درسنا فى التاريخ أن الدولة العثمانية عندما أرادت أن تبنى حضارة متقدمة استقطبت العمالة المصرية الماهرة، ورغم كونه أثر على مصر سلبًا لكنه أيضا كان مدعاة للفخر باعتراف العالم بمهارة الصانع المصرى وحرفيته العالية. منذ سنوات طويلة، كانت الصنعة تعد مهنة شريفة ومهمة فى المجتمع، ولكن مع مرور الوقت، بدأت هذه المهنة تواجه تحديات تهدد وجودها، فالشباب يفضل العمل فى الوظائف الحكومية أو القطاع الخاص بدلاً من العمل كأسطى صنايعى. فى المقابل غزا التوك توك البلد وأصبح عاملًا رئيسيًا فى ضياع الصنعة، ذلك لأن الشباب الصغير المطالب أن يكون امتدادا للصنايعى الكبير يستسهل عمل التوك توك، فأصبح ملاذا لكسب المال السريع دون جهد. لنكن منصفين، سوق الصنايعية لدينا ليس بخير، فمع قلة الفنيين المميزين وسفر الآخرين تجد معاملة غير مرضية تفتقد وجود عقود اتفاق ملزمة أو التزام فى مواعيد تسليم أو جودة عمل. يجب على المجتمع أن يغير نظرته إلى أصحاب الصنعة، ليرى قيمة العمل اليدوى والصنعة. نحن رحبنا كثيرا بالإخوة السوريين بيننا فى مصر، ولم لا، فقد أعطونا درسًا رائعًا فى كيفية التعامل الراقى والمنضبط للصنايعى، وقد أسعدنى ما رأيته من اهتمام الدولة مؤخرًا بالتعليم الفنى والذى يعكس مدى الإدراك لأهمية أن يعود العامل والصنايعى المصرى لسابق عهده حرفيًا ومهنيًا وملتزمًا. فى النهاية، يمكن أن تساهم الجهود المشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع فى تحسين وضع أصحاب الصنعة فى مصر، وتطوير هذا القطاع الحيوى يمكن أن يؤدى ذلك إلى تحسين الاقتصاد المصرى، وخلق فرص عمل جديدة للشباب.