مازلت أعيش فى موضوع فضل الاستثمار مع الله وما أفاض به العالم الشيخ خالد الجندى حيث يقول إن الإنسان خلق على حب كسب الأرباح القريبة والسريعة ويقول الله جل جلاله «كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ» والناس بطبيعتهم يحبون ما فيه عائد وحوافز وتجارة رابحة وكل هذا ليس مذموما إذا اتخذنا الطريق الصحيح وأصبح هذا لا يطغى على حياة الناس اليومية بسبب التعلق المادى الزائد والذى وصل الحال إلى حد التعلق المذموم والعبودية فصار غاية لا وسيلة ويقول عليه الصلاة والسلام «تعس عبد الدينار والدرهم إن أعطى رضى وإن لم يعط لم يرض» ويغفل الإنسان إن وجوده فى الدنيا مؤقت وأنها دار ممر ومزرعة للآخرة وينسى الإنسان أن يكون فى الدنيا كغريب أو عابر سبيل. وبشكل عام الاستثمار الحقيقى النافع المثمر فى حياة المسلم إذا أخذ بقول الرسول «اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك» لهذا فإن أعظم استثمار للمسلم فى الحياة الدنيا ما يضمن له أرباحا مستمرة وعوائد دائمة وأجورا غير منقطعة بعد موته لهذا نجد أن الاستثمار الذكى والأعظم لا يخرج عن مجالات ثلاث ذكرها عليه السلام بقوله إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. إذن كل عمل للإنسان ينهى عن المنكر أو علم مستفاد به أو فى كتاب ينتفع به أو عمل خير يستفاد منه أو صلاة أو زكاة أو صدقة أو إحسان وإن أعظم استثمار فى الذرية الصالحة إذ ترفع درجاته فى الجنة فيقول من أين هذا فيقال له استثمار ولدك لك.