ثلاثة أعوام كانت شاهدة على مأساة غزة ،فما بين صورة غزة فى أكتوبر 2023 وصورتها فى يناير 2025 بون شاسع ،تدرجت فيه الصورة وكأنها - رغم المأساة- رسمت بأنامل فنان بارع ،فخرجت لوحة طبيعية تحكى قصة صمود شعب لم يكن يملك ما يدافع به عن نفسه سوى سلاح التحدى والصمود أمام طوفان أرضى وجوى وبحرى يقتل ويدمر كل ما تطاله يده ..لوحة تحمل صورة بانورامية تنحدر من الشمال إلى الجنوب استغرق التقاطها 471يوما .جزء من مشهدها الأول يبدو فيه الكيان الصهيونى وقد اهتز بأعلى مقاييس ريختر بفعل زلزال مصدره كان أرض المقاومة..مشهد أصاب الإسرائيليين بالذعر ،لتأخذنا الصورة جهة اليسار قليلا لنرى قمة الإبداع الذى تمثل فى الرزق الوفير الذى خرجت به شباك المقاومة التى طرحتها فوق الرءوس ليسقط العشرات داخل تلك الشباك بأقل مجهود ودون وضع ( طعم) ليلتقطوه..لترصد الصورة الشباك وهى تسير حاملة رزقهاالوفير لا تخشى نتنياهو أوبن غفير، لكنها سرعان مااختفت لتظهر فى خلفية الصورة معالم غزة وشوارعها ومساكنها الآمنة ومدارسهاالتى تستعد لاستقبال العام الدراسى الجديد ،لتعود الصورة سريعا مرة أخرى إلى الشمال لتجسد حالة الجنون الذى أصاب إسرائيل من هول المفاجأة فخرجت هائمة على وجهها تبحث عن مفقوديها لتجد نفسها كالذى يبحث عن إبرة وسط كومة من القش ،فما كان منها إلا أن كشفت عن وجهها القبيح لتقتل وتدمر وتحول غزة إلى ركام .ليتحول كادر الصورة فى العام الثالث ناحية الجنوب حيث تشرق شمس مصر عبر معبر رفح تستقبل الجرحى وترسل المساعدات وعبر رئيسها وقائدها الأعلى للقوات المسلحة ترفض رفضا قاطعا تهجير شعبها ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية،فهذا ظلم لا يمكن أن نشارك فيه.. مصر لا تسع التهجير القسرى لشعب يتمسك بأرضه ووطنه، لكن يبقى حضنهايستقبل و يحمى كل من يلجأإليه لتظل فى الوجدان كلمات رامى ولحن السنباطى ورائعة أم كلثوم ..مصر التى فى خاطرى وفى فمى ..أحبها من كل روحى ودمى ..يا ليت كل مؤمن بعزها يحبها ..حبى لها ..عاشت مصر صلبة قوية بشعبها وقيادتها وقواتها المسلحة السند والدرع الواقى.وتحيا مصر.