وزير الأوقاف ومحافظ جنوب سيناء يفتتحان أعمال تطوير مسجد الصحابة بشرم الشيخ    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب اليوم السبت 20 إبريل بالصاغة بعد الارتفاع الجديد    كوريا الشمالية تطلق نوعا جديدا من الصواريخ وتختبر "رأسا حربيا كبيرا جدا"    كانسيلو يعلق على خروج برشلونة من تشامبيونزليج وآخر الاستعدادات لمواجهة ريال مدريد    أسماء ضحايا حادث تصادم سيارتين وتوك توك بطريق المنصورة بالدقهلية    آمال ماهر تشدو برائعة كوكب الشرق"ألف ليلة وليلة "والجمهور يرفض انتهاء الحفل (فيديو)    طريقة عمل تارت الجيلي للشيف نجلاء الشرشابي    ميدو يكشف احتياجات الزمالك في الميركاتو الصيفي    اندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في بلدة بيت فوريك شرق نابلس    سفيرة البحرين بالقاهرة: زيارة الملك حمد لمصر تأكيد على التكامل الإستراتيجي ووحدة الصف بين البلدين    ابسط يا عم هتاكل فسيخ ورنجة براحتك.. موعد شم النسيم لعام 2024    داعية إسلامي: خدمة الزوج والأولاد ليست واجبة على الزوجة    تخفيف الأحمال فى «أسبوع الآلام»    نشرة منتصف الليل| الأرصاد تكشف موعد الموجة الحارة.. وهذه ملامح حركة المحافظين المرتقبة    300 جنيها .. مفاجأة حول أسعار أنابيب الغاز والبنزين في مصر    تجليس نيافة الأنبا توماس على دير "العذراء" بالبهنسا.. صور    بجوائز 2 مليون جنيه.. إطلاق مسابقة " الخطيب المفوه " للشباب والنشء    3 إعفاءات للأشخاص ذوي الإعاقة في القانون، تعرف عليها    انفجار في قاعدة كالسوم في بابل العراقية تسبب في قتل شخص وإصابة آخرين    العميد سمير راغب: اقتحام إسرائيل لرفح أصبح حتميًا    كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي    إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب"اللا مسؤول"    بصور قديمة.. شيريهان تنعي الفنان الراحل صلاح السعدني    حزب "المصريين" يكرم 200 طفل في مسابقة «معًا نصوم» بالبحر الأحمر    الخطيب ولبيب في حفل زفاف "شريف" نجل أشرف قاسم (صور)    سيف الدين الجزيري: مباراة دريمز الغاني المقبلة صعبة    ملف رياضة مصراوي.. إغماء لاعب المقاولون.. رسالة شوبير.. وتشكيل الأهلي المتوقع    يوفنتوس يواصل فقد النقاط بالتعادل مع كالياري.. ولاتسيو يفوز على جنوى    دوري أدنوك للمحترفين.. 6 مباريات مرتقبة في الجولة 20    صفقة المانية تنعش خزائن باريس سان جيرمان    منير أديب: أغلب التنظيمات المسلحة خرجت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية.. فيديو    حالة الطقس اليوم.. حار نهارًا والعظمى في القاهرة 33 درجة    أهالى شبرا الخيمة يشيعون جثمان الطفل المعثور على جثته بشقة ..صور    فحص السيارات وتجديد الرخصة.. ماهى خدمات وحدات المرور المميزة فى المولات    "محكمة ميتا" تنظر في قضيتين بشأن صور إباحية مزيفة لنساء مشهورات    حريق هائل بمخزن كاوتش بقرية السنباط بالفيوم    وزارة الداخلية تكرم عددا من الضباط بمحافظة أسوان    تعرف على موعد انخفاض سعر الخبز.. الحكومة أظهرت "العين الحمراء" للمخابز    GranCabrio Spyder| سيارة رياضية فاخرة من Maserati    إياد نصار: لا أحب مسلسلات «البان آراب».. وسعيد بنجاح "صلة رحم"    يسرا: فرحانة إني عملت «شقو».. ودوري مليان شر| فيديو    نسرين أسامة أنور عكاشة: كان هناك توافق بين والدى والراحل صلاح السعدني    انطلاق حفل الفرقة الألمانية keinemusik بأهرامات الجيزة    بعد اتهامه بالكفر.. خالد منتصر يكشف حقيقة تصريحاته حول منع شرب ماء زمزم    بفستان لافت| ياسمين صبري تبهر متابعيها بهذه الإطلالة    هل يتم استثناء العاصمة الإدارية من تخفيف الأحمال.. الحكومة توضح    أعظم الذكر أجرًا.. احرص عليه في هذه الأوقات المحددة    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    رسميا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 20 إبريل 2024 بعد الانخفاض الأخير    آلام العظام: أسبابها وكيفية الوقاية منها    عمرو أديب يطالب يكشف أسباب بيع طائرات «مصر للطيران» (فيديو)    باحث عن اعترافات متحدث الإخوان باستخدام العنف: «ليست جديدة»    عاجل - فصائل عراقية تعلن استهداف قاعدة عوبدا الجوية التابعة لجيش الاحتلال بالمسيرات    مرض القدم السكري: الأعراض والعلاج والوقاية    متلازمة القولون العصبي: الأسباب والوقاية منه    «هترجع زي الأول».. حسام موافي يكشف عن حل سحري للتخلص من البطن السفلية    50 دعاء في يوم الجمعة.. متى تكون الساعة المستجابة    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نور العالمين
يقدمها: فريد إبراهيم
نشر في الجمهورية يوم 30 - 05 - 2019

الوقت هو ثروة الإنسان الحقيقية التي إن أحسن استثمارها فاز ونجح في الآخرة وإن اساء استثمارها خسر خسارة توصف بانها الخسران المبين كان هذا هو موضوع ملتقي الفكر الإسلامي الذي تقيمه وزارة الأوقاف بميدان سيدنا الحسين بن علي وتحدث فيه كل من الدكتور أشرف فهمي والدكتور عبدالله حسن معاون وزير الأوقاف والدكتور هشام عبدالعزيز.
في كلمته أكد الدكتور أشرف فهمي مدير عام التدريب أن الوقت من النعم التي أنعم الله تعالي بها علي عباده. والتي يغفل الناس عنها. فعن ابن عباس "رضي الله عنهما" قال: قال رسول الله "صلي الله عليه وسلم": "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ". موضحا فضيلته أن الله تعالي أقسم في القرآن الكريم. فقال تعالي: "وَالْفَجْرِ وَلَيَالي عَشْري". وقال تعالي: "وَالضُّحَي وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَي". وقال أيضًا: "وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْري". والله لا يقسم بشيء إلا لعظمته ولفت الأنظار إليه. فالوقت نعمة خفية وأعظم ثروة. وكنز ثمنه غال. لكن لا يباع ولا يشتري. وهو مادة الحياة. والحياة ما هي إلا أعوام وأشهر وأيام وساعات. ولا يشعر بقيمته إلا من بصره الله "عز وجل". فليس له وزن محسوس أو ملموس. وهو ثروة خفية لو تعمقنا في إدراك قيمته لتنافس الناس عليه وانصلح حال الإنسانية وانتشرت الفضائل والمكارم الأخلاقية.
كما أوضح فضيلته أن بركة الوقت باستثماره في العلم النافع وقضاء مصالح العباد والبلاد. وهذا ما وضحه رسولُ الله "صلي الله عليه وسلم" حيث قال: "سبعى يَجري للعبد أجرُهنَّ وهو في قبره بعد موته: مَن علَّم علمًا. أو أجري نهرًا. أو حفر بئرًا. أو غرس نخلاً. أو بني مسجدًا. أو ورَّث مصحفًا. أو ترك ولدًا يستغفر له بعد موته".
وفي ختام كلمته دعا فضيلته إلي تنظيم الوقت وعدم إضاعته لقول النبي "صلي الله عليه وسلم": "اغتنِمْ خمسًا قبل خمس: شبابَك قبل هَرَمِك. وصحتَك قبل سقمك. وغناك قبل فقرك. وفراغَك قبل شُغلك. وحياتَك قبل موتك".
وفي بداية كلمته أكد الدكتور عبدالله حسن معاون معالي وزير الأوقاف لشئون المتابعة أن إدارة الوقت قضية ذاتية يجب أن تناسب ظروف الإنسان وطبيعته. وأن تغيير العادات القديمة يأخذ وقتًا طويًلا ويحتاج إلي مجهود كبير.
وأوضح أن القرآن الكريم. والسنة النبوية الشريفة قد عنيا بالوقت أشد العناية. وفي مقدمة هذه العناية بيان أهميته. وأنها من أعظم نعم الله التي من الله بها علينا. ولبيان ذلك أقسم الله "عز وجل" في مطالع سور عديدة من القرآن مثل: الليل. والنهار. والفجر. والضحي. والعصر. مشيراً إلي أن السنة النبوية أيضًا جاءت لتؤكد علي قيمة الوقت. وتقرر مسئولية الإنسان عنه أمام الله "عز وجل" يوم القيامة. فعن معاذ بن جبل "رضي الله عنه" أن النبي "صلي الله عليه وسلم" قال: "لن تَزُولُ قَدَمَا عَبْدي يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّي يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاهُ". وللوقت مميزات يتميز بها. فهو سريع الانقضاء. ويمر مر السحاب. ويجري جري الريح. وأن ما مضي من وقت لا يعود إلي يوم القيامة. يقول الحسن البصري "رحمه الله": ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي: "يا ابن آدم أنا يوم جديد وعلي عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلي يوم القيامة".
وفي ختام كلمته أكد الدكتور عبدالله حسن أن الوقت هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن إيقافه أو التحكم به. وهذا قانون كوني جعله الله ثابتاً. فالوقت هو الكنز المهمل وهو الثروة الضائعة.
وفي كلمته أكد الدكتور هشام عبدالعزيز أن للوقت أهمية عظيمة علي المسلم أن يدركها. وعليه أن يحرص علي اغتنام وقته بكل ما يعود عليه بالمنفعة. وأن يسارع إلي استثمار أوقات فراغه. فليست العبرة في إنفاق الوقت فحسب. وإنما في استثماره. فالوقت إذا تم إنفاقه نفد وضاع. أما إذا تم استثماره فإنه ينمو ويزدهر.
كما أكد فضيلته أن جميع العبادات مؤقتة بتوقيت محكم. ولا يصح تأخيرها عن وقتها. فالوقت أغلي من المال » لأن المال يمكن تعويضه. أما الوقت فلا يمكن تعويضه.
وأشار فضيلته إلي أن الوقت جند من جنود الله "عز وجل" وخلق من خلق الله. خلقه الله من أجل انتظام المخلوقات والموجودات. حيث يقول سبحانه وتعالي : "وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءي فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً". مشيراً إلي أن الدين الإسلامي من أكثر الأديان التي شددت علي الوقت. فرسولنا الكريم "صلي الله عليه وسلم" قد شدد علي ضرورة استهلاك الوقت في أكثر من حديث. فقال "صلي الله عليه وسلم": "نِعْمَتَانِ مَغْبُونى فِيهِمَا كَثِيرى مِنَ النَّاس"ِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ". فالعمر كنز من أنفقه واستثمره في طاعة الله وجده يوم لا ينفع مال ولا بنون. ومن أضاعه في الغفلة والملهيات ندم وخسر. وقال : "يَا حَسْرَتَا عَلَي مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ". وقد قال الشاعر:
دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة له إنَّ الحياة دقائقى وثواني.
فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها فالذكرُ للإنسان عُمرى ثاني.
لذا أكد النبي "صلي الله عليه وسلم" أهمية استغلال الوقت في أحلك الظروف حيث قال: "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة. فإن استطاع أن لا تقوم حتي يغرسها فليغرسها".
وفي ختام كلمته أوضح فضيلته أن الوقت أخطر موضوع في حياة الإنسان فينبغي عليه أن يستثمره في طاعة الله. فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية.
فتاوي رمضانية
إخراج جزء من زكاة المال أدوية.. "جائز"
نقل صدقة الفطر.. إلي بلد آخر .. بشروط
كتب - محمد زين العابدين
إخراج الزكاة علي شكل أدوية للمرضي وإرسال زكاة الفطر إلي فقراء من خارج القرية أو المدينة. وما معني السلام الوارد في قوله سلام هي حتي مطلع الفجر.
كانت هذه موضوعات أسئلة القراء التي أجاب عنها العلماء.
تسأل القارئة ف. م. ح من الإسكندرية قائلة: بعض الناس يخرجون زكاة أموالهم أدوية للمرضي المحتاجين فما حكم الدين؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور علي جمعة - مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء - يقول: الأصل في الزكاة أن تكون من جنس المال الذي تجب فيه. ورسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال لمعاذ رضي الله عنه حين بعثه إلي اليمن: "خذ الحب من الحب والشاه من الغنم والبعير من الإبل والبقرة من البقر" وعند فقهاء الحنفية وغيرهم أنه يجوز إخراج القيمة بدلا عن العين وأن تعيين الأجناس في الزكاة إنما كان تسهيلا علي أرباب الأموال حيث يسهل علي صاحب المال إخراج زكاته من جنس ماله لأن ذلك إلزام بأخذ الزكاة من جنس المال واستدلوا علي ذلك بما رواه البخاري معلقا والبيهقي بسنده عن طاووس قال: قال لمعاذ - رضي الله عنه - لأهل اليمن: "ائتوني بعرض ثياب خميص أو لبيس في الصدقة مكان الشعير والذرة أهون عليكم وخير لأصحاب النبي صلي الله عليه وسلم بالمدينة" وطاووس إن لم يلق معاذ فهو عالم بأمر معاذ لكثرة من لقي ممن أدرك معاذا من أهل اليمن كما قال الإمام الشافعي في "الأم" حيث لم يفهم معاذ الأمر إلا علي جهة المصلحة من باب أن ذلك أيسر علي أصحاب الأموال فعدل عن ذلك عندما رأي المصلحة في غيره.
حيث كان أهل اليمن مشهورين بصناعة الثياب ونسجها وكان دفعها أيسر عليهم مع حاجة أهل المدينة إليها وكذلك كان يفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد روي سعيد بن منصور في سننه عن عطاء قال كان عمر يأخذ العروض في الصدقة من الدراهم وهو الذي نختاره للفتوي فإن المقصود الأعظم من الزكاة هو سد حاجة الفقراء والمحتاجين وكلما كان جنس المخرج من الزكاة أوفق لحاجة المساكين وأنفع لهم كان ذلك أقرب إلي تحقيق مقصود الزكاة في الإسلام. وبناء علي ذلك فإنه يجوز إخراج جزء من الزكاة علي هيئة أدوية مناسبة لاحتياج المرضي من الفقراء والمساكين علي أن يكون ذلك مما يحتاجونه لا مما يفرض عليهم من غير اعتبار لاحتياجهم أي يقدم ما يحتاجونه من علاج.
يسأل القارئ رضوان حسين محمد من أسوان. قائلا: لي أقارب فقراء في بلدة غير التي أقيم فيها فما حكم الدين لو أعطيتهم زكاة الفطر؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور فتحي عثمان الفقي أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول: مما لا شك فيه أن للفقراء تشوفا وتعلقا بمال الغني الذي يراه أمامه. وقد حرم منه ابتلاء واختبارا من الله تعالي لقوة إيمانه وصبره. ولذلك بحث الفقهاء في حكم نقل الزكاة من بلد المزكي الذي وجبت عليه المقيم بها إلي بلد آخر. وكانوا علي النحو التالي: ذهب جمهور الفقهاء ومنهم أبوحنيفة ومالك والشافعي والثوري إلي أنه لا يجوز نقل الزكاة من بلدها إلي مسافة القصر فأبعد وهي 85 كيلو حتي ولو كانت قرابته بتلك البلدة المنقول إليها الزكاة وقال بذلك أيضا الحنابلة في المذهب عندهم ويكره عند الحنفية إخراجها إلي غير أهل ذلك الموضع "مكان المال" إلا في رواية عن أبي حنيفة من أنه لا بأس أن يخرجها إلي قرابته من أهل الحاجة ويبعثها إليهم. واستدل الجمهور علي عدم جواز النقل بالآتي أولا: فقد جاء في كتاب معاذ بن جبل الذي بعث به إلي اليمن "من أخرج زكاة من مخلاف "بلد" إلي مخلاف فإن صدقته وعشره ترد إلي مخلافه أي بلده". وروي عن عمر بن عبدالعزيز أنه رد زكاة أوتي بها من خراسان إلي الشام إلي خراسان. ثالثا قال رسول الله لمعاذ أخبرهم أن عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد إلي فقرائهم. وهذا يختص بفقراء البلد.
ولأن المقصود من زكاة الفطر إغناء فقراء بلد المزكي فإذا أبيح نقلها بقي فقراء بلد المزكي علي الوضع الذي هم عليه من الفقر. ولأن الزكاة متعلقة بالمال حال حياة المزكي فاعتبر في الإخراج مكان المال.
بناء علي ما سبق فلا يجوز نقل الزكاة صدقة الفطر إلا إذا استغني عنها أهل الحي أو البلد الذي فيه المال المزكي. والمزكي فيجوز نقلها في هذه الحالة أو كان في البلد الآخر الذي سوف تنتقل إليه الزكاة قرابة له لا تجب نفقتهم عليه وهم أحوج من فقراء البلد الذي به مال الزكاة لأنها في هذه الحالة تكون صدقة وصلة. فإن خالف ولم تكن له قرابة محتاجون ونقلها أجزأته في قول أكثر أهل العلم.
والله أعلم
تسأل القارئة ف. م. ح من بورسعيد. قائلة: ما معني السلام الوارد بشأن ليلة القدر في قوله تعالي في سورة القدر: "سلام هي حتي مطلع الفجر"؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ محمد حمودة من علماء الأزهر يقول: ليلة القدر هي ليلة القدر والشرف الرفيع وقد شرفها الله تعالي بإنزال القرآن الكريم فيها وقد تحدث العلماء وأفاضوا في فضلها وسر تسميتها بليلة القدر ولهم في سبب هذه التسمية ثلاثة مذاهب: أولها: أن القدر بمعني المنزلة العالية والشرف ثانيا: أن القدر بمعني التقدير ففي هذه الليلة يعلم الله ملائكته بمقاديره في السنة التي تبدأ بها وقد يؤيد هذا قوله تعالي: "فيها يفرق كل أمر حكيم أمر من عندنا" وقوله: "تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر" وثالثها: أن القدر بمعني الضيق لكنه هنا ضيق الأرض بما ينزل من الملائكة إليها في تلك الليلة وأيا ما كان فإن هذه الليلة تجمع كل هذه الصفات حيث يكون الخير الكثير الذي لا يوجد مثله في ألف شهر وأن العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر وفي هذه الليلة تهبط الملائكة من كل سماء ومعهم الناس جبريل الأمين فينزلون إلي الأرض ويؤمنون علي دعاء الناس إلي وقت طلوع الفجر بأمر الله تعالي فإنها ليلة سلام هي حتي مطلع الفجر. ومعني سلام أي سلامة وخير ولا شر فيها أبدا إلي طلوع الفجر والله لا يقدر في تلك الليلة إلا السلامة. والشيطان لا يؤثر فيها في مؤمن أو مؤمنة ولا يستطيع أن يعمل فيها سوءا ولا أذي لأن الملائكة تسلم علي أهل المساجد من حيث تغيب الشمس إلي أن يطلع الفجر يمرون علي كل مؤمن ويقولون: "السلام عليكم أيها المؤمن" قال الضحاك: ليلة القدر يقبل الله التوبة فيها من كل تائب وتفتح فيها أبواب السماء وهي من غروب الشمس إلي طلوعها. فهي ليلة الخير والسلامة والمغفرة.
والله أعلم
الإسلام في عيونهم
هيلد: وضوح الإسلام.. سر انتشاره
كتب - عبدالعزيز السيد
كان محمد أكثر العرب في زمانه ذكاء وأشدهم تدينا وأعظمهم ذائقة ونال محمد سلطانه الكبير بفضل تفوقه عليهم ولدينه الفضل علي كل الذين اعتنقوه من جميع الشعوب في العالم.
وكان محمد - النبي - رئيسا للدولة وساهرا علي حياة الشعب وحريته وكان يعاقب الاشخاص الذين كان يرتكبون الجرائم والجنايات الوحشية حسب أحوال زمانه حيث كان محمد داعيا إلي الإله الواحد الأحد وكان في دعوته لطيفا رحيما حتي مع اعدائه وكان يتصف بالرحمة والعدل والمساواة.
يقول الدكتور مصطفي أبووالي الفخراني الأستاذ بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر ان العلاقة "برتلي سانت هيلد" ولد في المانيا في درست عام 1793- 1884م وأحد المستشرقين الذين كتبوا عن الإسلام والنبي محمد صلي الله عليه وسلم بانصاف وواقعية ومن أهم كتبه الشرقيون وعقائدهم وشرح في كتابه سر انتشار الإسلام بين الناس وتقبلهم إياه دون غيره موضحا ان سر قوة الإسلام في سهولته وانه خال مما نراه في الأديان الأخري ويأباه الذوق السليم من المتناقضات والغوامض ولا شيء أكثر وضوحا وأقل غموضا من أصول الإسلام القائلة بإله واحد وبمساواة جميع الناس أمام الله وببضعة فروض من صلاة وصيام وزكاة وحج يدخل الجنة ومن يعرض عن هذه الفروض ويقصر في أدائها يدخل النار.. وإذا ما تكلمت مع أي مسلم بسيط وسألته عن الاسلام يشرحه لك في يسر وسهولة عكس النصراني الذي لا يستطيع حديثا عن التثليث من غير ان يكون من علماء اللاهوت الذي يكثرون الجدل.
وقال د.أبووالي ان وضوح الإسلام وما أمر به من العدل والاحسان هو الذي ساعد علي انتشاره في أطراف الأرض وبذلك اعتنق الكثير من الشعوب النصرانية للإسلام وعلي سبيل المثال لا الحصر اعتناق المصريين الذي كانوا نصاري في عهد القياصرة القسطنطينية فأصبحوا مسلمين حين عرفوا أصول الإسلام.. وفسر ذلك بعدم تنصر أي أمة بعد أن رضيت بالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا.
وكتب هيلر عن الإسلام إذا ما نظر إليه من هذه الناحية وجد انه من أشد الأديان تأثرا بالناس وهو مع مماثلته لكثير من الأديان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأمر بالعدل والاحسان والصلاح فضلا عن ذلك فهو يصب في النفوس إيمانا ثابتا لا تزعزعه الشبهات ولا ريب ان نفوذ الإسلام السياسي والمدني كان عظيما إلي الغاية.. فقد كانت بلاد العرب قبل بعثة محمد مؤلفة من امارات مستقلة وقبائل متفرقة ومتناحرة فلما ظهر محمد وبعد قرن من الزمان من مجيئه كانت دولة العرب ممتدة من الهند إلي اسبانيا وكانت الحضارة تسطع بنورها الوهاج في كل البلدان التي رفرفت علي أرضها راية التوحيد.. كما ان الاسلام من أكثر الديانات ملائمة لاكتشافات العلم في كل مجالات الحياة والتاريخ خير شاهد علي الطفرة التي أحدثها علماء المسلمون في كل اقطار الأرض.
وأشار أبووالي إلي أن هيلر تحدث عن ان القرآن الكريم جمع بين مختلف الشعوب ووحدهم لغة وصلة والتي سفر عنها مجيء الحجيج إلي مكة من جميع بلاد العالم الإسلامي كما يجب علي كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله تلاوة القرآن بالغة العربية ولذلك هي أكثر لغات العام انتشارا.. لذلك حاول بعض المؤرخين الحاقدين علي الإسلام ونبيه وسرعة انتشاره ارجاع سر انتشار الإسلام إلي بطش محمد وهذا زعم لا أساس له وقال: ان من يقرأ القرآن يجد فيه ما في الأديان الأخري من الصرامة وان ما أباحه القرآن من تعدد الزوجات لم يكن غريبا علي الشعوب المسلمة التي عرفته قبل ظهور محمد وان التاريخ أثبت ان الأديان لا تفرض بالقوة فلما قهر النصاري عرب الاندلس فضل هؤلاء القتل والطرد عن آخرهم عن ترك الإسلام.
ورد هيلر علي المغرضين: ان الاسلام لم ينتشر بحد السيف كما زعموا بل انتشر بالدعوة إلي الله بالحسني ودخل الإسلام الهند التي لم يكن العرب فيها غير عابري سبيل وزاد عدد المسلمين فيها يوما بعد يوم فيوم ان جيش الانجليز بعثاتهم التبشرية تباعا إلي الهند لتنصير مسلميها كان عدد المسلمين يزيد بكثرة ولم يكن الإسلام والقرآن أقل انتشارا في الصين التي لم يفتح العرب أي جزء منها فقط وللفتوحات العربية طابع خاص لا تجد مثيله لدي الفاتحين الذي جاءوا بعد العرب فالبرابرة الذين استولوا علي العالم الروماني والترك وغيرهم وان استطاعوا ان يقيموا دولا عظيمة لم يؤسسوا حضارة ولكنهم استفادوا من حضارة الدول التي قهروها ولكن حضارة العرب والاسلام استفاد منها كثير من الأمم التي اتصلت بها فظل نفوذ العرب فيها واضحا وسيظل إلي الأبد في جميع البقاع التي دخلوها في افريقيا وآسيا.
خاطرة رمضانية
العجب والخيلاء من صفات إبليس لعنه الله.. يقول نبينا - صلوات الله وسلامه عليه: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" وسئل أحد العارفين عن السيئة التي لا تنفع معها حسنة فقال: الكبر.
وإذا كان الكبر مذموما علي أية حال وفي كل حال فإنه أكثر ذما وخطرا إذا كان استكبارا بالدين كالاستعلاء علي الناس بالعلم أو بالعبادة. فالأول لم يستفد من علمه ولا فقهه إذ لو كان عالما فقيها لحجزه علمه وفقهه فإن وجدت عالما مستعليا علي الناس بعلمه فاعلم أنه لا فقه له. ولا بركة في علمه والثاني محبط لعمله. فإن وجدت عابدا مستعليا علي الناس بعبادته فاعلم أنه جاهل مغرور مخدوع بنفسه محبط لعمله يقول تعالي: "ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا".
مع المفتي
يستحب قضاء صلاة التراويح لمن فاتته. لحديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - صلي الله عليه وآله وسلم - إذا لم يصل من الليل. منعه عن ذلك النوم أو غلبته عيناه. صلي من النهار ثنتي عشرة ركعة".
دعاء
اللهم عاملنا بما أنت أهله. ولا تعاملنا بما نحن أهله. فإنك أنت أهل التقوي وأهل المغفرة.
حديث شريف
قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إنَّ الرفق لا يكونُ في شيء إلا زانهُ. ولا يُنزعُ من شيء إلا شانهُ".
رواه مسلم
مَنْ زرع حصد
قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: ويل لمن كانت همه. والخطايا عمله. كيفما يقدم غداً. بقدر ما تحرثون تحصدون.
نعمة الجوع
دخل أبوهريرة علي رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وهو يصلي جالسا. فقال يا رسول الله أراك تصلي جالساً فما أصابك؟. قال: الجوع يا أبا هريرة: فبكيت. فقال: لاتبك يا أبا هريرة فإن شدة الحساب يوم القيامة لايصيب الجائع إذا احتسب في دار الدنيا.
الكيِّس الفطن
قال الحسن البصري - رحمه الله - المؤمن الكيس الفطن الذي كلما زاده الله احسانا ازداد من الله خوفا.
شرف العلم
قال علي بن ابي طالب - كرم الله وجهه - كفي بالعلم شرفا أن يدعيه من لا يحسنه.
حقيقة الإيمان
قال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - الإيمان نصفان. نصف صبر ونصف شكر.
طول الأمل ينسي الآخرة
قال علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - أخوف ما أخاف عليكم اثنتان: طول الأمل واتباع الهوي فطول الأمل ينسي الآخرة وأما اتباع الهوي فيصد عن الحق.
سرك بيدك
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من كتم سره كان الخيار بيده ومن عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء الظن.
الصلاة في جوف الليل
قال الحسن البصري - رحمه الله - ما رأيت شيئا من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل.
القلوب أوعية
قال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - إنما هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره.
طوق النجاة
قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عجبا لمن يهلك ومعه النجاة قيل له: وما هي؟ قال: التوبة والاستغفار.
الزاهد
قال ابن المبارك - رضي الله عنه - الزاهد هو الذي ان أصاب الدنيا لم يفرح وان فاتته لم يحزن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.