■ كتبت: ندى البدوي جهودٌ كبيرة تبذلها الدولة في تنمية المصائد والبحيرات الطبيعية، في إطار الخطة القومية التي تستهدف تعزيز الثروة السمكية ضمن استراتيجية متكاملة لتحقيق الأمن الغذائى وإعادة تأهيل منظومة الموارد المائية والبيئية، وهو ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال فعاليات موسم حصاد القمح 2025 بمشروع مستقبل مصر، مؤكدًا أن البحيرات المصرية تشكل ثروة قومية كبيرة، ليست فقط للدولة لكن أيضًا للعاملين في هذا القطاع الحيوي، وشدد على ضرورة مجابهة العمل العشوائي في البحيرات الذي يؤدى لتراجع الإنتاج، بالتالي انخفاض دخل الصيادين. ◄ صيد الزريعة من أهم التحديات ◄ رفع الإنتاجية من 175 ل225 ألف طن سنويا ووجه الرئيس السيسي خلال كلمته، مسئولي الحكومة وأجهزة الدولة بفرض السيطرة على كل من يخالف التعليمات الصادرة لتحسين بيئة البحيرات وزيادة إنتاج الثروة السمكية، مُضيفًا: «الدولة لا ترغب إلا فى زيادة إنتاج وتحسين وضع وحياة الصيادين» داعيًا الصيادين إلى الالتزام بقواعد الصيد والتعاون مع الدولة والجهات المعنية من أجل زيادة الإنتاج وتنمية الثروة السمكية، ولفت الرئيس إلى حجم الإنجازات التي تمت لتطوير البحيرات المصرية خلال السنوات السبع الماضية، والتي من أهمها تكريك وتطهير وإزالة المخلفات من بحيرة المنزلة التى تصل مساحتها إلى 200 ألف فدان، فى محافظات بورسعيد ودمياط والدقهلية. ◄ زيادة الإنتاجية ومن المخطط أن يتولى جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة مهمة إدارة البحيرات بهدف زيادة الإنتاجية الاقتصادية للثروة السمكية، حيث تم إسناد إدارة بحيرة البردويل وبحيرة ناصر إليه، على أن يبدأ خلال الفترة المقبلة بتولى إدارة بحيرتي المنزلة والبرلس. وتُبنى هذه الخطوة على مشروع تأهيل البحيرات المصرية الذى يعمل على إعادة تأهيل البحيرات واستعادة التوازن البيئى داخلها. ويؤكد الدكتور صلاح مصيلحي رئيس جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، أن الجهود التى تمت خلال السنوات الماضية بتوجيه القيادة السياسية، انعكست بشكل إيجابى على حالة البحيرات وجودة المياه وحجم المصيد داخلها، مضيفًا فى تصريحات ل«آخرساعة» أن حالة الإطماء والمخلفات والنباتات المائية والرواسب التاريخية المتراكمة فى قاع البحيرات وفى البواغيز التى تربط البحيرات الشمالية بالبحر المتوسط، أثرت بشكل كبير على التوازن البيئى والمخزون السمكي، وهذا ما عملنا عليه بصورة مكثفة بتطهير وإزالة ملايين الأطنان من هذه الرواسب. ◄ اقرأ أيضًا | حملات تفتيشية على المجاري المائية ومصائد الأسماك بالشرقية ◄ برامج إطلاق الزريعة وتابع: نعمل أيضًا على توسيع برامج إطلاق الزريعة السمكية في البحيرات والمجاري المائية، ضمن الخطط الجارية لتنمية الثروة السمكية، ويعمل هذا البرنامج على زيادة المخزون السمكى الطبيعى من خلال تعزيز التكاثر الطبيعى للأسماك بضخ ملايين الوحدات من الزريعة سنويًا، من أسماك العائلة البورية كذلك أسماك البلطي والمبروك والجمبري وغيرها، ويوضح أن عملية التنمية كان لها مردود كبير ظهر فى إنتاجية البحيرات من الأسماك، الذي زاد من 175 ألف طن سنويًا ليصل إلى 225 ألف طن سنويًا. وبشأن تحديات مخالفة ضوابط الصيد التى تتعرض لها البحيرات حاليًا، يوضح أن الجهاز يسعى لإحكام الرقابة على البحيرات بالتعاون مع شرطة البيئة والمسطحات، من خلال الحملات التفتيشية على البحيرات ومصائد الأسماك لضبط المخالفات والخروقات التى تؤثر سلبًا على الثروة السمكية، مشددًا على أن صيد الزريعة يعد من أخطر التجاوزات التى تؤثر على المخزون السمكي، وتتنوع المخالفات ما بين الصيد المخالف باستخدام حِرف ممنوعة والصيد الجائر وعدم الاتزام بفترات حظر الصيد الموسمية، التى تعد حاسمة ومهمة جدًا لإتاحة الفرصة لتكاثر الأسماك وزيادة الإنتاج على المدى الطويل، هناك فترات لوقف الصيد يجب أن يحترمها الصيادون، هذه الفترات تُحدد لكل بحيرة طبقًا لطبيعتها ولأنواع الأسماك. ويصف مرعى جماعات الصيد المُخالف بالمافيا التى استشرت فى البحيرات، فهناك مخالفات استجدت خلال السنوات الماضية مثل الصيد بالكهرباء الذى انتشر بشكلِ كبير، كذلك حِرف الجر والعلب التى تستنزف المخزون السمكي. فالمشكلة كما يصفها ليست فى وجود ضوابط قانونية، لأن القانون الجديد الخاص بالثروة السمكية رادع بما يكفى لإحكام المنظومة، لكن الفجوة فى التطبيق والضبط الفعلى للمخالفين، هناك حملات أمنية ضبطت عددًا كبيرًا من مخالفى الصيد بالكهرباء فى بحيرة البرلس مؤخرًا، لكننا نحتاج إلى المزيد. والأزمة الرئيسية أن معظم التعديات تتم خلال ساعات الليل كما يقول ل«آخر ساعة»، بينما يقتصر الوجود الأمنى لشرطة البيئة والمسطحات فى النهار، نطالب بزيادة الوجود الأمنى والحملات الليلية لضبط المخالفين، كما تحتاج المنظومة إلى زيادة عناصر الحماية، فأعداد الكوادر المكلّفة بالحماية ومعداتها لا تتناسب مع المساحة الهائلة للمسطح المائى فى بحيرات كبيرة مثل المنزلة والبرلس، بعكس بحيرتى البردويل وناصر على سبيل المثال، لأن طبيعتهما الجغرافية يمكن إحكام السيطرة عليها بشكل كبير.