تزيد التوترات فى الشرق الأوسط من التأثيرات السلبية على العديد من القطاعات الاقتصادية فى المنطقة والعالم، ومن بينها قطاع السيارات، حيث أكد الخبراء أن هذه التأثيرات بدأت تظهر وبطريقة غير مباشرة خاصة فيما يتعلق بزيادة تكاليف النقل والشحن وأسعار الطاقة، أشار خبراء السيارات إلى أن التأثيرات المحتملة للعمليات الحربية والتوترات الإقليمية على السوق المصرى ستكون طفيفة، وأن انعكاساتها ستكون على أسعار السيارات المستوردة ومكونات التجميع المحلى، بالإضافة إلى تأثيرها على سلاسل الإمداد العالمية. اقرأ أيضًا | زامبيا تسعى لجذب استثمارات شركات صناعة السيارات الكهربائية اللواء حسين مصطفى، خبير السيارات، أكد أنه لا يوجد علاقة مباشرة لقطاع السيارات فى مصر مع قطاع السيارات الإيراني، سواء على مستوى استيراد المكونات أو السيارات الكاملة، وبالتالى أى توقف أو تأثر للصناعة الإيرانية خلال العمليات الحربية لن يكون له تأثير مباشر على السوق المصري، موضحًا أن التأثير غير المباشر سيكون من خلال ارتفاع أسعار البترول عالميًا، مما سيؤدى إلى زيادة تكلفة النقل والشحن البحرى، وهذا الارتفاع سينعكس بدوره على أسعار المنتجات الموردة إلى مصر بما فيها مكونات السيارات التى يتم تجميعها محليًا، مشيرًا إلى أن هذا التأثير سيكون طفيفًا حتى لو كانت العمليات الحربية قصيرة الأمد، وهو أحد الاحتمالات المتوقعة. و أشار مصطفى إلى أن مناطق العمليات الحربية حتى الآن محصورة فى المنطقة البرية، ولكن هناك قلقًا من أن يؤدى الرد الإيرانى إلى انتقال العمليات إلى المناطق البحرية، سواء فى الخليج العربى أو البحر الأحمر، وحذر من أن أى تصعيد بحري سيزيد من صعوبة الإبحار وعمليات النقل، مما سيؤثر سلبًا على قناة السويس، التى تعانى بالفعل، مؤكدًا أن اتساع نطاق العمليات إلى الساحات البحرية قد يزيد من تأثر سلاسل الإمداد العالمية، بما فى ذلك تلك الواردة إلى مصر. وأوضح مصطفى أن التجميع المحلى سيتأثر بشكل غير مباشر بزيادة أسعار النقل وارتفاع تكلفة البترول، إلا أنه توقع أن يكون هذا التأثير قصير الأمد فى حال كانت الحرب قصيرة، وأشاد بالسياسة الخارجية المتوازنة لمصر، معربًا عن أمله فى أن تظل بعيدة عن تلك العمليات، قائلًا: حفظ الله مصر. ومن جانبه، قال المهندس علاء السبع، خبير السيارات، أن استمرار التوترات فى الشرق الأوسط قد يؤدى إلى زيادات كبيرة فى الأسعار عالميًا، خاصة فى تكاليف الشحن والطاقة، مشيرا إلى أن التصعيد بين إيران وإسرائيل المدعومة من الولاياتالمتحدة سيؤثر بشكل مباشر على حركة التجارة الدولية. وأوضح السبع، أن الممرات البحرية الحيوية بالمنطقة ستتأثر بشدة بأى اضطرابات حيث تمر عبرهما كميات ضخمة من البضائع من آسيا والصين، وأى تعطيل سيؤدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن البحرى، هذا الارتفاع بدأ يظهر بالفعل، ومن المتوقع أن يترجم إلى زيادة فى أسعار السلع المستوردة فى دول عديدة، ومنها مصر. وتابع: لم يقتصر التأثير على الشحن فقط، بل امتد ليشمل أسعار النفط العالمية، فقد شهدت أسعار البترول ارتفاعًا ملحوظًا، ومن المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع مع تزايد المخاوف بشأن إمدادات النفط والغاز، وأشار إلى أن بعض الدول التى تعتمد على الغاز قد تواجه مشكلات فى الإمدادات، مؤكدًا أن مصر شهدت بالفعل مشكلة تتعلق بالغاز مؤخرًا بسبب توقف إمدادات من أحد الحقول فى الشرق. وأكد السبع أن المخاوف والتوترات الجيوسياسية تلعب دورًا كبيرًا فى تشتيت استقرار الأسواق، و حالة عدم الاطمئنان تدفع المستثمرين والتجار إلى أخذ الحذر، مما يؤثر على حركة الأسواق وأسعار السلع والعملات فى أوقات الأزمات، غالبًا ما ترتفع أسعار الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، بينما تتأثر العملات غير الدولارية بشكل سلبى، و أعرب عن أمله فى أن تنتهى الصراعات سريعًا، مؤكدًا أن احتواء الأزمة سيساعد على استعادة الاستقرار الاقتصادى وعودة الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية.