■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب جميل أن تجد أسرة فنية تهتم بالفن التشكيلي، خاصة عندما يكون الأب وابنتاه فنانين وأقاموا معرضًا مشتركًا بعنوان «أنا وبناتي» بجاليري «ياسين آرت» بالزمالك، وهذا ما قام به الفنان جمال عبدالناصر وابنتاه ريم وندي، ويستمر المعرض حتى نهاية الشهر الجاري، يعد هذا المعرض بمثابة رحلة فنية تجمع بين جيلين من المبدعين، حيث يضم 20 قطعة نحتية للفنان جمال عبدالناصر و14 لوحة لابنتيه، فى حوار بصري نابض بالمشاعر والرؤى المختلفة. ■ «مركب واحدة» يتجاوز هذا المعرض كونه تجربة فنية تقليدية ليصبح مساحة للتلاقى بين الخبرة والحداثة، وبين عمق التجربة واندفاع الإحساس، يحمل كل عمل قصة من قصص العائلة، ولمسة من الحنين، ونظرة إلى المستقبل، ما يجعل هذا المعرض ليس فقط احتفاء بالفن، بل أيضًا احتفاء بالروابط الإنسانية التي تتجسد بالألوان والخطوط. ■ «تزحلق السلالم» الفنانة ريم جمال عبدالناصر اعتمدت في أعمالها أسلوبًا تعبيريًا متنوع الخامات مثل الألوان الزيتية، والأكريليك، والفحم، والباستيل، والأوراق المختلفة، حيث تركز موضوعاتها على المرأة المصرية، والعلاقات الإنسانية، والدفء الأسرى، مستلهمة من تراثها وتجربتها الشخصية داخل أسرة فنية، فهى تؤمن بحرية التعبير الفنى وتنوع الرؤى داخل العمل الواحد، كما تعكس أعمالها تفاعلًا بصريًا وإنسانيًا مع الواقع بأسلوب معاصر يحمل طابعًا خاصًا. ■ ريم جمال عبدالناصر فى لوحة «تزحلق السلالم» مشهد نابض بالحيوية والحركة لمجموعة من الأطفال يلعبون على درج داخلى متعرج، يتسم أسلوب الرسم بالطابع التعبيرى، يبرز التركيز على الحركة والانفعالات أكثر من الدقة الواقعية للتفاصيل، يرتدى الأطفال ملابس مخططة بألوان زاهية ويقومون بالتسلق، والقفز والتزحلق على «الدرابزين»، ما يمنح المشهد طاقة طفولية مبهجة، واستخدمت ريم الألوان الدافئة فى ملابس الأطفال لتبرز الحيوية والبهجة والألوان الباردة فى الخلفية، لتعطى توازنا وعمقا للمشهد الذى يحمل روح الطفولة واللعب، ويبدو كأنه يحتفى بالفوضى الجميلة التى تصنعها براءة الأطفال فى لحظات الانطلاق والمرح. ■ «التعلق» وفي لوحة «الأم البلياتشو» يحمل العمل مشهدًا مفعمًا بالحياة لمجموعة من الأطفال يتجمعون حول «الأم» التى تجلس فى المنتصف، فيبدو هنا أن الأم هى رمز الأمان محاطة بالأطفال فى مشهد يعبر عن الحب، المرح، واستخدمت الفنانة الأم كأنها محور الكون بملابس ألوانها قوية بخطوط واضحة، ويتوزع حولها الأطفال بشكل شبة دائرى وكأنهم الكواكب لتعطى إحساسا بالحركة والتدفق، واستخدمت الفنانة اللون الأزرق والفيروزى فى الخلفية حيث يوحيان بالهدوء والعمق. ■ «الأم البلياتشو» وكأن الخلفية بحر أو فضاء داخلى خيالى، واستخدمت اللون الأحمر، البرتقالى، الأخضر فى ملابس الأطفال بشكل بارز، بتدرجات مخططة، ما يخلق إحساسا بالحركة والحيوية فى اللوحة. ■ «سفرة حبنا» وفي لوحة «مركب واحد» يظهر الفنان مشهدًا رومانسيًا وحالمًا، يجمع بين رجل وامرأة يرتديان تيجانا ذهبية، فى مشهد يوحى بالملكية أو الأسطورية، يظهر الزوجان وهما يتشاركان الأرجوحة فى لحظة قرب مليئة بالدفء، فاللوحة هنا ترمز إلى الحب المتكافئ والارتباط العاطفى بين «ملك وملكة» فى عالم خاص بهما، فالنظرات المتبادلة والابتسامات المرسومة تعكس مشاعر المودة والانجذاب، ونجد فى هذا المشهد الشخصيتين متمركزتين فى وسط اللوحة مما يعزز الإحساس بالتوازن والثقة المتبادلة، استخدمت الفنانة اللون الذهبي للخلفية ليعطى فخامة ويبرز التيجان التى توحى بالحب الملكي أو الأسطورى، واستخدامها للون الأحمر الداكن يعطى دفئا للمشهد ويضفى عليه الجانب العاطفي.