■ كتبت: هاجر عبدالوهاب تستضيف قاعة آرت كورنر معرضًا جماعيًا بعنوان «شخوص وأماكن» يجمع بين ثنائية البشر والحجر هذه الثنائية التي تستطيع من خلالها أن ترصد ثقافة وحياة أي مجموعة من البشر، ويجمع المعرض مجموعة متنوعة من الفنانين التشكيليين المصريين والعرب. ■ لوحة الرجل المسن لعمرو عيسى ويستعرض الفنانون من خلال أعمالهم التشكيلية العلاقة العميقة بين الإنسان والمكان، وبين ملامح الذات وظلال الذاكرة، ويتنوع الطرح في المعرض الجديد الذى يمتد حتى مطلع يوليو المقبل، بين مدارس الفن التشكيلي المختلفة (التعبيري والسريالي والواقعي)، مما يخلق حوارًا فنيًا غنيًا حول مفاهيم الهوية والانتماء. ■ لوحة «العروس» ■ لوحة مرح لشيرين عبدالله «شخوص وأماكن» يجمع بين نبض الإنسان وهمس المكان فى توليفة مميزة، حيث تمتزج الذاكرة الشخصية بالذاكرة الجمعية عبر لوحات تنطق بالحياة، وتستدعى الزمن عبر الألوان والظلال، فهو دعوة للتأمل فيما يربطنا بالأماكن، وما تختزنه وجوهنا من حكايات صامتة، تنتظر أن تحكى بلغة الفن. خمسة فنانين وفنانات من مختلف التجارب والخلفيات، يقدمون عبر أعمالهم سردًا فنيًا متنوعًا لعلاقة البشر بالأماكن التى سكنوا تفاصيلها، أو تركوا فيها أثرًا، أو تركت فيهم أثرًا. ■ لوحة «العازمين» وتشارك الدكتورة شيرين جواد بعدة لوحات جرافيكية، بطلها الرئيسي المرأة، حيث تحكى عنها فى جميع حالاتها وفى كل مكان تتواجد فيه، والأماكن التى تنتقل إليها، ويسيطر على هذه الأعمال جو البهجة والفرح لعودة الفنانة إلى أرض مصر بعد رحلة سفر طويلة، فانعكست فرحتها تلك على لوحاتها من حنين وذكريات وشوق داخل منزل الجدة والبهجة التى سيطرت على معظم أعمالها مثل لوحة «العازفين» بينما تعبر لوحات أخرى عن الاحتواء والشعور بالراحة. ■ لوحة توأم الروح لمنال صبري وفي لوحة «العروس» استعادت الفنانة لمحة من الذاكرة لجدتها داخل منزلها وحولها الطيور والعصافير الملونة وهى ترعاها وتهتم بأحفادها، فنجد الجدة التى تمثل البطل (المرأة) تتصدر اللوحة مرسومة بحجم كبير تعبيرًا عن الاحتواء والأمان، واستخدمت الفنانة فى هذا العمل تقنية الجرافيك آرت اليدوية وهى عبارة عن حفر يدوى على الخشب طولى المقطع. ■ لوحة قارئة الفنجان ◄ اقرأ أيضًا | حكايات| «عبدالناصر وإبنتيه».. أسرة فنية تهتم بالفن التشكيلي أما فى لوحة تعبيرية بعنوان «توأم الروح» فتصوِّر الفنانة منال صبرى امرأتين تتقاسمان لحظة صامتة، تتدفق منهما مشاعر الدفء والحزن والارتباط العاطفى العميق.. الوجهان مرسومان بأسلوب تعبيرى تجريدى، يبرز فيه التوزيع اللونى الحاد والخطوط الجريئة، مما يضفى على اللوحة إحساسًا بالتضامن العاطفى، فيما يميل التكوين العام إلى الاستقرار رغم تناقضات الألوان، مما يعكس توازنًا داخليًا وسط اضطراب خارجى. واستخدمت الفنانة الألوان الدافئة: درجات البرتقالى، والأحمر، والأصفر، التى تهيمن على الملامح والثياب وتمنح اللوحة إحساسًا بالحيوية والدفء. ■ لوحة «تطلع» فيما تجسد لوحة «عاملات النظافة» للفنانة شيرين عبدالله مشهدًا لمجموعة من الأشخاص (عمال نظافة)، وهم واقفون أمام جدار يعكسهم كمرآة أو ربما كلوحة أخرى داخل اللوحة نفسها، هذا التكرار يخلق تأثيرًا بين الواقع والانعكاس، تظهر الشخصيات بملامح غير واضحة، ما يضفى على اللوحة الطابع الرمزى، كأن الفنانة تعمدت إخفاء التفاصيل الفردية لتسليط الضوء على الحالة الإنسانية العامة أو الدور الاجتماعى لهؤلاء الأفراد، بدلًا من التركيز على هوياتهم الشخصية. ■ لوحة «إهداء الزهور» وتوزيع الشخصيات وتكرار الألوان وتفاعلهم مع صناديق القمامة الخضراء يخلق حركة متواصلة داخل اللوحة، كما أن التكوين يوحى بعمق بصرى واضح، كأننا أمام مسرح يتكرر داخله نفس المشهد بأبعاد مختلفة. ■ لوحة «فتيات القمر» واستخدمت الفنانة اللون الأزرق الذى يسود على ملابس الشخصيات، ويرمز للعمل المشترك، وربما يعكس الثبات الخارجى رغم قسوة العمل.. أما لوحة «الرجل المسن» للفنان عمرو عيسى، فهى عمل تعبيرى بامتياز، حيث استخدم الفنان الألوان المائية على الورق لتعطى إحساسًا بالهدوء، حيث يصوّر رجلًا مسنًا جالسًا على كرسى بسيط فى حالة من الهدوء والتأمل.