فى الخامس والعشرين من كل عام تحتفل مصر بعيد تحرير سيناء، هذه البقعة التى ابت ان تكتفى ارتواء بدماء الشهداء منذ عام 1956 وحتى الآن.. هذا الجزء الغالى جدا على قلوبنا والذى يعد مطمعا للغزاة منذ اقدم العصور والوحيد من جمهورية مصر العربية الذى يقع فى قارة آسيا.. سيناء او ارض الفيروز مهد الرسالات والتى تجلى فيها نور الخالق مع كليم الله سيدنا موسى وأوصاه بالوصايا العشرة فوق جبل الطور.. سيناء تاريخها حافل بالحب والنور والحرب ايضا طمعا فى موقعها.. فقد استولت اسرائيل على سيناء عام 56 وانسحبت منها فى مارس 57.. ثم استولت عليها مرة اخرى عام 1967 واستمرت مصر فى محاولة استردادها بما عرف وقتها بحرب الاستنزاف.. ثم قامت مصر عام 1973 بتحطيم خط بارليف الحصين الذى اقامته اسرائيل على طول مياه الساحل الشرقى لقناة السويس، والذى كانوا يظنون انه خط منيع فأسقطه ذكاء الجندى المصرى بخراطيم المياه وعبرنا القناة وسيطرت مصر على جزء محاذ للقناة.. وتم إيقاف الحرب واستمر الزعيم انور السادات والخارجية المصرية فى جهود دبلوماسية 7 سنوات كاملة حتى كللت باتفاقية كامب ديفيد عام 79 والتى عقدها السادات فى عقر دارهم وعادت سيناء الينا عام 82 بعد 15 عاما من الحروب ماعدا منطقة طابا التى اعيدت الى مصر عن طريق التحكيم الدولى عام 1989.. هذه هى سيناء التى ارتوت بدماء شهداء الجيش والشرطة منذ عام 2011 وحتى القضاء على الإرهاب الا بعض الشراذم هنا او هناك.. من هذا المنطلق فهذه المنطقة المثلثة الصغيرة من مصر كل شبر فيها اغلى من الذهب.. سيناء شمالية او جنوبية جميلة وعزيزة، فإذا عزمت على زيارتها فاخلع حذاءك على بابها وسمِّ باسم الرحمن، فكل ذرة من رمالها تشبعت بدم شهدائنا. عاشت مصر حرة أبية وعاش رجالها وشعبها ورحم الله شهداءها وتحيا مصر.