في تطور مفاجئ كشف عن اضطرابات داخل أعلى مستويات المؤسسة العسكرية الأمريكية، أقدمت وزارة الدفاع الأمريكية على وضع دان كالدويل، أحد كبار مستشاري وزير الدفاع بيت هيجسيث، تحت الإجراءات الإدارية وإخراجه من مبنى البنتاجون يوم الثلاثاء، وذلك بعد تحقيق أجرته الوزارة في تسريبات لمعلومات أمنية حساسة. تفاصيل الواقعة والتحقيقات الجارية وفقًا لما نقلته صحيفة واشنطن بوست، تم اصطحاب كالدويل خارج مبنى البنتاجون بعد تحديد هويته خلال التحقيق ووضعه تحت الإجراءات الإدارية بسبب "إفشاء معلومات غير مصرح به"، حسبما أفاد مصدر لوكالة رويترز، فيما أكد المصدر، وهو مسؤول في الإدارة الأمريكية، أن "التحقيق ما زال جاريًا"، دون الخوض في تفاصيل المعلومات المسربة أو الجهة التي تم تسريبها إليها. وكشفت واشنطن بوست أن مذكرة وقعها جو كاسبر، رئيس أركان هيجسيث، بتاريخ 21 مارس، طالبت بإجراء تحقيق في "التسريبات غير المصرح بها مؤخرًا لمعلومات الأمن القومي التي تتضمن اتصالات حساسة"، مع إشارة إلى احتمال "استخدام أجهزة كشف الكذب في تنفيذ هذا التحقيق". وشدد كاسبر في رسالته على ضرورة إبلاغه فورًا بأي معلومات تحدد المسؤول عن التسريب، وإحالته إلى الجهات القانونية المختصة. المسار المهني لكالدويل لعب كالدويل، وهو قدامى المحاربين في سلاح مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، دورًا محوريًا كمستشار لهيجسيث. وقد سماه وزير الدفاع كأفضل نقطة اتصال في الفريق مع مجلس الأمن القومي أثناء التحضير لإطلاق ضربات ضد الحوثيين في اليمن، وفقًا لمحادثة مسربة على تطبيق "سيغنال" نشرتها مجلة "ذي أتلانتيك" الشهر الماضي. وأشارت واشنطن بوست إلى أن كالدويل عمل سابقًا لدى منظمة "المحاربين القدامى الأمريكيين المعنيين"، وهي منظمة غير ربحية ذات صلات قوية بالمشرعين الجمهوريين وتروج للسياسات المحافظة. وقد عمل مع هيجسيث في تلك المنظمة قبل انضمامه إلى فريق وزارة الدفاع، مما يعكس علاقة عمل وثيقة امتدت لسنوات قبل توليهما مناصبهما الحالية في البنتاجون. التداعيات والسياق الأوسع للحادثة أوضحت صحيفة واشنطن بوست أن قرار وضع كالدويل تحت الإجراءات الإدارية منفصل عن موجة الإقالات الفيدرالية التي شهدتها الأسابيع القليلة الماضية تحت إدارة ترامب، مما يشير إلى خطورة الأمر وارتباطه بقضايا أمنية محددة. يأتي هذا التطور في وقت حساس للغاية بالنسبة للإدارة الأمريكية، حيث تواجه تحديات متعددة على الصعيد الدولي، بما في ذلك العمليات العسكرية في اليمن والتوترات المتصاعدة في مناطق مختلفة من العالم، فيما تثير هذه الحادثة تساؤلات جدية حول إجراءات الأمن والسرية داخل أعلى مستويات صنع القرار العسكري والأمني الأمريكي. التسريبات في السياق التاريخي للإدارات الأمريكية تعد هذه الحادثة جزءًا من سلسلة طويلة من قضايا التسريبات التي واجهتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، والتي غالبًا ما تثير جدلًا حول التوازن بين الشفافية ومتطلبات الأمن القومي. وتشدد واشنطن بوست على أن مثل هذه التسريبات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على العلاقات الدبلوماسية والعمليات العسكرية الأمريكية في الخارج، مما يفسر الاستجابة السريعة والصارمة من قبل مسؤولي البنتاجون. لم تصدر وزارة الدفاع الأمريكية حتى الآن بيانًا رسميًا حول هذه القضية، مما يعكس حساسية الموقف وربما رغبتها في إكمال التحقيقات قبل اتخاذ موقف علني، ومن المتوقع أن تتضح المزيد من التفاصيل في الأيام القادمة مع استمرار التحقيقات وما قد يترتب عليها من إجراءات قانونية محتملة.