وسط زحام القاهرة الكبرى، وطوابير الانتظار أعلى الطريق الدائري، ظهرت تجربة جديدة غيرت مفهوم المواصلات العامة، وقضت على العديد من المشاكل التى تواجه المواطنين، وهو التشغيل التجريبى للأتوبيس الترددى على الطريق الدائرى كمرحلة أولى 14 محطة بطول 35 كيلومتراً تبدأ من تقاطع إسكندرية الزراعى وحتى أكاديمية الشرطة. الأتوبيس الترددى لا يقدم وسيلة مواصلات فقط، بل تجربة جديدة تدخل مصر لأول مرة، أتوبيسات كهربائية مكيفة، مسارات مُخصصة، ومحطات على أعلى مستوى.. تجارب المواطنين كانت المؤشر الحقيقى لأهمية المشروع وكثافة الإقبال دليل على أن الأتوبيس الترددى حل أزماتٍ كبيرة عانى منها المواطنون من انتظار طويل وزحام واستغلال الميكروباص وغيرها. «بصراحة مكنتش متوقع إن الموضوع هيبقى كده».. بهذه الكلمات وصف عبد الرحمن محمد، موظف بشركة خاصة، تجربة استخدام الأتوبيس الترددى لأول مرة عند الذهاب إلى عمله بالقاهرة الجديدة، واستقل الأتوبيس من مسطرد حتى أكاديمية الشرطة، وقال محمد: «الرحلة أخدت وقتا أقل بكتير من العادي، والأتوبيس مكيف ونظيف فعلًا، والكرسى مريح كأنك راكب عربية خاصة بسعر المواصلات العامة ومناسب». وأضاف: أن الأتوبيس وفر له جواً مناسباً انه يراجع شغله على الموبايل واستغل وقت الرحلة، وأشار إلى أن شكل وتصميم المحطات مميز وشكلها حديث واجهة مشرفة لمصر أن يكون عندها مشروع زى ده، بالإضافة لشاشات داخل المحطات وداخل الأتوبيس تقدر تعرف منها بيانات الرحلة. وأوضح أن المسار المستقل يمثل ميزة كبيرة جداً ويوفر الوقت ويبعدك عن الزحمة على الدائري، لكن للأسف فى ناس كتير من العربيات والميكروباصات وغيرها بتدخل مسار الأتوبيس الترددى ولازم يكون فى غرامة لكل واحد يقتحم مسار الأتوبيس. «كنت متردداً فى الأول، لكن قلت أجرب بدل الميكروباصات اللى دايمًا زحمة ومش مضمونة».. هكذا قال إبراهيم السيد، طالب جامعي، عن قراره باستخدام الأتوبيس الترددى بعد ما سمع عن المشروع من أصدقائه، وأكد أنه استقل الأتوبيس من محطة المرج وحتى محطة عدلى منصور، وأشار إلى ان التجربة كانت مُميزة .. والمحطات منظمة «كأنك داخل المترو»، تذاكر إلكترونية وبوابات وكل البيانات والمعلومات مكتوبة بوضوح. وأضاف: أن الأتوبيس نظيف ومكيف و له مواعيد، وهو بديل ممتاز عن انتظار الميكروباصات بالساعات فى بعض الأحيان والزحام وأزمة تقطيع الأجرة، وأشار إلى أن مسار الأتوبيس كان شبه فاضى .. وناس كتير محترمة التزمت انها متدخلش مسار الأتوبيس لكن فى ناس عشوائية لازم يكون ليهم عقاب انهم بيعطلوا وسيلة مواصلات عامة بدخولهم المسار وفى بعض الأحيان المحطات، وقال: «لو الخدمة دى استمرت بنفس الشكل، أنا هخليها وسيلة تنقلى الأساسية.» «مش مضطر تبقى تحت رحمة سواقين الميكروباص».. أكد أحمد علي، صاحب محل فى بهتيم، أن أهم مميزات الأتوبيس الترددى أنه أنقذ الناس من سواقين الميكروباصات واستغلالهم لفترات الزحمة وتأخير الناس عن شغلها، ويرفعوا الأجرة أو يقطعوا المسافات، وأشار إلى أن سعر تذكرة الأتوبيس الترددى منافسة جدًا وأصبح فيه بديل محترم للميكروباصات. وأضاف: انه استقل الأتوبيس الترددى لمدة يومين من بهتيم حتى عدلى منصور، وأن انضباط المواعيد مكنه من تحديد مواعيد لشغله بشكل أفضل بسبب قلة فترات الانتظار، وأشار إلى إحساسه بالأمان داخل الأتوبيس ووجود كاميرات للمراقبة والتزام سائقى الأتوبيس بتعليمات المرور. «نفسى المشروع يتوسع ويبقى له خطوط أكتر».. بهذه الكلمات عبر سيد محمود، موظف، عن سعادته بتشغيل الأتوبيس الترددي، وقال: انه من أوائل من استخدموا الأتوبيس الترددى لما اشتغل على الطريق الدائرى من أول يوم.