استمراراً لواجبى الوطنى ولمسئوليتى تجاه شباب الجامعات بكل أنواعها الذين ارتبطت بهم على مدى الخمسين سنة الماضية بأخبار اليوم، ومسئوليتى فى المساهمة فى تثقيف شباب هذه الجامعات والمعاهد طوال هذه السنوات، قمت للأسبوع الثانى على التوالى خلال شهر رمضان فقط بالتحدث فى ندوة تثقيفية لأبنائى طلاب المعهد العالى للعلوم التجارية بالمحلة عن التحديات التى تواجهها مصر حالياً فى ملف أزمات الشرق الأوسط وفى مقدمتها: القضية الفلسطينية بكل تشابكاتها المعقدة وكيفية تعامل مصر باقتدار مع هذه الملفات.. والتى جعلت منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن طوال السنوات الماضية وما زالت مستمرة للأسف حتى الآن، وقد وصلت إلى ذروتها باندلاع حرب غزة والتى شغلت وما زالت تشغل بال الرأى العام العالمى كله وهذا ما أوضحته لأبنائى طلاب المعهد بحضور كل من: د. محمد مشعل عميد المعهد ود. شوقى سعيد نائب رئيس مجلس إدارة المعهد .. وأوضح للطلاب التحديات التى تواجه مصر حالياً سواء مع حدودنا الجنوبية الشقيقة السودان التى نرتبط معها بحبل سرى واحد وهو نهر النيل.. وأقصد الحرب الدائرة حالياً بها بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع والتى نتج عنها خسائر فادحة فى كل شيء مع نزوح ملايين السودانيين إلى بعض من دول الجوار وفى مقدمتهم: مصر بالطبع، وهناك الحدود الغربية مع الشقيقة ليبيا والتى لا يعرف أحد من يحكمها الآن بعد أن أصبحت شبه دولة بسبب تصارع الفرقاء بها وعدم اتفاقهم حتى الآن لأن تعود ليبيا دولة واحدة كما كانت. أما على الحدود الشرقية فهى الأخطرعلى الإطلاق والتى تتحمل مصر فيها الكثير سواء الجهود الجبارة التى تبذلها على مختلف كل الأصعدة لمساندة القضية الفلسطينية وفى المقدمة: سكان قطاع غزة الذين واجهوا وما زالوا يواجهون أبشع حرب إبادة فى تاريخ البشرية من جانب إسرائيل ومحاولة تهجيرهم قسرياً من هذا القطاع ، وهو ما وقفت مصر أمامه رافضة هذا بكل قوة، بل وتقدمت من جانبها بخطة بديلة لإعمار هذا القطاع دون تهجير أى من سكانه، وتعمل مصر جاهدة فى الوقت الحالى ومعها العديد من الدول العربية على حشد التأييد العالمى لهذه الخطة وضمان استدامة استقرار الأوضاع بهذا القطاع بعد تعميره حتى لا تقوم إسرائيل بتدميره مرة أخرى بعد إعماره. أما على المستوى الإنسانى فمصر وشعبها يتحملون حتى الآن توفير 90% من المساعدات الغذائية لأهل غزة عن رضا وقناعة ولم يمنعها الصعوبات الاقتصادية التى تواجهها مصر حالياً وغير الخافية على أحد. وأكدت للطلاب أن نجاح مصر فى التعامل مع كل هذه الملفات يتطلب وحدة الجبهة الداخلية ووقوفها خلف قيادتها وخلف جيشها للحفاظ على الأمن القومى المصرى فى كل هذه الجبهات، ولكى تتفرغ الدولة أيضاً على الجانب الآخر لبرامج التنمية التى لم تتوقف فى يوم من الأيام منذ ثورة 30 يونيو 2013 وحتى مع اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية بعد ذلك.. والتى أثرت بشكل كبير على سلاسل الإمداد للمواد الغذائية لمختلف دول العالم وفى مقدمتها: مصر، ولم تتوقف مظاهر التنمية طوال فترة كورونا العصيبة التى ألمت بالعالم كله، ولم تتوقف مع جهود مصر الجبارة فى التعامل مع ملف غزة وكان السبب فى ذلك كله هو تلاحم الجبهة الداخلية خلف قيادتها وخلف جيشها العظيم.