استضافت الصين، اليوم الثلاثاء، زعيمي الجارتين اللدودتين كوريا الجنوبيةواليابان، في مسعى لتشجيع المصالحة بين طوكيو وسيئول حليفتي أمريكا الرئيسيتين في المنطقة. عقدت القمة الثلاثية في مدينة تشنغدو في جنوب غرب الصين، وشهدت أول لقاء بين رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن منذ 15 شهرا، وتطرق الاجتماع أيضا إلى التحدي الإقليمي بشأن نووي كوريا الشمالية. ووصلت العلاقات بين سيئول وطوكيو إلى أدنى مستوياتها في الأشهر الأخيرة بسبب خلافات تجارية وأخرى متعلقة ب"نساء المتعة" خلال فترة احتلال اليابان لشبه الجزيرة الكورية بين عامي 1910 و1945. وأعرب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن في اجتماع مع نظيره الصيني شي جين بينج في بكين الاثنين عن "تقديره الشديد" لدور بكين الهام في "ضمان نزع السلاح النووي والسلام في شبه الجزيرة الكورية"، حسبما ذكر موقع روسيا اليوم. أما رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، فقال في اجتماعه المنفصل مع الرئيس الصيني الاثنين في بكين، إن الصينواليابان تتحملان "مسؤولية كبيرة من أجل السلام والاستقرار والازدهار" في المنطقة. وكان آبي قبيل مغادرته متوجها إلى الصين قد أبلغ الصحافيين في مكتبه أن العلاقات مع سيئول لا تزال "مقطوعة". وقال "لكن بالنظر إلى المناخ الأمني في شرق آسيا، أدرك أن العلاقات بين اليابانوكوريا الجنوبية وأيضا العلاقات بين اليابان والولايات المتحدةوكوريا الجنوبية أمر هام". وتظلل العلاقات بين اليابانوكوريا الجنوبية حقبة استعمارية يابانية وحشية امتدت على مدى 35 عامًا وشهدت استخدام كوريات كعبدات جنس إضافة إلى إجبار الكوريين على العمل القسري، وهي فظائع لا تزال تثير استياء الكوريين حتى اليوم. وبدأت العلاقات بالتدهور في الأشهر الأخيرة بعد سلسلة أحكام أصدرتها محكمة في كوريا الجنوبية، قضت بإلزام الشركات اليابانية دفع تعويضات لضحايا العمل القسري في زمن الحرب، وهو ما أغضب طوكيو التي تصر على تسوية الخلاف بموجب معاهدة عام 1965 بين البلدين. ولاحقًا هددت سيئول بالانسحاب من اتفاق رئيسي لتبادل المعلومات العسكرية، إلا أنها عادت وتراجعت في نوفمبر ووافقت على تمديده لكن "بشروط".