حاتم زكريا حفلت أيام الأسبوعين الأخيرين بأحداث ومواقف تاريخية للقيادة السياسية المصرية وللشعب المصرى العظيم.. بداية من الرسالة التلقائية من الشعب المصرى وهى بمثابة رسالة دعم وتضامن لقيادته السياسية عقب أداء الرئيس السيسى صلاة عيد الفطر المبارك وحضوره احتفالية لتكريم أسر شهداء ومصابى القوات المسلحة والشرطة بمسجد المشير طنطاوى، واحتشاد ملايين المصريين فى مختلف المحافظات عقب صلاة العيد فى وقفة تضامنية مع وطنهم امتدت طوال يوم العيد مؤكدين رفضهم القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين ومساندتهم للقيادة السياسية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطينى غير القابلة للتصرف.. وأدان المصريون حرب الإبادة التى يتعرض لها قطاع غزة مطالبين المجتمع الدولى باتخاذ مواقف سريعة وحاسمة ضد قوات الاحتلال مع الرفض القاطع لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية التى لن يتم حلها سوى بحصول الشعب الفلسطينى الشقيق على حقوقه المشروعة، وفى مقدمتها إقامة دولته المستقلة على أراضيه ضمن حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، والمطالبة بالوقف الفورى والتام لإطلاق النار فى غزة ينهى مأساة أهلها بسبب حرب الإبادة.. وتلخصت رسائل احتشاد المصريين فى العيد فى جملة واحدة : «لا للتهجير.. لا لتصفية القضية الفلسطينية.. لا لفرض حلول تهدد الأمن القومى المصرى».. ووصلت رسالة الجماهير المصرية سريعاً إلى كل بقاع العالم والتقطها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فما كان منه سوى أن اتصل هاتفياً بالرئيس السيسى يوم الثلاثاء أول أبريل، وتناول الرئيسان خلال الاتصال تطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط وجهود الوساطة لاستعادة الهدوء إلى المنطقة وهو ما ينعكس بصورة إيجابية على الملاحة فى البحر الأحمر وموقف الخسائر الاقتصادية لكل الأطراف.. وأكد الرئيسان عمق وقوة العلاقات الإستراتيجية التى تربط بين البلدين مشددين على حرصهما على استمرار هذا التعاون بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين. واستمرت مصر تعبر عن نفسها فى كل الأحداث التى تطال الدول العربية والمنطقة ككل وأدانت فى بيان لوزارة الخارجية والهجرة يوم الخميس الماضى 3 أبريل ورفضت بشكل قاطع السياسات الإجرامية الإسرائيلية العابثة بالمنطقة وأدانت بشدة استفزازات وانتهاكات قوات الاحتلال وخاصة الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع عدة بالأراضى السورية فى انتهاك صارخ للقانون الدولى وتعد سافر على سيادة الدولة السورية.. كما أدانت استهداف قوات الاحتلال عيادة تابعة «للأنروا» فى مخيم جباليا ومقتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين. وكانت قمة الأحداث وذروتها تلك التى بدأت باتصال هاتفى تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسى من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون يوم السبت الماضى 5 أبريل وذلك فى إطار الإعداد لزيارة الرئيس ماكرون لمصر بما فى ذلك إمكان عقد قمة ثلاثية مصرية فرنسية أردنية بالقاهرة خلال الزيارة، وحرص الرئيسان على تأكيد أهمية استعادة التهدئة من خلال الوقف الفورى لإطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية وشددا على أهمية حل الدولتين بوصفه الضمان الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم بالمنطقة.. وبالفعل وصل الرئيس ماكرون إلى القاهرة مساء الأحد الماضى 6 أبريل، واصطحب الرئيس السيسى نظيره الفرنسى فى جولة بخان الخليلى وتبادل التحية مع المواطنين وسط احتفاء شعبى وترديد الهتافات المرحبة بالرئيسين السيسى وماكرون وتناولا العشاء بمقهى نجيب محفوظ، وانضم إليها الملك عبد الله الثانى عاهل الأردن فى اليوم التالى الاثنين 7 أبريل.. ومع منتدى رجال الأعمال المصرى الفرنسى وزيارة الرئيس ماكرون للعريش التى تبعد عن رفح بحوالى 50 كيلومتراً كانت الرؤى المصرية الفرنسية الأردنية المتوافقة دفاعاً عن الحق والحقيقية.. وفى الخلفية طائرات «الرافال» المصرية المرافقة لطائرات الرئاسة الفرنسية والتى قال عنها الرئيس ماكرون: «إنها رمز قوى للتعاون الاستراتيجى بين البلدين» -.