مع استمرار التصعيد، تبادلت إسرائيل وإيران موجة جديدة من الهجمات الصاروخية وسط مخاوف من انزلاق المنطقة إلى كابوس الحرب الشاملة حيث توعد المسئولون الإسرائيليون طهران بدفع ثمن باهظ للدمار الواسع الذى أسفرت عنه عملية «الوعد الصادق» خاصة فى مدينة بات يام وسط تحذيرات إيرانية من جر الخليج واتساع نطاق الحرب. أعلنت السلطات الإسرائيلية إبقاء المجال الجوى مغلقًا لليوم الثالث بعدما تسببت الهجمات الإيرانية فى مقتل 13 إسرائيليًا بعضهم تم انتشال جثثهم من تحت أنقاض المبانى المنهارة حيث احتُجز عدد من الأشخاص تحتها كما أصيب 207 آخرين. اقرأ أيضًا | اندلاع حرائق في لواء القدس والساحل والشمال والجنوب بسبب صواريخ إيرانية وتعرضت مدينة بات يام لدمار واسع وقال قائد الشرطة فى منطقة أيالون وسط إسرائيل مقتل 6 أشخاص وإصابة 180 آخرين مشيرا إلى وجود 35 آخرين فى عداد المفقودين ويرجح أنهم تحت الأنقاض فى ظل تضرر عشرات المبانى والمنازل. وقال قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن الليلة قبل الماضية كانت صعبة على إسرائيل وإن فرق الإنقاذ تبحث عن ناجين تحت الأنقاض فى بات يام التى تفقدها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو حيث توعد إيران قائلا إنها «ستدفع ثمنًا باهظًا لقتل المدنيين النساء والأطفال»، وأضاف «سنحقق أهداف الحرب وسنزيل التهديد النووى الذى تمثله إيران». كما تفقد كل من الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتسوج ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير الأمن القومى إيتمار بن غفير بات يام المدمرة. وقالت السلطات إن فرق الإنقاذ الإسرائيلية مشطت أنقاض مبان سكنية مدمرة فى الغارات، بالاستعانة بالمصابيح والكلاب البوليسية للبحث عن ناجين. وكشفت صحيفة «يسرائيل هيوم» أن فرقًا طبية إسرائيلية قررت إنشاء مركز للتعرف على القتلى فى بات يام. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن «50 صاروخًا أطلقت من إيران فى الدفعة الثانية من الهجوم أمس». كما استهدفت الضربات الإيرانية معهد وايزمان الذى يعد أهم معهد للعلوم والأبحاث فى إسرائيل. من جانبه قال سكرتير الحكومة الإسرائيلية، إن إسرائيل ليست لديها القدرة على اعتراض كل الصواريخ الإيرانية، فى ظل التكلفة الاقتصادية العالية مشيرًا إلى أن أفضل وسيلة للدفاع هو الهجوم. وكان الحرس الثورى الإيرانى قد أعلن استهداف منشآت تزوّد بالوقود للطائرات المقاتلة ومراكز إمداد بالطاقة. وتوعد القائد العام للجيش الإيرانى اللواء أمير حاتمى بتوجيه ضربات حاسمة ومؤثرة ضد إسرائيل. ونقلت وكالة تسنيم للأنباء الإيرانية عن عسكرى إيرانى بارز قوله إن العمليات الإيرانية ضد إسرائيل «ستستمر بشكل أكثر تدميرًا حتى نجعل العدو يندم ندمًا شديدا». من جهة أخرى، دوت انفجارات جديدة أمس فى طهران مع استمرار الضربات الإسرائيلية لليوم الثالث على التوالى وأعلنت وسائل إعلام إيرانية تفعيل وسائط الدفاع الجوى فوق غرب وشمال غرب طهران وانتشرت مقاطع فيديو لتصاعد الدخان شرق العاصمة فيما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلى قصف مطار مهر آباد غرب طهران. جاء ذلك بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي، تحذيرًا عاجلًا إلى المواطنين الإيرانيين، دعاهم فيه إلى إخلاء المناطق القريبة من المنشآت النووية ومرافق الأسلحة فى مختلف أنحاء إيران على وجه السرعة وعدم العودة إليها حتى إشعار آخر. وقال وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس إن الجيش سيستهدف مثل هذه المواقع فى طهران وغيرها، وأضاف فى بيان أن «الديكتاتور الإيرانى يحول طهران إلى بيروت ويحول سكانها إلى رهائن من أجل بقاء نظامه»، فى إشارة إلى المرشد الأعلى آية الله على خامنئي. وعلى «إكس»، أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلى قصف منشأة نووية فى أصفهان دون تحديد موعد الهجوم أو حجم الخسائر. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش دمر أمس أكثر من 10 أهداف من نظام الأسلحة بالمرحلة الأخيرة لبرنامج إيران النووي. لكن صحيفة «يديعوت أحرونوت» نقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إن سلاح الجو يحتاج وقتا طويلا لإزالة الطبقات الحامية للمنشآت النووية الإيرانية. من جانبها، دعت الحكومة الإيرانية المواطنين للبحث عن ملجأ «فى المساجد والمدارس ومحطات المترو». وكانت سحابة كثيفة من الدخان قد غطت سماء طهران صباح أمس بعد الضربات الليلية التى قال الجيش الإسرائيلى إنها استهدفت 80 هدفًا «تتعلق بمشروع الأسلحة النووية» بما شمل «مقر وزارة الدفاع الإيرانية ومقر منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية» وغيرها. وأضاف أنه شن هجوم استباقى ضد منصات إطلاق صواريخ إيرانية كانت معدة للإطلاق. وأشار إلى استهداف بنى تحتية لصواريخ أرض-جو وأنظمة رادار للإنذار المبكر تابعة للنظام الإيرانى. وأكدت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أن وزارة الدفاع استُهدفت، وتعرض أحد مبانيها ل»أضرار طفيفة». كذلك، أعلنت وزارة النفط الإيرانية أن ضربات إسرائيلية استهدفت خزانين للوقود فى طهران، أحدهما فى شهران شمال غرب طهران، واندلع حريق فيه. من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى أن الضربة التى شنتها إسرائيل على مصفاة فى حقل بارس الجنوبى للغاز المشترك بين بلاده وقطر كانت محاولة «لتوسيع نطاق الحرب». وقال عراقجى إن «جر النزاع الى منطقة الخليج هو خطأ استراتيجى كبير. وقال خلال اجتماع مع دبلوماسيين أجانب «ندافع عن انفسنا دفاعًا مشروعًا تمامًا» مؤكدا أن إطلاق الصواريخ على إسرائيل سيتوقف حين يتوقف هجومها على إيران. واتهم مجلس الأمن ب«اللامبالاة» مضيفًا أن الحكومات الغربية «أدانت إيران بدلا من إسرائيل، رغم كونها الطرف المعتدى عليه».