تواصل مصر جهودها «على كل الجبهات» لإيقاف حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على شعب فلسطين، ولتوقف التصعيد الخطير الذى ينذر بانفجار الموقف فى المنطقة كلها. لا تلقى القاهرة أى اهتمام بمحاولات الاستفزاز ولا بحملات الأكاذيب، بل تنطلق من موقف ثابت لا يقبل أى مساس بأمن الوطن ولا أى تهديد للأمن القومي، ولا أى محاولة لتصفية قضية فلسطين أو تهجير شعبها من أرضه، أو تتصور أن السلام والاستقرار والأمن فى المنطقة كلها يمكن أن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطين على كامل حدودها الدولية وفى قلبها عاصمتها الأبدية القدس العربية. الجهود لايقاف المذبحة الإسرائيلية لا تتوقف وفى نفس الوقت تستقبل القاهرة وفد «فتح» من أجل المهمة التى لم يعد ممكنا تأجيلها فى هذه الظروف، وهى اتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية، والاستعداد لتحديات المرحلة القادمة بقيادة موحدة وإدارة فلسطينية تدرك حجم الصعوبات وتوحد جهد كل الفلسطينيين ليكون إعمار غزة استكمالا لنضال شعب فلسطين وليس نفيا له، وليكون واضحا أن الهدف هو فلسطين الموحدة المستقلة على حدودها الدولية فى إطار حل الدولتين.. وهذا هو جوهر خطة الإعمار «والتحرير»، المصرية العربية التى تحظى بتأييد دول العالم باستثناء الكيان الصهيونى والقلة القليلة التى تدعم عدوانه حتى الآن!! هذا كله لن يكون بعيدا عن الزيارة الهامة لمصر التى يبدأها الرئيس الفرنسى ماكرون اليوم، بل ستكون فى قلب هذه الزيارة. فرنسا التى تمثل القيادة السياسية لأوروبا التى لم تتأخر فى رفض مؤامرة التهجير القسرى للفلسطينيين، ولا فى تأييد المبادرة المصرية العربية لإعمار غزة، وموقفها واضح فى تأييد حل الدولتين. ولاشك أن زيارة ماكرون لمدينة «العريش» هى رسالة لها أهميتها فى هذا التوقيت. كما أن المباحثات مع الرئيس السيسى والقمة الثلاثية التى تضم أيضا العاهل الأردنى تمثل تأكيدا جديدا على هذا التوجه الفرنسى و«الأوروبى» أنه لا يمكن أن يكون بعيدا عن النيران المشتعلة بالقرب من حدوده، ولا أن يغمض عينيه عن جريمة الإبادة الجماعية ومحاولة التهجير القسرى لشعب لا يريد إلا حقه فى الحياة والحرية والاستقلال. سيرى «ماكرون» فى العريش بعض ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية وهم تحت العلاج فى مستشفيات العريش، وسيقابل ممثلى المؤسسات الدولية التى تناضل من أجل إغاثة سكان غزة المحاصرين بالجوع وبقنابل العدو الصهيوني. وسيرى الرئيس الفرنسى طوابير الشاحنات التى منعتها إسرائيل من العبور إلى غزة بالمساعدات الإنسانية الضرورية. وسيدرك حجم الجريمة التى ترتكب فى حق الإنسانية كلها، وأن إيقافها هو المهمة العاجلة، وأن أوروبا «التى تبحث الآن عن الأمان»، لن تستطيع أن تغمض عينيها عن العربدة الإسرائيلية فى المنطقة!!