تعهد الرئيس الكوري الجنوبي الجديد لي جاي-ميونج، في خطاب تنصيبه، اليوم الأربعاء 4 يونيو، "بمداواة الجراح" والتواصل مع كوريا الشمالية المسلحة نوويا. وقال الرئيس اليساري الوسطي إن الحمائية تُشكّل تهديدا وجوديا لرابع أكبر اقتصاد في آسيا. يعتمد اقتصاد كوريا الجنوبية بشدة على التصدير وقد تضرّر من فوضى التجارة العالمية التي أشعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. اقرأ أيضًا: a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4630865/1/%D9%85%D9%81%D9%88%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1" target="_blank" title="مفوض التجارة الأوروبي: زيادة الرسوم الأمريكية على الصلب "لا تخدم" المفاوضات"مفوض التجارة الأوروبي: زيادة الرسوم الأمريكية على الصلب "لا تخدم" المفاوضات وتُعدّ هذه الاضطرابات التجارية إلى جانب التوترات مع الجارة الشمالية من التحديات التي تواجه هذا العامل السابق البالغ 60 عاما والذي فاز بأغلبية ساحقة في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي أُجريت الثلاثاء في ختام أزمة سياسية استمرت ستة أشهر ونجمت من محاولة الرئيس السابق يون سوك-يول فرض الأحكام العرفية. نال لي جاي-ميونج 49,42% من الأصوات بحسب نتائج نهائية نشرتها لجنة الانتخابات، متقدما بفارق كبير على المحافظ كيم مون-سو الذي حصل على 41,2% من الأصوات وسارع للإقرار بهزيمته. وبدأ لي يومه الأول كرئيس وقائد للجيش بإحاطة هاتفية مع القيادة العسكرية، مؤكدا رسميا تسلمه دفة القيادة. وخلال المكالمة، حض الرئيس الجديد الجيش الكوري الجنوبي على الحفاظ على "حالة التأهب" تحسبا من استفزازات بيونج يانج، لكنه أكد في أول خطاب رئاسي له استعداده للحوار. وقال "سنُداوي جراح الانقسام والحرب، ونُرسي مستقبلا يسوده السلام والازدهار... مهما كلّف الأمر، فالسلام خير من الحرب". وأكّد الرئيس الجديد أنّ بلاده "ستردع الاستفزازات النووية والعسكرية الكورية الشمالية، وستفتح قنوات اتصال، وستسعى إلى الحوار والتعاون لبناء السلام في شبه الجزيرة الكورية". تفاعلت الأسواق المالية بشكل إيجابي مع الانتخابات، وارتفعت بورصة سيول وعملتها الوون، على الرغم من تولي لي جاي-ميونج منصبه قبل ساعات فقط من دخول رسوم جمركية أميركية بنسبة 50% على صادرات الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ، وهما قطاعان مهمان لكوريا الجنوبية. تغيير جوهري وأشار المحلل الرئيسي في المعهد الكوري للتوحيد الوطني هونج مين إلى أن تصريحات لي جاي-ميونج بشأن كوريا الشمالية تُمثل "تغييرا جوهريا" مقارنة بمواقف سلفه يون سوك يول الأكثر تشددا، إذ لم يضع على الفور شروطا مسبقة للحوار مع بيونج يانج. وأقام الرئيس الجديد حفل تنصيب متواضع في الجمعية الوطنية، في المكان نفسه الذي نشر فيه يون قوات في مطلع كانون الأول/ديسمبر عندما حاول تعليق الحكم المدني. ثم أعلن لي تعيين أعضاء رئيسيين في إدارته بينهم مستشاره المخضرم كيم مين-سوك رئيسا للوزراء، ووزير التوحيد السابق لي جونج-سوك رئيسا للاستخبارات. وعلى الصعيد الدبلوماسي، سارع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى تهنئة لي، وأعرب عن أمله في التعاون مع الرئيس الجديد الذي سعى سابقا إلى النأي بنفسه عن الولاياتالمتحدة. ووصف البيت الأبيض في بيان أرسله إلى وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء، الانتخابات بأنها "حرة ونزيهة". لكنه أضاف أن "الولاياتالمتحدة لا تزال قلقة ومعارضة لتدخل الصين وفرض نفوذها على البلدان الديموقراطية حول العالم". وهنأ الرئيس الصيني شي جينبينج لي جاي-ميونج، مؤكدا "الأهمية الكبرى لتنمية العلاقات بين الصينوكوريا الجنوبية"، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية. وقال شي "الصين مستعدة للعمل بحزم مع كوريا الجنوبية من أجل... الحفاظ على مسار الصداقة وحسن الجوار ... والمنفعة المتبادلة". وانتشرت نظريات المؤامرة في كوريا الجنوبية في الأشهر الأخيرة بشأن تدخل صيني مزعوم في سياسات البلاد. وأعلن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا أنه يريد "تمشيط" العلاقات بين سيول وطوكيو، فيما أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أنه يتطلع إلى تعزيزها. اتجاه أكثر إيجابية تولى لي جاي-ميونج السلطة فيما يتمتع حزبه بأغلبية برلمانية - مضمونة في السنوات الثلاث المقبلة - ما يعني أنه سيكون قادرا على تنفيذ أجندته التشريعية. وفي شوارع سيول رحّب الكوريون الجنوبيون بالانفتاح الدبلوماسي الذي أعرب عنه لي تجاه كوريا الشمالية. وقال تشوي كي-هو (55 عاما) لوكالة فرانس برس "بما أن اقتصادنا والعديد من جوانب مجتمعنا الأخرى مرتبطة ارتباطا وثيقا بحالة العلاقات بين الكوريتين، آمل أن نتمكن من تبني رؤية طويلة الأمد والتحرك في اتجاه أكثر إيجابية". وقالت لي جو-يون، وهي موظفة في الثانية والأربعين من عمرها إنه "يتعين على الرئيس الجديد أن يكرّس جهوده لتوحيد أمتنا المنقسمة".