في مكالمة هاتفية تُعتبر الأولى من نوعها منذ توليه الرئاسة الأسبوع الماضي، دعا الرئيس الصيني شي جين بينج نظيره الكوري الجنوبي الجديد لي جاي-ميونج إلى وضع العلاقات الثنائية على "المسار الصحيح" والعمل مع بكين لدعم التعددية والتجارة الحرة، في خطوة تُظهر رغبة الصين في تعزيز علاقاتها مع سيول وسط تصاعد المنافسة مع الولاياتالمتحدة. وخلال المكالمة التي أجريت اليوم الثلاثاء 10 يونيو، وصف شي جين بينج البلدين بأنهما "جيران مقربان لا يمكن الفصل بينهما"، مؤكداً أن الجانبين يجب أن يحترما المصالح الأساسية والاهتمامات الرئيسية لكل منهما. وقال الرئيس الصيني وفقاً لبيان صادر عن بكين: "احترام المصالح الأساسية والاهتمامات الرئيسية لكل من الطرفين سيساعد في الحفاظ على المسار الصحيح للعلاقات الثنائية وضمان التقدم المستقر". وأضاف شي جين بينج أن "العلاقة الصينية-الكورية الجنوبية الصحية والمستقرة والمتعمقة باستمرار تتماشى مع اتجاهات العصر، وتخدم المصالح الأساسية لكلا الشعبين، وتساهم في السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي والعالمي". وقد تولى لي جاي-ميونج، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع كشخصية معتدلة تجاه الصين، منصب الرئاسة في الرابع من يونيو بعد فوزه في انتخابات مفاجئة أُجريت إثر فشل سلفه يون سوك-يول في فرض الأحكام العرفية. وخلال حملته الانتخابية، دعا لي إلى تبني "دبلوماسية براجماتية" ووجه انتقادات حادة ليون ل"استعداء الصين دون مبرر"، علماً بأن الصين تُعتبر الشريك التجاري الأول لكوريا الجنوبية، وذلك من خلال تحالفه العسكري مع الولاياتالمتحدةواليابان وموقفه التصادمي تجاه بكين. وفي خطاب التنصيب، وعد لي بالتعامل مع العلاقات مع البلدان المجاورة من "منظور المصلحة الوطنية والبراجماتية"، بعد أن تعهد خلال الحملة الانتخابية بتحسين العلاقات مع الصين مع الحفاظ على التوازن بين القوتين العظميين. وقد أرسل شي جين بينج رسالة تهنئة إلى لي فور فوزه في الانتخابات، معرباً عن رغبته في تعزيز العلاقات، مع الاعتراف بسيول كلاعب إقليمي وعالمي رئيسي. وبحسب المتحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية كانج يو-جونج، "أعرب لي عن الأمل في أن تعمل كوريا الجنوبيةوالصين بنشاط على تعزيز التبادل والتعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والأمن والثقافة والتبادل بين الشعوب، على أساس روح المنفعة المتبادلة والمساواة". وكان لي قد تحدث بالفعل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، وسيحضر الأسبوع المقبل قمة مجموعة السبع في كندا، والتي ستكون اختباراً مبكراً لكيفية تخطيطه للتنقل بين واشنطنوبكين وسط الضغوط المتزايدة. ووفقاً لاستطلاع رأي كلفته صحيفة "كوريا تايمز" الأسبوع الماضي، قال 49 في المائة من المستطلعين إن تعزيز التحالف مع واشنطن يجب أن يكون الأولوية الأولى للسياسة الخارجية للرئيس الجديد. وجاء تعزيز الدبلوماسية متعددة الأطراف من خلال مجموعة السبع والناتو في المرتبة الثانية بنسبة 20 في المائة، تلاه تحسين العلاقات مع الصين بنسبة 18 في المائة وحل النزاعات التاريخية مع اليابان بنسبة 10 في المائة.