يحتفل العالم يوم 4 مايو من كل عام، ب»اليوم العالمي للمرور»، وذلك للتنبيه على خطورة حوادث الطرق التي تسبب آلاف الوفيات سنويًا، ويعود تاريخ إنشاء اليوم إلى عام 1969 عندما أقره مؤتمر جنيف، ثم تبنته جامعة الدول العربية في 1972. وحسب التقرير السنوي الصادر من الأممالمتحدة؛ فإن السبب الرئيسي لحوادث السير يرجع إلى سببين، أولهما السرعة المتهورة من قبل السائقين، والثاني هو عدم التزام السائق بقواعد المرور والسرعات المحددة على الطرق. ويوجد العديد من الأسباب الأخرى كالتجاوز الخاطئ، والدوران والتوقف غير النظامي، وعدم ترك مسافة آمنة بين المركبات، واستخدام الهاتف أثناء القيادة، وتعتبر الحوادث على الطرق حسب تقرير الأممالمتحدة ثاني أهم أسباب الوفيات في العالم، حيث أنها تسبب وفاة أكثر من مليون ونصف المليون شخص سنويًا تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و30 عامًا. والحقيقة أن رجال المرور في شوارع المحروسة لا يكفون عن أداء واجباتهم على مدار ال24 ساعة، وفي أصعب الظروف، سواء في أوقات الأمطار والرياح شتاءً، أو تحت أشعة الشمس الحارقة صيفًا.. حيث يؤدي رجل المرور أو شرطي المرور دورًا بارزًا في تنظيم حركة السيارات والمواطنين داخل الشارع المصري. ولرجل المرور أهمية كبيره جدًا منها : يحافظ على تنفيذ قواعد المرور والسير للسيارات والمركبات. ينفذ عقوبات على من يخالف الإشارات أو من تكون سرعته زائدة أو يسبب مشكلة تضر بالمصلحة العامة وسلامة الطريق. يعمل على تنفيذ إشارات المرور وجعل الجميع يحترمها ويطبقها لتيسير حركة المرور ومنع التكدس المروري والازدحام. العمل على التقليل من الحوادث المرورية التى قد تحدث بسبب الإهمال أو مخالفة قواعد السير. في عالم يسير بسرعة الرياح، حيث تنساب السيارات كأنها خيوط متشابكة على شبكة الطرق، يبرز رجال المرور كالأبطال الذين يواجهون تحديات الشوارع بكل إصرار وثبات. التكنولوجيا سلاح وزارة الداخلية، بكافة أجهزتها، لم تكتفِ بالتحكم في مفاتيح الأمان، بل اتخذت من التكنولوجيا سلاحًا حديثًا لدعم حركة المرور، فكانت مصر - بفضل جهودها - على أعتاب عصر جديد من الأمان على الطرق. في خطوة غير مسبوقة، أطلقت الوزارة منظومة مرور ذكي جعلت الشوارع تنبض بالحياة تحت أعين كاميرات حديثة تراقب عن كثب، لا تكتفي برصد المخالفات فحسب، بل تسهم في تنظيم حركة السير بدقة متناهية. من قلب العاصمة إلى أطراف البلاد، أصبحت الكاميرات الذكية تراقب الطرق والمحاور الرئيسية، تحول كل خطأ إلى فرصة لتصحيح المسار، وكل انحراف عن القانون إلى لحظة إصلاح. ومن منطلق الإيمان بأهمية العنصر البشري في المنظومة، تمّ دعم رجال المرور ليس فقط بالأجهزة المتطورة، بل أيضًا بتدريبات متخصصة ترفع من كفاءتهم وتزيد من قدرتهم على مواجهة المواقف الطارئة، تعلموا كيف يوازنون بين ضبط الأمن وتقديم المساعدة الإنسانية؛ كيف ينظمون السير في عز الظهيرة الحارقة، ويتعاملون مع الحالات الطارئة وسط برودة الشتاء القارس، دون أن يهتزوا أو يكلوا. وراء كل كاميرا ذكية، وكل سيارة متطورة على الطرق، توجد وحدة متكاملة تنبض بالحياة، حيث تتواصل المركبات مع غرف العمليات المركزية، وتتبادل البيانات لحظة بلحظة، مما يضمن استجابة سريعة وفعالة. قد يعتقد البعض أن التقنية تُنسي الإنسان، لكن في عالم المرور، على العكس، هي تعزز إنسانية رجال المرور، الذين لا يتوانون عن مساعدة كبار السن أو إنقاذ حياة قد تكون معرضة للخطر بسبب إهمال أو حادث طارئ. هذه المنظومة المبتكرة لم تقتصر على تحسين الأمان على الطرق، بل أسهمت أيضًا في الحد من حوادث الطرق بشكل كبير، فكل إشعار يُرسل من خلال الأنظمة الذكية يسهم في تقليل المخالفات وحماية الأرواح، وتخفيف الضغط على أعصاب السائقين. حملات توعية ولا تقتصر جهود الوزارة على توفير البنية التحتية الذكية، بل تتجاوزها إلى تعزيز الوعي المروري لدى المواطنين، وذلك من خلال حملات توعية مستمرة، تشرح كيفية الحفاظ على السلامة على الطرق وأهمية احترام قواعد السير. ومع كل خطوة نحو المستقبل، يظل رجال المرور هم الحارس الأمين على الطرقات، لا يُغريهم فخّ التكنولوجيا ولا يثنيهم عن أداء رسالتهم الإنسانية الحقيقية. هم من يثبتون أنه لا يوجد تطور دون مراعاة للجانب البشري، ولا يوجد تطور في الأمان بدون ضمير حي يسعى للخير. في قلب الشوارع المزدحمة، وبين زحام السيارات، يظل رجال المرور هم صمام الأمان، يمضون قدمًا، مخلصين لوظائفهم، وفي كل مرة يرصدون فيها المخالفات، أو يساعدون فيها في لحظات إنسانية، يكتبون فصولًا جديدة من الأمان على الطرق، إنهم ليسوا مجرد رجال يرتدون زيًّا موحدًا، بل هم الأبطال الذين يحافظون على سلامتنا في زحمة الطريق. كل كاميرا وكل جهاز حديث، وكل خطوة تطوير، هي جزء من مشهد أكبر من الأمان والراحة في شوارع مصر، وتظل وزارة الداخلية، ومن خلالها رجال المرور، هي الجندي المجهول الذي لا يعرف الراحة، لكن يظل العنوان الأبرز لكل سائق ومسافر: «الطريق آمن، لأنكم موجودون». اقرأ أيضا: رادار المرور يرصد 28 ألف سيارة متجاوزة للسرعة على الطرق والمحاور