وُلد حلم جديد على الطريق الدائري، بعد أن كانت الفوضى تكتب فصولها اليومية من الزحام والانتظار، والميكروباصات المتوقفة على جانبى الطريق مثل جلطة فى أهم شرايين القاهرة الكبرى، ليظهر الأتوبيس الترددى أخيرًا يشق قلب القاهرة ويبدأ تشغيل المرحلة الأولى منه تجريبيًا دون ركاب من تقاطع الطريق الدائرى مع طريق الإسكندرية الزراعى وحتى محطة أكاديمية الشرطة بطول 35 كم.. الأتوبيس الترددى ليس مجرد وسيلة عادية ولكنه تجربة حضارية، مشروع يحمل فى داخله ملامح المستقبل الأخضر الصديق للبيئة، أبواب زجاجية تُفتح تلقائيًا، مقاعد نظيفة، شاشات تعرض وجهتك بدقة، وسائق لا يلتفت إلا للطريق المرسوم على المسار، لنبدأ عصرا جديدا من وسائل النقل تكتب حكايته بالكهرباء. اقرأ أيضًا| هل الأتوبيس الترددي بديل لمترو الأنفاق على الدائري؟.. كامل الوزير يجيب «الأخبار» كانت على متن الأتوبيس الترددى BRT، سنصطحبكم معنا فى رحلة نكشف بها تفاصيل محطاته وأهم مميزاته لخدمة المواطن، بدأت الرحلة من محطة إسكندرية الزراعى وهى محطة دخولها عبر نفق مشاة من الأسفل، تصعد على مستوى المحطة لتجد شباكا للتذاكر خلف مكتب زجاجي، تحصل على التذكرة والتى تكون عبارة عن «كيو آر كود» تعبر من خلاله ماكينات دخول المحطة، وتبلغ قيمة التذكرة 5 جنيهات لكل 4 محطات، و10 جنيهات ل 9 محطات و15 جنيها ل 14 محطة عدد محطات المرحلة الأولى بالكامل. أبواب كهربائية حيث تنتظر فى المحطة لحين قدوم الأتوبيس والذى يقف بمحاذاة بابى المحطة لتفتح المحطة أبوابها ويفتح الأتوبيس الأبواب ليعبر الراكب الى الأتوبيس المكيف، تتميز جميع المحطات بتجهيزات حديثة، تشمل شاشات عرض إلكترونية لعرض مواعيد الأتوبيسات، وأنظمة تذاكر إلكترونية، كما تكون المحطة مشتركة للركاب فى الاتجاهين، حيث يوجد بابان على اليمين وآخران على اليسار للاتجاه الآخر. انطلقنا بعد ذلك عبر المسار فى رحلة على ال14 محطة التى تم تشغيلها تجريبيًا، حيث تتنوع طرق دخول المحطات من خلال نفق أو كوبرى مشاة، فهناك 11 محطة بنفق مشاة وهى إسكندرية الزراعي-العقيد أحمد عبد الرحيم-شبرا بنها-مسطرد-الخصوص-المرج-القلج-مؤسسة الزكاة-الفريق إبراهيم العرابي-السلام وطريق السويس، بالإضافة لمحطة عدلى منصور وهى محطة غير نمطية، ومحطتين عبر كوبرى للمشاة وهما بهتيم وأكاديمية الشرطة. خلال رحلتنا عبر الأتوبيس الترددي، كان النظام هو المعيار الأساسي، فالسائقون مدربون للتعامل مع الاتوبيسات الكهربائية ويرتدون زيًا موحداً فى مظهر حضاري، وملتزمون بتعليمات المرور مثل ارتداء حزام الأمان وغيرها، كما ان الاتوبيسات مكيفة ومزودة بكاميرات مراقبة مرتبطة بالغرفة المركزية فى محطة عدلى منصور، وشاشات لعرض مسار الرحلة، وشاشة أمام السائق لمراقبة الركاب، كما تتوافر مقاعد مخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة والأطفال، بالإضافة إلى أماكن مخصصة للحقائب. زمن التقاطر وسيكون زمن التقاطر بين الاتوبيسات 3 دقائق بما يعادل 20 أتوبيسا فى الساعة وستصل مدة التقاطر إلى دقيقة ونصف دقيقة فى أوقات الذروة؛ وسيعمل خلال المرحلتين الأولى والثانية من المشروع 100 أتوبيس كهربائى تصل سعة كل أتوبيس إلى 66 راكبا بما يعادل 5 ميكروباصات، وذلك لنقل 3200 راكب بالساعة فى الاتجاهين. المميز فى المشروع ان جميع المحطات مكوناتها مصرية والأتوبيسات تمت صناعتها محليا فى مصر 100%، بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، للعمل على توطين مختلف الصناعات، ومنها صناعة الأتوبيسات وعدم استيراد أى اتوبيسات من الخارج. 3 مراحل تفاصيل ومراحل المشروع شرحها المهندس محمود الشيخ، مدير المشروع، حيث أكد أن المشروع بالكامل يبلغ طوله 110 كيلومترات، ويتم تنفيذه على 3 مراحل ويضم 48 محطة، بالإضافة إلى مواقف ومحطة شحن رئيسية و3 محطات شحن فرعية، وأشار إلى أن المرحلة الأولى والتى تم تشغيلها تجريبيًا هى 14 محطة من اسكندرية الزراعى وحتى أكاديمية الشرطة، والمرحلة الثانية التى جار العمل بها هى 21 محطة فى المسافة من المشير طنطاوى حتى تقاطع الفيوم والمرحلة الثالثة 13 محطة، وذلك فى المسافة من إسكندرية الزراعى حتى إسكندرية الصحراوى بعد انتهاء التوسعة والتطوير فى تلك المسافة. وسيساهم المشروع فى ربط التقاطعات الرئيسية على الطريق الدائري، مثل تقاطع السويس، وتقاطع عدلى منصور، وتقاطع المرج، وتقاطع مسطرد، ويربط شرق وغرب القاهرة الكبرى والمرور بالعاصمة الإدارية الجديدة، ويتكامل مع وسائل النقل الأخرى؛ حيث يتبادل الخدمة مع مترو الخط الأول فى محطتى الزهراء والمرج، ومترو الخط الثالث فى محطتى عدلى منصور وإمبابة، ومع القطار الكهربائى الخفيف LRT فى محطة عدلى منصور. تشغيل تجريبي من جانبه، أكد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء، وزير الصناعة والنقل، أن المرحلة الأولى التى تم تشغيلها تجريبياً دون ركاب تضم 14 محطة بطول 35 كيلومترا، وسوف تفتح أبوابها أمام الركاب بداية من 1 يونيو المقبل، وأنه من المخطط الانتهاء من المرحلة الثانية فى 30 يونيو قبل افتتاح المتحف الكبير وتشغيلها تجريبيًا دون ركاب فى 1 أغسطس، وبداية من 1 أكتوبر المقبل ستكون المرحلتان الأولى والثانية تنقلان الركاب على الطريق الدائري. وأضاف أن المرحلة الأولى التى تم تشغيلها هى ثلث المشروع، ولكن المرحلة الثانية تعد أكبر من المرحلة الأولى، وتشكل القوس الجنوبى للطريق بكامله، مروراً بالقاهرة الجديدة والمعادى والجيزة و المريوطية والمنصورية حتى طريق الفيوم، ثم استكمال محطتين أخريين بطريق الواحات مع الدائرى بمنطقة كوبرى زويل، ثم وصولاً إلى محطة المتحف المصرى الكبير وهى آخر محطات المرحلة الثانية من المشروع، بحيث نكون قد انتهينا بالفعل من 75% من المحطات والطريق السطحي.. وأوضح أن الأتوبيس الترددى يُعد الخط الخامس لشبكة مترو الأنفاق لأنه يربط بين كافة خطوط المترو، ويكون لدينا شبكة كاملة من وسائل النقل الجماعى الأخضر المستدام، الكهربائية بالكامل، والتى تربط كل أنحاء القاهرة بعضها ببعض، وتربط القاهرة بكل المحاور الخارجية التى تصل بالركاب من كل محافظات مصر، وأشار الوزير إلى أن منظومة الأتوبيس الترددى بالكامل ستستوعب 200 أتوبيس بتكلفة 2 مليار جنيه، وأن تكلفة مشروع الأتوبيس الترددى تصل ل 7 مليارات جنيه، وذلك بدلاً من 7 مليارات دولار، اذ تم إنشاء مترو أنفاق على الطريق الدائري. شبكة كهربائية وأكد أنه بمجرد تشغيل الأتوبيس الترددى للركاب، سيتم منع سير الميكروباص أعلى الطريق الدائري، وأن هناك خطة لإحلال وتجديد سيارات التاكسى والميكروباص ببدائل كهربائية، وأشار إلى ان البنك الدولى قدر أن التحول إلى النقل الكهربائى سيوفر 8 مليارات دولار سنويا من استهلاك الوقود.. وأضاف أن هناك توجيها من الرئيس عبد الفتاح السيسي، عندما عرضنا عليه شبكة النقل الداخلى فى القاهرة الكبرى، بأن يكون لدينا شبكة كهربية توفر الوقت للمواطنين، وكذا خفض التكلفة والوقود بشكل كبير، والحفاظ أيضاً على البيئة، وكل أهالينا فى القاهرة الكبرى يستطيعون التنقل بين أحياء القاهرة الكبرى وصولاً إلى العاصمة الإدارية الجديدة.. ودعا الوزير المواطنين إلى تقديم الدعم والمساعدة فى إنجاح هذا المشروع الحضاري، سواء من جانب قائدى السيارات على الطريق الدائرى بتجنب الدخول إلى الحارة المخصصة للأتوبيس الترددي، وأيضاً من يريدون ركوب الأتوبيس، الذين سيجدون نفقا أو كوبرى بكل محطة، حيث سيكون عليهم استخدام تلك الوسائل وعدم العبور سطحياً على الطريق، تجنباً للحوادث وحفاظاً على حياتهم، وبإذن الله تتكلل التجربة بالنجاح ونكون قد خدمنا كل سكان القاهرة الكبرى.