خالد جبر وبكل الصدق أقولها من أفضل خريجى الدفعة الأولى بكلية الإعلام علمًا وخلقًا واحترامًا لنفسه وللمهنة. عندما تصفحت «الأخبار» يوم الخميس 23 فبراير 2023، فوجئت بأجمل ما يمكن أن يقرأه الإنسان عن نفسه.. مقال رائع كتبه عنى الصديق والزميل الكاتب الصحفى هشام مبارك بعنوان «شريف رياض الحاضر الحاضر».. أكثر ما أسعدنى فى المقال أننى قرأته فى حياتى ولم ينتظر هشام حتى أغادر الدنيا ليكتب عنى كما جرت العادة فيما بيننا نحن الصحفيين. أسعدنى أكثر أننى شعرت بالصدق فى كل كلمة كتبها عنى.. ولهذا وجدتنى فى حاجة شديدة لاستعادة التجربة وأنا أستعد للاحتفال مع صديق عمرى الكاتب الصحفى خالد جبر بعيد ميلاده الثانى والسبعين بعد ثلاثة أيام وتحديدًا فى 28 مايو الحالى. عرفت خالد جبر فى سبتمبر 1971 خلال الامتحانات التحريرية والمقابلات الشخصية التمهيدية للالتحاق بمعهد الإعلام جامعة القاهرة.. لهذا فإننى إذا أردت أن أكتب عنه بمناسبة عيد ميلاده فلا أجد عنوانًا أفضل من «خالد جبر.. صحفى كما يقول الكتاب». خالد جبر وبكل الصدق أقولها من أفضل خريجى الدفعة الأولى بكلية الإعلام علمًا وخلقًا واحترامًا لنفسه وللمهنة التى اخترناها وربما هذه الصفات يلمسها بسهولة كل من تعامل معه على مدى تاريخه المهنى خاصة السنوات الطويلة التى قضاها مسئولًا عن تغطية قطاع البترول والغاز الطبيعى فى جريدة «الأخبار» حظى فيها بثقة وتقدير وزراء البترول المتعاقبين وكل قيادات الوزارة وزملائنا المسئولين عن نفس القطاع فى الصحف الأخرى. فى «الأخبار» تدرّج خالد جبر فى مناصب متعددة كان آخرها مدير التحرير المسئول عن الطبعتين الأولى والثانية يومى السبت والأحد من كل أسبوع.. وهنا لابد أن أنوه بكفاءته فى قيادة العمل فى صالة التحرير وفى صياغة العناوين لتخرج الطبعتان الأولى والثانية ل«الأخبار» فى أفضل صورة. طوال سنوات عملنا بالأخبار لم أسمع يومًا أنه اختلف مع زميل لنا.. كان دائمًا صوت العقل والحكمة فى أى خلاف أو مشكلة.. ولهذا أجمع الزملاء على احترامه وتقديره حتى أنه عندما تعرض فور بلوغه الستين لمحاولة لإحالته إلى المعاش دون التمديد له - كما هو متبع - ثار الزملاء ثورة عارمة قادها من هم من الجيل الأصغر منا وشباب «الأخبار» الذين كانوا ينظرون إليه دائمًا باعتباره أستاذهم.. والحمد لله انتهت الأزمة بالرجوع عن القرار استجابةً لرأى الأغلبية الساحقة. زملكاوى كبير قوى فى عام 1967 وبعد عام من تخرجنا شارك خالد فى تأسيس مجلة «الزمالك» فى عهد المهندس محمد حسن حلمى وكان رئيس التحرير الكاتب الصحفى الكبير إسماعيل يونس مدير تحرير «الأخبار» الذى اختاره نائبًا لرئيس تحرير الزمالك. عهد إسماعيل يونس كان العهد الذهبى لمجلة «الزمالك» وبعد وفاته تعاون خالد جبر مع رؤساء التحرير الذين تعاقبوا على رئاسة تحرير المجلة ومن بينهم مرسى عطاالله وناصف سليم وحنفى بسطان وحامد دنيا وغيرهم وفى عام 2006 تولى خالد جبر رئاسة تحرير «الزمالك» حتى عام 2009 بالإضافة إلى المنظومة الإعلامية لنادى الزمالك.. فخالد جبر زملكاوى كبير قوى.. وفى نوفمبر 2017 ترشح خالد جبر مستقلًا نائبًا لرئيس النادى مؤكدًا على ضرورة توافق أعضاء النادى على هدف واحد هو وحدة القلعة البيضاء بعيدًا عن الانقسامات والتكتلات لكن للأسف لم يحالفه الحظ. اختاره الكاتب الصحفى ياسر رزق عندما تولى رئاسة مجلس إدارة «أخبار اليوم» رئيسًا لتحرير بوابة «أخبار اليوم» واستمر فى هذا المنصب حوالى عامين عُيّن بعدها مستشارًا لرئيس مجلس الإدارة.. وفى فبراير عام 2019 تعرّض خالد جبر لأزمة صحية مفاجئة لكنها والحمد لله لم تؤثر على قدرته على متابعة الأحداث والكتابة والتحليل ولهذا فهو يكتب حاليًا من حين لآخر مقالات أو يوميات فى «الأخبار» فالصحفى لا يتوقف عن العطاء أبدًا دعوتنا له بالصحة وطول العمر. أنا وخالد ونادى السينما طوال سنوات الدراسة بالكلية وبعد تخرّجنا بعدة سنوات كنت وخالد جبر أعضاء بنادى السينما فى عهد مؤسسه الناقد الفنى الكبير أحمد الحضرى نلتقى أسبوعيًا لنشاهد أحدث الأفلام الأجنبية التى كانت تُعرض فقط فى نادى السينما.. تلك النافذة الثقافية المهمة التى افتقدناها بوفاة مؤسس النادى وليته يعود لنشاطه تحت إدارة جديدة كم كان رائعًا بالفعل.