مع استمرار وتفاقم التطورات الخطيرة التى تعيشها المنطقة العربية كلها الآن بصورة غير مسبوقة طوال تاريخها، ومع الجهود الخارقة التى تبذلها مصر حاليًا من أجل توحيد الصف العربى لمواجهة هذه المخاطر خاصة فيما يخص القضية الفلسطينية والوقوف أمام محاولة تهجير أهل غزة، والعمل على إعادة إعمارها فى وجود سكانها، والوقوف أمام محاولات تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها وقيام مصر أيضًا وبقناعة سواء على المستويين الرسمى أو الشعبى بتقديم أكثر من 80% من المساعدات الإنسانية لأهل القطاع ومواجهة حرب التجويع الذى تقوم به إسرائيل ضد سكانه لدفعهم إلى التهجير القسرى من أرض غزة، وبعدها تفعل إسرائيل نفس الشيئ مع سكان الضفة الغربية وبالتالى تنتهى القضية الفلسطينية إلى الأبد. نعم، مصر تقود كل هذا لقناعتها الشديدة بدورها المحورى فى المنطقة العربية كلها وبالتزامها تجاه كل القضايا العربية، وفى ظل هذه المخاطر التى يتعرض لها الأمن القومى المصرى ليس من جانب حدودنا الشرقية فقط مع إسرائيل بل والمخاطر التى تواجهها مصر مع حدودها الغربية فى ليبيا والتى مازالت للأسف هذه الجارة العزيزة علينا شبه دولة حتى الآن منذ انهيارها مع ما يُسمى بثورات الربيع العربى وسقوط زعيمها معمر القذافى واستمرار خلافات الفرقاء فى ليبيا مابين حكومة الدبيبة فى الغرب الليبى من جانب، والمشير خليفة حفتر والبرلمان الليبى فى الشرق، ومع حدودنا الجنوبية والتى تحولت الأمور فيها، السودان إلى ما يشبه الحرب الأهلية ما بين جيش الدولة وقوات الدعم السريع. كل هذه الأوضاع تفرض على مصر حماية حدودها وأمنها القومى بكل ماتملك، وهى ماتقوم به حاليًا بكل قوة وإلى الأبد إن شاء الله، ولذلك فإننى أناشد القائمين على كل جامعات مصر ومعاهدها أن تنظم لطلابها من الندوات التثقيفية المستمرة فى كل كلية وفى كل معهد، لشرح كل هذه الأوضاع والمخاطر التى تواجهها المنطقة بأكملها ودور مصر فى مواجهتها، خاصة أن هذا الجيل قد لايكون مُلمًا بالكثير من هذه الأحداث شبه اليومية وغير ملم بالمخاطر التى تواجهها المنطقة العربية كلها والجهود التى تبذلها مصر فى هذا الاتجاه بعد أن أصبحت المنطقة العربية تواجه أكبر تحدٍ فى تاريخها، لذالك لابد أن نساعد هذا الجيل من شبابنا بالجامعات والمعاهد فى توضيح كافة هذه الأمور والعمل على تشكيله الوجدانى بشكل سليم وغرس قيم الانتماء بداخله بشكل أقوى لكى يكون الجميع فى مصر بكل طوائفها ومكوناتها البشرية صفًا واحدًا من أجل أمن ومستقبل أمته ومساندًا أيضًا عن قناعة لقيادته السياسية خاصة فيما تبذله من جهود لمواجهة كل هذه المخاطر التى تواجهها بلدنا العزيز مصر خلال هذه الفترة العصيبة من تاريخ المنطقة العربية.