وسط زحام القاهرة المزمن، وعلى الطريق الدائري الذي لطالما ارتبط في أذهان المواطنين بالانتظار الطويل والتكدس، انطلقت خدمة الأتوبيس الترددي الكهربائي، لتحمل معها وعدًا جديدًا بالنظام، والراحة، وتوفير الوقت والمال. «المصري اليوم» استقلت الأتوبيس في أول أيام التشغيل بالركاب، وكانت المفاجأة واضحة في أعين العاملين بالمحطات: «ماكناش متوقعين الإقبال ده». محطة إسكندرية الزراعي محطة إسكندرية الزراعي، المحطة، التي تُعد الأخيرة على أحد خطوط التشغيل، تستقبل الركاب على طابقين: شباك التذاكر تحت الطريق، وسُلَّم داخلي يصعد بالركاب للأتوبيس أعلى الدائري في أمان كامل، وبمجرد قطع التذكرة التي تختلف أسعارها حسب المسافة (5 جنيه ل4 محطات، 10 جنيه ل9 محطات، و15 جنيه ل14 محطة)، يمر الراكب من خلال ماكينات إلكترونية حديثة، تُشبه تمامًا تلك الموجودة في مترو الأنفاق. وقالت عاملة في المحطة بابتسامة عريضة: «في إقبال كبير من المواطنين مكناش متوقعينه في أول أيام التشغيل، وردود الأفعال إيجابية جدًا». من مؤسسة الزكاة إلى شبرا: «ساعتين انتظار انتهوا» حمادة صديق أحمد، فني معدات، كان من أوائل الركاب في جولتنا، قال: «أنا بركب من مؤسسة الزكاة لشبرا، وكنت ممكن أقف ساعتين على الدائري أستنّى ميكروباص، والشمس بتتعبني، وكنت بركب كذا مواصلة، لكن الأتوبيس مريح وبيوفر وقت، المشوار اللي كنت باخده في ساعة، دلوقتي بوصل في 20 دقيقة، ده غير إن فيه تكييف وخدمة كويسة، وكل العاملين متعاونين». من كلية الزراعة للسلام: «الفلوس والوقت بقوا في الجيب» محمد أحمد سمير كان يقطع مشواره من كلية الزراعة للسلام بمواصلتين على الأقل وتكلفة 30 جنيه، لكنه اليوم اكتشف بديلًا أرخص وأنظف، قائلا: «بقيت أركب من كلية الزراعة للدائري ب5 جنيه بس، كمان الأتوبيس مش بيقف غير في محطات محددة، عكس الميكروباص اللي بيضيع وقت في كل مكان، ومش بستنى في الشمس، وبلاقي الأتوبيس بسهولة، والمعاملة راقية». ناجي: «الأتوبيس أنضف ومواعيده محدده» أما شريف ناجي، مدير إداري في إحدى الشركات، فاستغنى عن الميكروباص تمامًا، قائلا: «كنت بركب من البيت لموقف العاشر، ومنه للمؤسسة، دلوقتي باخد الباص، أنضف وأفضل، وفي مواعيد محددة، ومش بستنّى في الشمس، ولو النظام ده استمر، المشروع هينجح جدًا». طالب من بهتيم: «بس في مشكلة» حمزة حسين، طالب نظم معلومات إدارية، وصف التجربة بأنها ممتازة، لكن أشار لملاحظة مهمة قائلا: «الأتوبيس فكرة حلوة، وبيركب من محطات محددة، بيوفر وقت وزحمة، بس في ناس بتدخل تمشي في المسار المخصص للأتوبيس، وده بيعطلنا، ياريت الناس تلتزم». من 1040 إلى 600 جنيه شهريًا: الطالب «المرتاح» عمر شريف عبدالنبي، طالب زراعة عضوية، حسبها بدقة: «كنت بركب 4 مواصلات في اليوم رايح جاي، بدفع 40 جنيه يوميًا، يعني حوالي 1040 في الشهر، لكن مع الأتوبيس بدفع 24 جنيه بس في اليوم، يعني وفرلي كتير، وكمان بيوصلني في وقت محدد، وده بيفرق في أيام الامتحانات، كنت بستنى ساعة، والطريق بياخد 20 دقيقة». «سواق الأتوبيس»: الناس مبسوطة.. بس التزموا بالمسار سائق الأتوبيس الترددي قال ل«المصري اليوم»: «الإقبال كبير، والناس فرحانة بالمشروع، بيقولوا سريع وأرخص من الميكروباص، بس مشكلتنا إن العربيات العادية بتمشي في مسارنا، وده بيعطلنا، نتمنى الناس تلتزم». في نهاية الجولة، تكرر على لسان أكثر من راكب جمل واضحة منها «أخيرًا لقيت حاجة توديني الشغل»، «ياريت الأتوبيس ده يبقى في الصعيد كمان»، «نتمنى يمتد أكتر ويغطي خطوط تانية».