرب بين البلدين. اقرأ أيضًا| 46عاما ًعلى «اتفاقية السلام» التى غيرت َّوجه الشرق الأوسط الاتفاق صمد فى اختبار الزمن.. ولا يزال حجر الأساس للبنية الأمنية للمنطقة اما الرئيس الثانى فهو باراك أوباما الذى فاز بالجائزة فى 2009 لجهوده فى تقوية الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب، خصوصًا فيما يخص سياسته الخارجية تجاه الشرق الأوسط. ونذكر هنا خطاب أوباما الشهير فى القاهرة عام 2009، والذى دعا فيه لبداية جديدة فى العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي، مما ساهم فى تعزيز صورته كرجل سلام وحصوله على الجائزة. ولم يخفِ الرئيس ترامب رغبته فى الفوز بنوبل للسلام، خلال ولايته الثانية، وربما كان ذلك الدافع للجهود التى بذلها للوصول لاتفاق وقف إطلاق النار الأخير فى غزة، ومساعيه لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، كما ترى صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية. ويعتقد مستشارو ترامب أن احتمالية فوزه بجائزة نوبل ستُتعزز إذا ساعد فى إنهاء حرب غزة، وتوصل لاتفاقات تطبيع جديدة بين الدول العربية وإسرائيل، بما يتضمن تحقيق تقدم نحو إقامة دولة فلسطينية. وفى تقرير بعنوان: هل هذه هى الطريقة للفوز بجائزة نوبل للسلام؟ سلطت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الضوء على هوس ترامب بالفوز بنوبل للسلام، مشبهة محاولاته لإحلال السلام فى أوكرانيا ومناطق النزاع الأخرى بمحاولات نيفيل تشامبرلين لاسترضاء هتلر قبل الحرب العالمية الثانية. ويرى التقرير: أن فرص ترامب للفوز بالجائزة تعتمد على تغيير بعض سياساته التى تتناقض مع معايير الجائزة المبنية على دعم السلام، والديمقراطية، وحقوق الإنسان. اقرأ أيضًا| ترامب: أمريكا أنفقت 300 مليار دولار لدعم أوكرانيا وفى مقال للكاتب الصحفى «لآن فراشون» فى صحيفة «لوموند الفرنسية» قال الكاتب: إن دعم الرئيس ترامب لسياسات اليمين الإسرائيلى المتطرف يعرقل طموحه فى الفوز بجائزة نوبل للسلام من خلال تحقيق السلام فى الشرق الأوسط. وأن ترامب يسعى لتحقيق ذلك بشكل منفرد، بعيدًا عن الدبلوماسية المتعددة الأطراف، مشيراً لدور ترامب فى توقيع اتفاقيات أبراهام لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدة دول عربية.