طبيعى جدا أن يسرع البيت الأبيض لإعلان معارضته للخطة المصرية العربية لإعمار غزة، وطبيعى أيضا أن يثور غضب إسرائيل وأن تواصل أكاذيبها وتعمل على التصعيد والتهديد الذى لا سند له إلا الدعم الأمريكى الذى يتجاوز كل الحدود!! ردود الفعل الأمريكية والإسرائيلية لابد أن تكون متوقعة على موقف عربى واحد لا يكتفى فقط بأن يقول «لا للتهجير» ويرفض التعامل مع المقترحات الخائبة ل»تطهير» غزة من أهلها بدلا من «تطهيرها» من الاحتلال الإسرائيلى وإيقاف حرب الإبادة التى يشنها على الفلسطينيين»!!».. الموقف العربى لم يكتف بالإدانة، وإنما تحمل المسئولية ووقف وراء مصر وهى تبادر بوضع خطة الإعمار فى وجود الفلسطينيين على أرضهم، وبمشاركتهم الفعالة فى إعادة بناء وطنهم. وجاءت القمة الاستثنائية لتجسد الموقف العربى الموحد ولتتحول مبادرة مصر إلى مبادرة عربية تحظى بالإجماع الرسمى والشعبى فى وطن عربى يدرك « أكثر من أى وقت مضى» أنه لا بديل أمامه سوى مواجهة هذا الخطر الذى يهدد الأمن القومى العربى كله وليس فلسطين وحدها!! هذا وحده كاف لإثارة غضب من يعيشون على وهم تصفية القضية الفلسطينية بالتهجير القسرى لشعبها الصامد على أرضه، لكن الأهم فى الخطة المصرية التى تبنتها القمة بالإجماع أنها تتعامل مع إعادة إعمار غزة باعتبارها جزءا لا يتجزأ من دولة فلسطين، وفى ظل رؤية سياسة شاملة تقوم على حل الدولتين الذى لا بديل عنه لإقرار السلام واستتباب الأمن فى المنطقة. ويطالب العالم كله بتحمل مسئولياته ليس فقط لدعم خطة الإعمار، وإنما لدعم السلام الحقيقى وإيقاف جرائم الاحتلال الإسرائيلى فى غزة والضفة والقدس المحتلة والتى ما كان لها أن تستمر وتتصاعد لولا أن دولة الاحتلال مازالت تجد من يدعمها بالسلاح والمال، وتبرير جرائمها، والترويج لسلام زائف وتطبيع مجانى وتطهير عرقى وتهجير قسرى!! ما تم إعلانه من مواقف أمريكية وإسرائيلية حول قرارات القمة العربية الاستثنائية ليس بعيدا عن التوقعات، المهم أن يستمر الموقف العربى الموحد، وأن تكون القمة بداية العمل الحقيقى لفرض الرؤية العربية لأمن واستقرار المنطقة واستخدام ما نملكه من أوراق القوة العربية «وما أكثرها»، فى تحقيق السلام الحقيقى الذى ينهى جريمة الاحتلال، ويمنع جريمة التهجير القسري، ويرفض غطرسة القوة أيا كان مصدرها!!