شهدت الأسواق العالمية ارتفاعات فى العديد من المنتجات البترولية والذهب وغيرها، عقب التصعيد الإسرائيلى الإيرانى، حيث ارتفع النفط إلى نحو 77 دولارًا، بينما ارتفع الذهب بنحو 3400 دولار، ومحليًا ارتفع الذهب بقيمة 150 جنيهًا. وعلّق الخبراء على تلك الأحداث بأن التصعيد يهدد سلاسل الإمداد وأسعار الطاقة بالمنطقة العربية، مشيدين بسرعة تحرك الحكومة لحماية مصالح مصر الاقتصادية. وحذر الدكتور خالد حنفى، الأمين العام لاتحاد الغرف العربية، من تداعيات التصعيد العسكرى الأخير بين إسرائيل وإيران، مؤكدًا أن استمرار التوترات فى المنطقة قد ينعكس سلبًا على استقرار سلاسل الإمداد الخاصة بالبترول والغاز والسلع الاستراتيجية فى الدول العربية، وفى مقدمتها مصر. وقال «حنفي»، فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، إن ما حدث من ضربات يفتح الباب أمام اضطرابات محتملة فى سوق الطاقة العالمى، مرجّحًا حدوث زيادات جديدة فى أسعار البترول خلال الفترة المقبلة. وقال مصدر حكومى، إن التصعيد العسكرى المفاجئ بين إيران وإسرائيل أعاد خلط أوراق سوق الطاقة العالمى، وأحدث اضطرابات مباشرة فى حركة تداول النفط والغاز، ومصر تتابع الموقف عن كثب، وتعمل على تحجيم التأثيرات السلبية التى بدأت تلوح فى الأفق على أكثر من صعيد. وأضاف أن أسعار النفط العالمية شهدت قفزة حادة فور إعلان إيران الرد على الهجوم الإسرائيلى، حيث تجاوز سعر خام برنت حاجز 77 دولارًا للبرميل، بزيادة تتراوح بين 10 إلى 13٪ خلال ساعات معدودة، مدفوعة بمخاوف الأسواق من تعطُّل الإمدادات عبر مضيق هرمز، الذى يمر عبره ما يزيد على 20٪ من تجارة النفط العالمية. وفيما يخص تداعيات الأزمة على السوق المصرى، أوضح المصدر أن الإمدادات القادمة من إسرائيل عبر خطوط الغاز تعطّلت بشكل مؤقت، نتيجة الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها تل أبيب بعد تصعيد الوضع الأمنى، وهو ما يهدد جزءًا رئيسيًا من واردات مصر من الغاز الطبيعى، خاصة أن ما بين 40 إلى 60٪ من الغاز الذى تستورده مصر حاليًا يأتى من الحقول الإسرائيلية، عبر شبكة الأنابيب الممتدة إلى محطات الإسالة فى دمياط وإدكو. ونوّه بأن مصر قد تضطر إلى تعويض هذا النقص عبر استيراد شحنات غاز مسال من الأسواق العالمية، بأسعار أعلى من المعتاد، وأن الحكومة بالفعل تعاقدت على استيراد ما بين 40 إلى 60 شحنة غاز مسال حتى نهاية العام الحالى، بكلفة قد تتجاوز 3 مليارات دولار، ما يزيد من الضغط على الموازنة العامة. وقال إن وزارة البترول على تواصل دائم مع وزارة المالية والبنك المركزى، لضمان توفير العملة الصعبة المطلوبة لاستيراد الطاقة، خاصة فى ظل التحديات المرتبطة بتكاليف الشحن والتأمين البحرى، والتى بدأت فى الارتفاع مجددًا بالتوازى مع تصاعد التوتر فى البحر الأحمر والخليج العربى. وارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها فى نحو شهرين، أمس، مدفوعة بطلب متزايد على الملاذات الآمنة، فى ظل التصعيد الحاد فى التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط بعد الضربات الإسرائيلية الواسعة ضد إيران، حيث ارتفع سعر الذهب عالميًا بنسبة 1.10٪، ليصل إلى نحو 3423 دولارًا للأوقية، وفقًا لآخر تحديث لبيانات وكالة بلومبرج. وقال هانى ميلاد، رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية ل«المصرى اليوم»، إن أسعار الذهب شهدت منذ أمس ارتفاعًا ملحوظًا فى الأسواق المحلية، تجاوز 150 جنيهًا، مدعومًا بصعود البورصة العالمية، حيث سجل سعر عيار 21 قيمة 4800 جنيه بدلًا من 3650 جنيهًا.