لم يكن القتال فى الإسلام أو المعارك التى خاضها المسلمون يومًا من الأيام بهدف الاعتداء على الغير، بل كان لرد العدوان الذى يتعرض له المسلمون، من خلال هذا الباب وعلى مدار أيام شهر رمضان المبارك نقدم لك عزيزى القاريء معركة فى ذاكرة التاريخ الإسلامى خاضها المسلمون دفاعا عن أنفسهم وعن دينهم وعن أرضهم. كانت حرب الاستنزاف خير دليل على عدم استسلام الدولة المصرية، وإصرارها على الثأر لكرامتها واسترداد أرضها، حمل الرئيس محمد أنور السادات» الراية فى ظل ظروف صعبة ومعقدة، يأتى على رأسها مواجهة حالة اللاسلم واللاحرب التى حاولت إسرائيل فرضها، وما نتج عنها من تأثير سيئ على الجبهة الداخلية التى شكلت ضغطًا هائلا على السادات.. يقول د. محمد ممدوح حسن أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الأزهر: لعل من أهم الوسائل التى انتهجتها الدولة المصرية، وأسهمت فى تقليل تفوق القوات الإسرائيلية المدعومة بأحدث الأسلحة الأمريكية، هى «خطة الخداع الإستراتيجي» اتخذت الدولة المصرية العديد من القرارات التى قرأتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والعالمية بأن مصر لن تخوض المعركة، فقبل بدء العمليات العسكرية سافر وزراء الوزارات السيادية إلى الخارج، وقام جهاز المخابرات بتسريب معلومات حول تلف مخزون القمح فى الصوامع، بسبب مياه الأمطار، ونشرت الصحف المصرية تحقيقات حول هذا الموضوع، كما كان على مصر إخلاء العديد من المستشفيات تمهيدًا لاستقبال المصابين أثناء الحرب، فنشرت الصحف أن عنابر مستشفى الدمرداش تلوثت بميكروب «التيتانوس» لذلك تم إخلاؤها والعمل على تعقيمها، ونشرت الصحف صورًا للعديد من المستشفيات والعمال يقومون بتطهيرها، وكان خاتمة بنود خطة الخداع الاستراتيجي، هو اختيار يوم المعركة فى السادس من أكتوبر1973م العاشر من رمضان، الموافق ل»يوم الغفران» أقدس الأيام فى الشعائر اليهودية. اقر أ أيضًا | «المسحراتي» في رمضان عندما أصدر الرئيس السادات قراره ببدء العمليات العسكرية فى تمام الساعة الثانية ظهرا نفذت 220 طائرة حربية مصرية ضرباتها الجوية على الأهداف الإسرائيلية شرقى القناة استهدفت المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوى وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة فى خط بارليف ومصافى النفط ومخازن الذخيرة وحققت 95% من أهدافها الموضوعة، كما قامت المدفعية بقصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكلٍ مكثفٍ تحضيراً لعبور المشاة، فيما تسللت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقى للقناة لإغلاق انابيب السائل المشتعل، وقامت بفتح الثغرات فى الساتر الترابى لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية، وعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وتمكنت من تحطيم حصون خط بارليف، وانتهت الحرب رسميا 24 أكتوبر من خلال إتفاق وقف إطلاق النار واسترداد مصر لسيادتها الكاملة على سيناء. إن قصة معركة أكتوبر حافلة بالعديد من الأسرار والبطولات التى يجب تسليط الضوء عليها، وتعريف الأجيال الناشئة بها لتسهم فى تعزيز الوعى والانتماء والفخر بالتاريخ المصرى عبر الأجيال.