معانٍ كثيرة ورسائل عديدة وصلت للعالم من خلال لقطات ذكية، مهمة، ولها دلالاتها جمعت بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون فى زيارتهما غير المتوقعة لخان الخليلى العريق. الرئيس الفرنسى عاشق للحضارة المصرية القديمة مثله مثل ملايين الأوروبيين وخاصة الفرنسيين، لذلك أتوقع أن تلك الزيارة لواحد من أهم وأعرق أحياء القاهرة القديمة (حى الجمالية والحسين والغورية وشارع الأزهر) كانت من أحلامه. قرأت ذلك فى ملامحه الفرحة المبتهجة خلال الجولة بين المحلات والأزقة. أحسست أنه يريد أن يخلع رداء الرئيس ويرتدى ثوب السائح المنطلق بالجينز والكاجوال وهو يصافح أبناء البلد المصريين فى الشارع بعيدا عن الرسميات والبروتوكولات. فرح الناس فى مصر بتلك الزيارة التى اتخذت الطابع الشعبى، وبرؤية رئيسهم المصرى عبد الفتاح السيسى يتجول فى الشارع بينهم مصطحبا نظيره الفرنسى، تلك الشوارع التى فيها مسقط رأسه وعاش وتربى فيها صغيرًا. إحساس بالفخر شعر به كل مصرى محب لوطنه، فهذه الأرض عظيمة، تملك حضارة متعددة الثقافات، تراكمت واحدة تلو أخرى، لتذوب فى الشخصية المصرية الفريدة، أجدادنا المصريون القدماء الذين صنعوا معجزات، لا تزال تستعصى على فك طلاسمها، بناء الأهرامات، التحنيط، وتسجيل تفاصيل حياتهم على جدران المعابد، أسرار الطب والتداوى التى وصلوا فيها إلى مستويات عالية. مشاهد الرئيسين المصرى والفرنسى فى خان الخليلى أسعدتنى كما أسعدت المصريين جميعا، لكن الأثر والبعد الثانى الذى حققته الزيارة الفريدة هو إعادة صورة مصر الشامخة، العظيمة إلى أذهان الغرب، وتذكيرهم بمكان سياحى ربما لن يجدوا له مثيلا فى العالم كله. صور الزيارة فاقت فى تأثيرها عشرات الحملات التسويقية لتنشيط السياحة المصرية. وأكاد أجزم أن أرقام الحجوزات للسائحين القادمين إلينا من أوروبا وأمريكا، بل من دول العالم كله ستزيد بعد الزيارة. وكان ختام الزيارة هو الأهم عندما زار ماكرون والرئيس السيسى مدينة العريش، واجتمعا مع فرق تابعة لمنظمات غير حكومية فرنسية ودولية، بالإضافة إلى الهلال الأحمر المصرى، لتكون رسالة رفض لتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى استنكار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة. أرفع القبعة للرئيس السيسى أو كما يقول الفرنسيون «Chapeau» «شابو» قاد الفكرة ونفذها بفكر متحرر من الرسميات، فأسعدنا جميعا، واصطاد عصافير كثيرة بحجر واحد.