تعاني الكثير من الحرف التى يمتلئ بها شوارع القاهره، عدة مشاكل تظهر تباعاتها في المستقبل القريب، نتيجة هجرة "الصنايعية" و"الصبيان" من العمل والتعلم بالورش، نتيجة لعزوفهم عن المهنة واتجاههم إلى التوك توك، بدلاً من العمل في المهن اليدوية التى تبدو شاقة. وأكد العمال "الصنايعية"، أن سبب عزوف الأولاد عن العمل وسيطرة التوك توك على الشباب هو هامش الربح الكبير الذي يعطيه "التو توك" للأطفال، مقارناً بالمهن الأخرى. كشف أشرف محمد، موجه لغة انجليزية، وعمل في مجال الميكانيكا التي ورثها عن والده، منذ عام 1948م، عن سلبيات التوك توك، مشيرًا إلى أن "التوك توك اغتال الصنعة والحرفة". وتابع محمد، قائلاً: "كان يأتي لنا أطفال ليتعلموا المهنة في فصل الصيف، وهي ما يسمونها "التلمذة الصناعية في الورش"، لكنهم انقرضوا عقب اتجاههم لتلك الوسيلة الجديدة، الذى يعود على الشاب بمبلغ كبير من المال أكثر مما يحصل عليه من الحِرفة. ومن جانبه؛ قال محمد كمال، عامل بعفشة سيارات، إن الحرفة بدأت تنقرض كلما أختفت الناس القديمة، لافتاً إلى أن الصنعه لا يأتى أحد ليتعلمها بسبب سيطرة التوك توك على عقول الشباب والاطفال، بمنطق أنه يوفر لهم دخل أكثر من الحرفة. وأكد الحاج أحمد مراد، سروجى سيارات، أن الفترة الأخيرة لايوجد "عمال" تتعلم الحرفة فهي في حالة من الإنهيار، مشيراً إلى أن جميع الشباب توجهوا إلى التوك توك كعمل بدلاً من تعلمها. وأفاد أحمد فؤاد، أن التوك توك يتسبب في ضياع الشباب وتعلم الكثير من العادات السيئة، لافتاً إلى أن الورش مكاناً منضبطًا لا يسمح ببمارسة العادات غير المستحبه كتعاطي المخدرات وخلافه. وأوضح الاسطى حماده فرغلي، صاحب ورشه دوكو سيارات بشبرا الخيمه، أنه بدون مساعد منذ 15عام، وعندما يأتى أحد ليتعلم لا يستمر طويلا والأجر في الصنعة لم يعد يكفي لمتطلبات الحياه، لافتاً إلى أن سائقى التوك توك أصبحت أجورهم أعلى من أجور أصحاب الورش. على صعيد أخر، قال الطفل فارس محمد، أن "الصنعة" تعد ك "سلاح" يمكن أن يواجه بها ضغوط الحياه، مشيراً إلى أنه يعمل في أحد الورش منذ أكثر من عام، ذلك لآنه يجب عليه تعلم حرفة يستفيد منها ويفتخر بها.