بالتزامن مع حرب الإبادة التى مازالت تقوم بها إسرائيل للبشر والحجر فى غزة، أقدم جيش الاحتلال على اختراع وسيلة جديدة لإبادة أهالي غزة تحت سمع وبصر العالم من خلال استراتيجية إرهابية وهي تحويل نقاط توزيع المساعدات بالآلية الأمريكية الجديدة إلى مصائد موت جماعى للفلسطينيين الجوعى. فمنذ بدأ عمل «هيئة غزة الإنسانية» المشبوهة والمدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا والتى اخترعتها إسرائيل لإقصاء المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة في 27 مايو الماضى قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي في مراكز توزيع المساعدات أكثر من 102 فلسطيني وجرح المئات، واختفى عدد غير معلوم من الفلسطينيين في مواقع التوزيع التي يسيطر عليها جيش الاحتلال وسط وجنوب القطاع. فمجرد أن تصل أفواج من الفلسطينيين الجائعين بعد أن قطعوا مسافات طويلة للحصول على الطعام لمواقع مراكز المساعدات الموجودة في مناطق يحتلها الجيش الإسرائيلي يمطرهم الاحتلال بالرصاص ويرتكب بحقهم أفظع المجازر على الهواء مباشرة، فمنهم من يعود شهيدًا ومنهم من يعود بكيس دقيق تغطيه الدماء. جيش الاحتلال ارتكب مجازر عدة في مراكز توزيع المساعدات كان آخرها فجر الثلاثاء الماضى حيث نفذ الاحتلال مجزرة مروعة بحق أفواج من الجوعي بمدينة رفح، راح ضحيتها 27 شهيدًا وأكثر من 90 مصابًا حيث ارتفعت حصيلة شهداء المساعدات الأمريكية الإسرائيلية إلى 102 شهيد و490 مصابًا خلال 8 أيام فقط بعد أن تحولت مراكز توزيع الطعام لمصائد للموت. قبل اللجوء لهذه الخطة دعم الجيش الإسرائيلي ومكن العصابات المسلحة الخارجة عن القانون لإشاعة الفوضى بين السكان ونهب المساعدات. وقد حذرت الأممالمتحدة من الخطة الإسرائيلية الأمريكية قائلة إنها ستقيد وصول المساعدات الغذائية القليلة لمناطق محدودة من غزة. كما تعرض المدنيون الفلسطينيون للخطر بإجبارهم على السير لأميال عبر مناطق عسكرية إسرائيلية للوصول للغذاء. كما أن النظام الجديد لتوزيع المساعدات سيسهل الخطط الإسرائيلية لتهجير سكان شمال غزة، لأن مواقع توزيع الطعام ستكون محصورة في مناطق معينة بالجنوب فقط. ورغم أن ما يجري هو استخدام متعمد للمساعدات كأداة للقتل والتطهير الجماعي، وهو ما يرقى لجريمة إبادة بموجب المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948 لكن لا أحد يبالى!